شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

العريان يوجه رسالة للجيش: نثق في قدرتكم على إزاحة «كابوس السيسي»

 

قال القيادي في الإخوان المسلمين عصام العريان، «إن نخبًا سياسية عديدة «أغلبها من النخب اليسارية والناصرية وقليل من الليبرالية»، انخدعت بوعود قائد الانقلاب حول انتخابات رئاسية مبكرة، وأعمتهم كراهيتهم للإخوان المسلمين وحلفائهم عن رؤية المصير المحتوم الذي يقودهم السيسي إليه».

وأوضح العريان في مقال له من داخل محبسه، بعنوان «الطريق إلى إزاحة الكابوس»، إلى أنه منذ فرض نفسه رئيساً في انتخابات صورية شكلية، و«أصدر في أسابيع قليلة تشريعات عديدة أهدرت حقوق المصريين في تشكيل الجمعيات الأهلية والتظاهر السلمي، والإعلام الحر، والمعارضة السلمية، وفرض برلمانًا أغلبية أعضائه من عسكريين سابقين ورجال شرطة ومخابرات، يُمرّرون له كل ما يريد تمريرَه من ملفات (ولو وصل الأمر إلى التفريط في أرض الوطن الذي أقسموا على احترام استقلاله وسلامة أراضيه».

وأكد العريان، أن الحصاد المر لعبد الفتاح السيسي، كان في عدة مجالات وليس الحريات فقط، بعد أن « غرقت البلاد في الديون، فوصل الدين الخارجي إلى أكثر من 75 مليار دولار (بينما ظل خلال أربعين سنة ـ 73 -2013 ـ 35 ملياراً)، ووصل الدين الداخلي لأكثر من 3 تريليونات جنيه، وانهارت العملة المصرية، ففقدَ المصريون ثلثي مدخراتهم في غمضة عين! ولم تعُد للجنيه المصري أية قدرة شرائية، ووصل التضخم إلى أرقام غير مسبوقة على مدى المائة عام الماضية (أكثر من 40%)».

ولفت إلى أن الانتكاسة في الاقتصاد، نتج عنها «تآكل الطبقة الوسطى التي يقوم على جهدها أي نشاط اقتصادي أو تنموي، وفرّ رجال الأعمال بأموالهم إلى الخارج، وانهارت الطبقات الدنيا في المجتمع إلى هوة سحيقة من الجوع والعوز والفقر، وكانت محصلة ذلك انهيار التماسك المجتمعي، واختلال منظومة القيم التي أرساها الدين الإسلامي والمسيحي، فظهرت جرائم خطيرة، وازدادت معدلات الانتحار، وانتشر الانحلال الخلقي والسلوكي بما يهدد بنية المجتمع المصري، الذي عرف اللهَ منذ فجر التاريخ».

 وأشار العريان، إلى الدور الخليجي، في «الانقلاب»، مؤكدا أنه جاء كحل ثاني بعد الفشل في عدم الإطاحة بمبارك، خشية انتشار الحرية والحياة الدستورية في بلادهم، مضيفا أن «الشعوب اختارت الإخوان المسلمين وحلفاءهم في كل ما أُجرِي من انتخابات حرة، بينما انحاز الانقلاب إلى الثورات المضادة في ليبيا واليمن ودعم بقاء الأسد في سوريا ».

وأضاف، أن مقاومة المصريين مستمرة ضد جرائم الإنسانية، التي ارتكبها النظام خلال الأربع سنوات الماضية، و«لا يزال الإخوان المسلمون وحلفاؤهم صامدين ضد الانقلاب رغم كل التضحيات، على شاكلة صمود  المرشد السابق محمد مهدي عاكف (90 عاماً) و المرشد الحالي أ.د. محمد بديع (75عاماً) ،  رئيس الجمهورية الشرعيّ المنتخب أ.د. محمد مرسي، » بالإضافة إلى شباب الإخوان وقادتهم وحلفاؤهم في سجون الظلم.

المؤسسة العسكرية

واعتبر العريان «أن المصريون يدركون الدور القيادي للمؤسسة العسكرية في البلاد، يدركون أن قائد الانقلاب ومجموعة من القادة حوله قد استغلوا مبدأ الانضباط العسكري وروّجوا لوهم سقوط الدولة».
وأردف، أن قادة الجيش، أشاعوا شعار الحرب على الإرهاب [الذي صنعوه هم بأنفسهم]، وخدعوا الناس به لفترة، مستدركا « أن الجميع فاق بمن فيهم ضباط وأفراد الجيش وآخرون كثير على حقيقة المأساة الكبرى والكابوس الرهيب الذي ورطهم وورط البلاد فيه وسيطر على حياتهم».

ودعا أفراد الجيش، إلى احترام إرادة الشعب الذي ينتمون إليه، ويعيشون بين أفراده، والعودة بالبلاد من جديد إلى مسار الحياة الدستورية الحقيقية، والانتخابات الحرة التي لا يُقصى عنها أي فصيل سياسي، وإعادة اللُّحمة من جديد لنسيج الوطن الذي تمزق بسبب مشاركة رموز دينية وقضائية منذ إعلان الانقلاب في 3-7-2013.

 

المسيحيين والقضاة

وقال القيادي بالإخوان المسلمين، إن مشاركة بطريرك الأقباط في بيان 3-7  كان قراراً خاطئاً وتوريطاً للمسيحيين، كما أن مشاركة شيخ القضاة هو انزلاقا شديدا، حيث أن قانون السلطة القضائية الذي يمنع القضاة من الاشتغال بالعمل السياسي.

 

خطوات فعالة

ولفت العريان إلى أن يجب اعتماد عدد من الآليات من أجل تصحيح الأوضاع ومعالجة مآسي وجرائم الفترة السابقة، ومنها

  • اعتماد إجراءات حاسمة للعدالة الانتقالية تصحح أخطاء القضاء والنيابة الذين تورطوا في العمل السياسي
  • الاعتبار للعمل الأهلي من جديد لحماية الفقراء والطبقة الدنيا
  • الثقة باستعادة الإرادة الشعبية حتى تعود رؤوس الأموال الهاربة، ويعود معها مزيد من الاستثمارات الخارجية.
  • استعادة اللُّحمة التي تمزقت بين أبناء الوطن نتيجة الانحياز السياسي، ونزع فتيل التوتر المجتمعي، ورغبات الانتقام التي تجتاح الشباب

وطالب العريان، المجتمع الدولي (خاصة أميركا وأوروبا) أن «يدرك عظيم الخطر الذي وصلت إليه الأمور في المنطقة كلها بسبب سكوتهم وتشجيعهم أو رضاهم أو دعمهم للانقلاب الدموي، ولكل الثورات المضادة، ضد إرادة شعوب عربية، كل جريمتها أنها تريد العيش بحرية وأمن، وتنعم بتنمية واستقرار.. وتوقف نهب ثرواتها لحساب أقلية متحكمة دونما سند من دستور أو قانون».

واختمم القيادي، بأنه «بعد الثقة في الله، نثق كذلك في مؤسستنا العسكرية أن تستيقظ على الخطر الذي يهدد الوطن في أرضه ومياه نيله واستقراره وتماسكه».

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023