أثار حديث عبدالفتاح السيسي، خلال كلمته باحتفالية المولد النبوي الشريف اليوم الأربعاء، عن تقديم المساعدات لأهالي قرية الروضة بمدينة بئر العبد، العديد من ردود الأفعال، في ظل غضب أهالي المدينة، من تجاهل الحكومة لهم.
وقال السيسي «هنخلي بئر العبد مدينة يشار لها، لا يمكن نسمح يا أهل المرؤة أن حد يعمل كده في أهلنا وناسنا»، وهو ما أثار علامات الاستفهام عما قدمه نظام السيسي سوى وعود بالتنمية لمدينة تم قتل نحو ثلث سكانها بهجوم على مسجدهم يوم الجمعة الماضي.
إهمال طبي
وأظهرت مجزرة مسجد الروضة التي راح ضحيتها 309 مواطنين، مدى التقصير الحكومي في مجال الصحة، إذ عجزت مستشفياتها عن توفير أدنى متطلبات الرعاية الأولية للمصابين، ما أدى إلى وفاة عدد منهم، بسبب نقص المستلزمات الطبية، وضعف الرعايا.
وكشف أهالي بئر العبد أن «المستلزمات الطبية في مستشفى بئر العبد لم تكن تكفي لاستقبال ربع العدد الذي وصل يوم الجمعة الماضي بعد المجزرة».
ووفقاً للصور التي خرجت من المستشفى بعد وقوع المجزرة، فإن عددًا من المصابين كانوا على أرض المستشفى لعدم وجود أماكن كافية، وكانت الفرق الطبية والمتطوعون يقدمون الرعاية الأولية للمصابين في ممرات المستشفى.
يشار إلى أن مدينة بئر العبد، وما يحيط بها من قرى، يقطنها ما لا يقل عن 90 ألف نسمة، بينما يعتبر المستشفى الحالي وحدة صحية لا تكفي لقرية واحدة، بالنظر إلى التجهيزات المتواضعة، وعدد العاملين فيه، وغرف العمليات.
وفقاً لشهود عيان شاركوا في عمليات نقل المصابين من مسجد الروضة إلى المستشفى، فإن بعض الأطباء طالبوا بضرورة نقل المصابين إلى مستشفى بئر العبد المركزي الذي جرى إنشاؤه حديثاً، وتأخر افتتاحه أكثر من مرة، إلّا أنّ طلباتهم رفضت من قبل وزارة الصحة، بحجة عدم جاهزية شبكة الأوكسجين فيه.
يوضح هؤلاء أن بعض الشباب من أهالي المصابين اضطروا إلى دخول المستشفى الجديد الذي يقع على مقربة من المستشفى القديم، وجلب بعض السرائر لوضع المصابين عليها إثر انشغال جميع أسرّة المستشفى الجديد.
مساعدات الحكومة
وفي الوقت الذي خرجت فيه تصريحات الحكومة عن تنمية المدينة، كما تخرج نفس التصريحات، بعد كل عملية إرهابية، ولا يتم تنفيذ أي شيئ على أرض الواقع، حيث اكتفت وزارة التضامن بتوزيع (كراتين) مواد غذائية على الأهالي، بعد أن فقدت المدينة حوالي ثلث سكانها، وسط حالة غضب من قبل الأهالي، لعجز المستشفيات عن علاجهم، وتقدم لهم الحكومة في النهاية زيت وسكر.
وأكد منير أبو الخير، مدير عام مديرية التضامن الاجتماعى فى شمال سيناء، أن اللجنة قامت بتوزيع كميات من المساعدات الغذائية والإنسانية، على المواطنين بالقرية، وذلك للمساعدة فى تخفيف آثار الحادث الأليم، الذى شهدته القرية.
وأضاف أن المساعدات عبارة عن 750 بطانية، 9 أطنان من الدقيق، طن ونصف مواد غذاية، وكميات من الخضروات، 100 أسطوانة غاز، 1300 كيلو جرامًا من اللحوم، 120 زجاجة زيت، 5 أجولة من العدس، 50 جوالا من البطاطس، 4 أطنان من الذرة، طنين من الردة.
وأشار إلى أن اللجنة، ستقوم بتوزيع كميات أخرى من المساعدات الإنسانية والغذائية على أهالى القرية، خلال الأيام القليلة القادمة، وذلك بناء على توجيهات محافظ شمال سيناء.
تعويضات ومعاش استثنائي
ومن جانبها أكدت غادة والي وزيرة التضامن أنه بناء على توجيه عبدالفتاح السيسي سيتم صرف 200 ألف جنيه لكل أسرة شهيد و50 ألف جنيه لأسرة كل مصاب، كما قرر مجلس الوزراء أيضا صرف معاش استثنائي بقيمة 1500 جنيه لكل شهيد وهو مطبق على كل ضحايا الإرهاب من المدنيين و مستمر مدى الحياة ويضاف للمعاش التأميني ويورث.
وأضافت والي أنه تم الانتهاء من فحص 300 أسرة من إجمالي 490 أسرة هي الأسر المقيمة بقرية الروضة تمثل نحو 2400 نسمة، مشيرة إلى أن متوسط حجم الأسرة 5 أفراد، يقدر عدد الذكور بها 1200 ، استشهد منهم 305 خلال الحادث الإرهابي الأليم بما يمثل حوالي 25% من الرجال بالقرية.
وتابعت أن وزير العدل أصدر قراراً بإنشاء محكمة في بئر العبد حيث ستعمل دائرتين على استخراج إعلام الوراثة وهو مستند هام جدا على أساسه سيتم توزيع التعويضات وفقا للنصيب الشرعي لكل وريث.