شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«مهدي عاكف».. محارب طارده العسكر والصهاينة والإنجليز!

مهدي عاكف أثناء جلسة محاكمة - أرشيفية

مُسجّلًا «أسطورة في الصمود والتحدي» في سجون الأنظمة الديكتاتورية حتى مات مريضًا بالسرطان داخلها. شيخ المجاهدين الدكتور محمد مهدي عاكف، المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين، الذي أبى حُكّام لمصر منذ العهد الملكي وحتى الآن أنّ تمر مدتهم دون أنّ يكون ضيفًا على سجونهم؛ بداية من عهد الملك فاروق مرورًا بعبدالناصر ثم مبارك والسيسي. 

قضى «مهدي عاكف» أكثر من نصف عمره خلف قضبان السجون، لا لأنه مرتشٍ أو لص؛ بل لأنه أبى إلا أن يقول كلمة حق في وجه سلطان جائر؛ فهو أحد مرشدي جماعة ‏الإخوان الأكثر حرصًا علي أن يكونوا شوكة في حلق الصهاينة ومن عاونهم من حُكّام العرب.

مهدي عاكف

عندما بلغ سنه 12 عامًا، في عام 1940، جذب نظره إلى جماعة الإخوان المسلمين اهتمامهم بالرياضة، التي كان يحبها، و«الأسلوب اللطيف والراقي الذي يتعامل به الإخوان»؛ فانضم إلى الجماعة، التي حققت توسعًا في ذلك الوقت.

وتولّى منصب المرشد العام للإخوان المسلمين بعد وفاة المستشار محمد المأمون الهضيبي في يناير 2004م، واستمر حتى انتهت ولايته في يناير من عام 2010م، ثم اختير الدكتور محمد بديع خلفًا له؛ ليكون «مهدي عاكف» بذلك «أوّل مرشد سابق» للجماعة وهو على قيد الحياة.

مواقف بارزة:

في 2012، رفض «مهدي عاكف» تقديم جماعة الإخوان مرشحًا لها في انتخابات الرئاسة؛ لكنه نزل على «شورى» الجماعة، وفق تصريحات صحفية له.

مقاومة الاستمعار والصهاينة

انضم إلى التنظيم الخاص للإخوان الذي أنشئ وقتها لمقاومة الاستعمار البريطاني، وترأّس معسكرات جامعة إبراهيم (عين شمس حاليًا) في الحرب ضد الاستعمار البريطاني بالقناة حتى قامت ثورة 1952. فضلًا عن مشاركته في محاربة الحملة الصهيونية على فلسطين.

اعتقاله أيام فاروف

قُبض على محمد مهدي عاكف في الأول من أغسطس 1954، وحوكم بتهمة تهريب اللواء «عبدالمنعم عبدالرؤوف»، أحد قيادات حركة الضباط الأحرار بالجيش الذين قاموا بثورة يوليو 1952، وهو الضابط الذي حاصر قصر رأس التين المتحصن فيه الملك فاروق وأشرف على طرده، وحكم على عاكف بالإعدام، ثم خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة؛ فقضى 20 عامًا كاملة في السجن وأفرج عنه في عهد السادات عام 1974.

سجن عبدالناصر

قضى «مهدي عاكف» 20 عامًا في السجن في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، وأفرج عنه في عهد الرئيس الراحل أنور السادات عام 1974.

عهد مبارك

مع بداية العام 1995 بلغ التوتر في العلاقة بين الإخوان المسلمين والحكومة المصرية مداه؛ فاعتقلت الحكومة كثيرين من جيل الوسط في الجماعة وقدّمتهم إلى المحاكمة العسكرية في مسلسل استمر أكثر من خمس سنوات، ومثل «مهدي عاكف» أمام المحكمة العسكرية عام 1996، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات؛ ليخرج عام 1999.

آخر رسالة له

في آخر رسالة نقلتها نجلته علياء عبر صحفتها على «فيس بوك» يوم 7 يناير الماضي، قال «مهدي عاكف»: «أنا مش خايف (لست خائفًا) من الموت أنا خايف على مصر».

 

محمد مهدي عاكف

السجن حتى الموت

وبعد أحداث 3 يوليو 2013 سُجن «مهدي عاكف» ووجّهت إليه تهمًا؛ من بينها إهانة القضاء بعد تصريحات نسبتها إليه صحيفة كويتية قال فيها إن القضاء فاسد، وبرّأته المحكمة منها في مايو 2014؛ لكنه بقي في السجن لمتابعته بتهم أخرى تتعلق بقتل متظاهرين، حتى مات اليوم داخل مستشفى قصر العيني لإصابته بالسرطان.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023