شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

أين الحريري؟.. خمسة أسباب تؤكد أنه لن يعود إلى لبنان

سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل

بين المطالبات بالعودة إلى بيروت، والشكوك حول حرية تحركاته ـ في الوقت الذي يؤكد فيه مسؤولين سعوديين عدم فرض إقامة جبرية على رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ـ  يبقى السؤال الأكثر انتشارا في الأوساط السياسية بوجه عام ولبنان بوجه خاص، أين الحريري؟ وهل سيعود إلى لبنان؟

مطالبات العودة

كانت آخر تصريحات الحريري، ما أدلى به خلال إلقاء بيان استقالته، من الأراضي السعودية خلال زيارة لها، يوم السبت الماضي، وظل صمت الحريري يسيطر على الموقف في الوقت الذي تتناحر كافة الاطراف الداخلية والخارجية، وتؤول التحليلات والتوقعات في اتجاهات عدة بين رافع لراية الحريري والمملكة، وبين اتهامات لها ولإيران، بالتدخل في الشأن السوري.

ومنذ إلقاء الخطاب، طالبت القوى السياسية اللبنانية بعودة الحريري إلى بيروت، لمناقشة أسباب استقالته المفاجئة، والتي أبدى فيه أسباب تتعلق بحزب الله وإيران ومؤامرة لقتله، والبعض أراد بعودة الحريري التأكد من عدم وضعه تحت الإقامة الجبرية في السعودية، بالتزامن مع اعتقالات شملت عدد من المسؤولين والأمراء ورجال الأعمال.

وطالب الرئيس اللبناني ميشال عون بعودة الحريري إلى بيروت، وأكد على أن كل ما يقوله الحريري في الوقت الحالي لا يعكس الحقيقة بسبب «غموض وضعه».

ودعا عون السعودية، في بيان له اليوم، إلى توضيح  «الأسباب التي تحول دون عودة رئيس الحكومة المستقيل».

ومن جهتها قالت كتلة تيار المستقبل البرلمانية إن عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان ضرورة لاستعادة الاعتبار للتوازن الداخلي والخارجي للبنان، وذلك «في إطار الاحترام الكامل للشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور و اتفاق الطائف واحتراما للشرعيتين العربية والدولية» ، بحسب قوله.

ميشال عون

تدويل القضية

كشفت صحيفة الجمهوريه اللبنانيه أن عون اعطى سوف يلجأ إلى مجلس الامن وعرض قضية الحريري ، إذا لم توضح السعودية خلال مهلة مهله اسبوع مصير رئيس الحكومة، وعودته الى لبنان

احتمالية تقييد حركته

ومع تضارب التصريحات والأنباء حول إذا ما كان الحريري يتمتع بحرية التحرك، يظل الغموض يسيطر على الموقف اللبناني وخاصة وضع الحريري، إلا أن عدد من الأمور تدفع في الاتجاه الذي يؤيد فرض الإقامة الجبرية عليه، حتى بعد أن زار الإمارات، حيث أن كثيرا من التأويلات ذهبت إلى أن التحرك جاء وفق ترتيب سعودي إماراتي لنفي ما ينشر في هذا الأمر، وفيما يلي أهم الأسباب التي تعزز هذا الاحتمال:

1- صمت الحريري

لم يخرج رئيس الحكومة اللبنانية، بتصريحات تنفي إقامته الجبرية، أو بدأ تحركات خارج حدود الحلف السعودي الإماراتي، فآخر ما صدر عن الحريري ما قاله منذ أسبوع في خطاب متلفز، في حين أن تداعيات استقالته كان أدعى له بالخروج التحرك لتوضيح الحقيقة، فمن غير المعقول أن لا يعرف مصيره الحزب التابع له ويظل وضعه غامض له.

وقال مصدر لبناني: «إن السلطات في بيروت تعتقد أن رئيس الوزراء المستقيل، سعد الحريري، يخضع لقيود من قبل السلطات السعودية، وإنه لا يعبر عن نفسه بحرية».

وقال المصدر اللبناني لشبكة «سي إن إن»، الأمريكية: إن الحريري «لا يعبّر عن نفسه بحرية»، وإن الحكومة اللبنانية وكتلة تيار المستقبل السياسية التي يترأسها الحريري «ليس لديهما أي فكرة عما يحدث».

