قالت مجلة «سليت» الأميركية إنّ رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قد يكون محتجزًا فعلًا لدى السعودية، خاصة بعد رفض المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية «هيذر نويرت» تأكيد احتجازه أو النفي؛ وجاءت استقالته بعد عام من تشكيل الحكومة الائتلافية التي ضمّت حزب الله.
وأضافت المجلة، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ سعد استقال مفاجأة أثناء رحلته إلى السعودية. وقال في تصريح تلفزيوني إنه يعتقد أنّ حياته في خطر، وأدان التدخل الإيراني في شؤون لبنان والشرق الأوسط، وجاءت الاستقالة في الوقت نفسه تقريبًا الذي تحتجز فيه السعودية عشرات الأمراء والمسؤولين السابقين في ما يبدو أنها لعبة السلطة من ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان».
وبما أنّ تصريحات سعد تبدو وكأنها النوع الذي قد يصوغه السعوديون، فسرعان ما تهم حلفاء إيران في لبنان المملكة بإجباره على الاستقالة، وقال مسؤولون أميركيون مجهولون لـ«رويترز» إنّ ولي العهد محمد ومسؤولين سعوديين آخرين «شجّعوا الحريري على الاستقالة».
احتجاز وقيد جبري
ومنذ ذلك الحين، كانت هناك مؤشرات متزايدة على أنّ الحريري اُحتجز داخل السعودية، ويطالب الرئيس اللبناني «ميشيل عون» سعد بالعودة إلى بلاده لشرح الظروف المحيطة باستقالته، ويقول المسؤولون اللبنانيون إنهم يعتقدون أنه قيد الإقامة الجبرية، ونفى السعوديون أن تكون تحركاته مقيدة، لكنه لم يتحرك منذ حينها، ولم يتحدث إلى الصحفيين أو حلفائه السياسيين في لبنان، وعادت طائرته الخاصة إلى بيروت يوم الأربعاء دونه.
وفي الأسبوع الماضي، زار سعد دولة الإمارات العربية المتحدة قبل أن يعود إلى السعودية. كما اجتمع مع دبلوماسيين أجانب، بمن فيهم السفير الفرنسي والقائم بالأعمال الأميركي. وقال وزير الخارجية الفرنسي: «ما نعلمه» أنه لا توجد قيود على تحركاته، ورفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية «هيذر نويرت» تأكيد ما إذا كان الحريري قيد الاعتقال أم لا، وأكّدت فقط أنهم يعلمون أنه بخير؛ بالرغم من تأكيدها أنها لا تعلم مكانه بشكل شخصي.
توقعات حذرة
وسيكون من غير المعتاد أن يحتجز بلدٌ ما رئيس حكومة بلد أجنبي، وأكثر المتشابهات التي يمكن التفكير فيها تشمل الرئيس الهايتي «جان برتراند أريستيد»، الذي نقله الجيش الأميركي من هايتي بعد استقالته وسط اضطرابات متزايدة في عام 2004. وأعلن بعد أنه أُجبر على مغادرة الولايات المتحدة؛ بالرغم من أنّ إدارة بوش نفت ذلك.
أما سعد الحريري فهو مواطن سعودي لبناني، وحليف للمملكة؛ لكنّ السعوديين فقدوا الصبر معه منذ العام الماضي، عندما شكّل حكومة ائتلافية في لبنان تضم حزب الله المدعوم من إيران، وكانت هذه خطوة كبرى للبنان؛ فالحزب متهم بتدبير اغتيال والد سعد عام 2005، الذي كان أيضًا رئيسًا للوزراء، وتفكك هذا الائتلاف الآن.
وتوقّعت الصحيفة حدوث أمور أسوأ بكثير قريبًا، وأمرت السعودية مواطنيها بمغادرة لبنان؛ ما أثار مخاوف من اندلاع حرب بين السعودية وحزب الله، كبديل لإيران. ودعمت الولايات المتحدة بشدة المملكة السعودية، ووجّه الرئيس ترامب تغريدة مؤيدة لاعتقالات الأمراء والمسؤولين في نهاية الأسبوع الماضي، قائلًا: «لديّ ثقة كبرى في الملك سلمان وولي عهد المملكة العربية السعودية، وهم يعرفون بالضبط ما يفعلونه».
وطالبت الصحيفة الولايات المتحدة بأن تتخذ خطوات لمنع اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط ومحاولة الحصول على وضوح عما إذا كان رئيس وزراء بلد ذات سيادة محتجزًا أساسًا كرهينة أم لا.
