شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

إخفاق ثاني لـ«تيلرسون» في المنطقة.. إلى أين تتجه الأزمة الخليجية؟

تيلرسون في السعودية

مع اقتراب الأزمة الخليجية للدخول في شهرها السادس، وعدم ظهور أي بوادر لحلول قريبة، تأتي زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، إلى السعودية وقطر، لتقضي على أمل أخير في التوصل لتفاهمات قد تؤدي إلى الجلوس على طاولة الحوار.

ومع الموقف المتشدد لدول الحصار تجاه الازمة الخليجية، والدعوات المتكررة والتي تواجه بالرفض للدوحة لحوار غير مشروط يتم خلاله تبادل وجهات النظر والتوصل لرؤية موحدة ترضي جميع الأطراف، تدخل الازمة في نفق مظلم.

تصريحات غير إيجابية

جاءت تصريحات تيلرسون عقب انتهاء زياراته الخليجية، لتعيد الأزمة الخليجية إلى المربع الصفري أو ما قبله، في ظل تحليلات سياسية تشير بأنها كانت ضوء اخضر للدول الأربعة بمزيد من الخطوات التصعيدية.

ووصل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى العاصمة السعودية الرياض السبت، في جولة شملت المملكة والدوحة، التقى تيلرسون نظيره السعودي عادل الجبير، ثم يتوجه إلى الدوحة لبحث تطورات الأزمة الخليجية.

واختتم تيلرسون جولته بتصريحات وصفت بأنها غير إيجابية، قال خلالها أن الولايات المتحدة لا تجد أية فرصة لفرض أي حل على أي طرف في هذه الأزمة، وهي تصريحات غير مسبوقة للدولة التي فرضت نفسها منذ اليوم تصعيد الازمة كطرف ساعي لإنهاءها، وتأكيده على أن بلاده على استعداد لتيسير الدخول في الحوار، أو وضع خارطة للطريق.

ولفت تيرلسون إلى أن الجانب السعودي، لا توجد أي مؤشرات من جانبه لقبول الحوار الذي تدعو له قطر تكرارا، كما أن ليس لدى واشنطن فرصة لدعوة أطراف الأزمة الخليجية للاجتماع.

التشاؤم الذي صاحب تصريحات تيلرسون في زيارته، عبر عنه في مقابلة سابقة أجراها مع وكالة «بلومبيرج» الأميركية، مشيرا إلى صعوبة التوقع بقرب حل الأزمة الخليجية.

وشكك المحلل السياسي الكويتي مبارك القفيدي، في النوايا الأميركية تجاه حل الأزمة الخليجية، لافتا إلى أن «الأزمة الخليجية بدأت بأوامر أميركية وستنتهي بأوار أميركية».

وقال القفيدي في تصريح لـ «رصد»، إنه «ليس من مصلحة أميركا إنهاء الأزمة في الوقت الحالي، نظرا لأنها مفتاح التحولات الدراماتيكية في دول الخليج».

تيلرسون في السعودية

إخفاق جديد وتأجيل للقمة

زيارة تيلرسون تعتبر إخفاقًا ثانيًا في مساعي واشنطن المعلنة تجاه حل الازمة الخليجية، خاصة وأنها جاءت بعد 3 أشهر من زيارة أولية لم تسفر عنشي، ما دفع بتوقعات كبيرة بأن الوزير الأميركي، حمل معه حقيبة من الاقتراحات والأفكار بشأن التفاوض بين دول الحصار وقطر، وهو ما لم يحدث، رغم تصريح المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت قالت في وقت سابق إن تيلرسون «سيشجع الدول على الجلوس للتحاور»

يذكر أن الزيارة الأولى كانت في يوليو الماضي، وشملت السعودية وقطر والكويت، وفي الزيارتين لم تكن الإمارات في أجندة الوزير الأميركي.

وسخر الكاتب الصحفي عباس الضليعي من فشل تيلرسون في خرق الأزمة الخليجية، في تغريدة له «اذا ارادت أميركا حل الأزمة الخليجية عليها ارسال ايفانكا بدلا من تيلرسون!!»

ونقلت صحيفة «الرأي» الكويتية على لسان مصادر دبلوماسية خليجية، قولها إن «احتمال تأجيل القمة وارد نظرا إلى عدم تحقيق تقدم في حل الأزمة الخليجية»، مرجحة أن تؤجل القمة ستة أشهر «إلا إذا حصل اختراق سياسي كبير بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى الرياض والدوحة».

تيلرسون في قطر

تجميد للموقف وتصعيد محتمل

فشل زيارة تيلرسون في تحقيق أهدافها، تعكس الوضع المتأزم للموقف الذي أصبحت فيه دول الحصار وقطر، وهو ما جعل البعض يرشح أن تظل الأزمة الخليجية في مرحلة الجمود لفترة من الوقت.

وصرح وزير الخارجية القطري في المؤتمر الذي عقده مع نظيره الأميركي، بأنه لا يجوز تطبيع أوضاع إنسانية، مشددا على أهمية أن تكون المبادرة الكويتية المظلة لأي وساطة لحل الأزمة.

ولفت الوزير القطري إلى أن السعودية والبحرين والإمارات تحاول «تطبيع الحصار»، موضحا أن « أية إجراءات متخذة في هذا الشأن تكون ضد العلاقات الدولية، وإنه بأي حال من الأحوال لا يجوز تطبيع الأوضاع الإنسانية السيئة، كفصل العائلات، أو تطبيع قضية 26 ألف شخص متضرر بسبب الحصار، والذين تم تشتيتهم جراء هذه الإجراءات الظالمة».

ومن جهته قال الأكاديمي العماني الدكتور حيدر اللواتي إن تصريحات وزير الخارجية الاميركي بأنه ليس لدى واشنطن أي نية لفرض أي حل على أطراف الأزمة الخليجية ولا مؤشرات بأن الأطراف ⁧تنوي الحوار، يؤكد ان الازمة ستطول».

وأضاف اللواتي عبر تغريدة له، أن «تصريحات دول المقاطعة ايضا تؤكد ان النزاع الخليجي سيطول وخيار قطر الاستراتيجي هو الاعتماد على الجو والبحر واما مجلس التعاون فميت سريريا»

وفي المقابل تبعث دول الحصار إشارات بأن الأزمة في اتجاه للتصعيد، وليس للجمود، خاصة بعد ما أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن بلاده  «تتشاور مع الإمارات والبحرين ومصر بشأن الخطوة المقبلة في الأزمة»، وذلك  ردّاً على سؤال حول مصير القمة الخليجية المفترض انعقادها في شهر ديسمبر المقبل.

 

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023