سعد الحريري

2- تفاصيل روبرت فيسك

عزز الكاتب البريطاني روبرت فيسك من فرضية وضع الحريري تحت الإقامة الجبرية.

وقال فيسك، في مقال نشر في صحيفة «الإندبندت» البريطانية، «عندما هبطت طائرة سعد الحريري في ​الرياض​ مساء 3 نوفمبر، كان أول ما شاهده هو مجموعة من رجال الشرطة السعوديين المحيطين بالطائرة، وعندما صعدوا على متنها، صادروا هواتف محمولة منه ومن أفراد حرسه الشخصي. وهكذا تم إسكات رئيس الوزراء اللبناني».

ونقل الكاتب البريطاني عن مصادر قريبة من الحريري، أن من يتصل به في منزله في الرياض، لا يسمع منه سوى بضع كلمات: «سأعود» أو «أنا بخير»، فقط تلك الكلمات، وهذا خلافا لعادته تماما».

ولفت فيسك إلى أن زوجة الحريري وعائلته مقيمون في الرياض، فحتى لو عاد إلى بيروت، سيترك «رهائن» وراءه.

سعد الحريري

3- فرنسا وتصريح غامض

تبياينت تصريحات فرنسية حول وضع الحريري في الرياض، فبعد تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، الأخيرة التي قال فيها أنه يعتقد بأن الحريري «لا يخضع للإقامة الجبرية»، خرج نائب المتحدث باسم الوزارة ليوضح بأن المقصود هو أن «باريس تريد أن يكون رئيس الوزراء اللبناني المُستقيل، سعد الحريري، حراً».

ثم اتى تصريح أكثر غموضا دعت فيه إلى أن يواصل الحريري دوره الحيوي في لبنان، لافتة إلى أنه «قد لا يكون حرّ الحركة».

جان إيف لو دريان

4- مبايعة أخيه

كشفت صحيفة «الأخبار» اللبنانية، عن مصادر سعودية  أن المملكة تتجه لتقرير مصير سعد الحريري السياسي من خلال استدعاء شقيقه بهاء الحريري الى الرياض وابلاغه قرار المملكة مبايعته زعيما لتيار «المستقبل».

وزعمت الصحيفة أن السفير السعودي الجديد في لبنان وليد اليعقوبي، أجرى اتصالات بأفراد من عائلة الحريري، شملت زوجة رفيق الحريري، والنائبة بهية الحريري وولدها احمد، وأبلغتهم رسالة عاجلة مفادها أن القرار اتخذ بتولية بهاء الزعامة، وان عليهم الحضور الى السعودية لمبايعته، الى جانب سعد الذي وافق على الامر مقابل اطلاق سراحه، على ان ينتقل للعيش في اوروبا ويعتزل العمل السياسي.

بهاء الحريري وسعد الحريري

 

5- لن يعود

أعلان القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد البخاري، اليوم السبت، أن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري قد يقرر عدم العودة إلى لبنان، يزيد من الشكوك حول مصيره، حتى مع استدراكه بأنه موجود في المملكة بإرادته.

وقال البخاري، إن عودة «رهن به شخصياً وربما يقرر عدم العودة لأسباب أمنية وخشية تعرضه لاغتيال».

أين الحريري
وتحت عنوان «أين هو ​سعد الحريري​؟ ​لبنان​ يريد أن يعرف»، أشارت صحيفة نيويورك تايمز​ الأميركية إلى أن المشهد الذي حدث في الأيام الماضية لم يشهد أحد من قبل مثيلاً له. فبعدما أعلن الحريري استقالته من ​الرياض​، وصدم مستشاريه المقربين، لم يعد إلى لبنان ولا أحد يعرف إذا كان سيعود. وفي بلد يكون فيه التحليل السياسي هواية، وحيث السلطة السياسية مقسمة بين تيار المستقبل المدعوم من السعودية وحزب الله المدعوم من إيران، كانت التكهنات أن الحريري محتجز ضد إرادته.
وبصرف النظر عن التحليلات الكثيرة، فإن إقامته الغريبة في ​المملكة العربية السعودية​ شكلت مظهراً مادياً جديداً لما يعتقد الجميع في لبنان أنه صحيح. أي أن قوة الحريري تأتي من حقيقة أنّه رجل السعودية، وهامش مناورته ضد السعوديين محدود جداً.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023