نظّمت قوى سياسية ومدنية كويتية يوم السبت مظاهرة حاشدة في ساحة الإرادة أمام البرلمان وسط العاصمة الكويت؛ احتجاجًا على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس وإعلانها عاصمة لـ«إسرائيل».
شارك في المظاهرة حشد من المواطنين والمقيمين الفلسطينيين، مؤكدين الهوية العربية والإسلامية للقدس، ومنتقدين خطوات التطبيع التي تتزعمها دول خليجية مع «إسرائيل»، هاتفين بسقوطها ومطالبين بقصف تل أبيب، رافعين لافتات كتب عليها: «القدس عاصمة فلسطينية أبدية» و«لا للتطبيع» و«الإرهاب صناعة أميركية».
ويستعد مجلس الأمة الكويتي إلى عقد جلسة تضامنية صباح غد الأحد مع القدس، يعقبها بيان يوقع عليه الأعضاء؛ تضامنًا مع القضية الفلسطينية وتأكيدًا على الدعم الكويتي لها.
وقال عضو المنبر الديمقراطي الكويتي مشاري الإبراهيم إنّ الاحتجاجات عليها الاستمرار «حتى يُسحب هذا القرار، ويجب أن تقرن بدعم الحملات التي تضيّق على المحتل الإسرائيلي؛ أهمها حملة الـbds التي تهتم بمقاطعة إسرائيل تجاريًا، وقللت استثماراتها الخارجية بنسبة 40%».
سخط الشعب الكويتي
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن رئيسة «الجمعية الثقافية والاجتماعية النسائية» لولوة الملا قولها إنّ «هذا التجمع للتعبير عن سخط الشعب الكويتي من الاعتداء الذي قامت به الولايات المتحدة ضد الشعب الفلسطيني. قرار ترامب جائر والقدس عربية».
وقال النائب عن الحركة الدستورية الإسلامية أسامة الشاهين، أثناء مشاركته في الوقفة الاحتجاجية: «لقد استنكرنا القرار منذ اللحظات الأولى، ودعونا الحكومة إلى اتخاذ إجراءات ضد مصالح الولايات المتحدة المنحازة للكيان الصهيوني».
وأضاف: «ننتظر من الحكومة إجراءات عملية غير الشجب والاستنكار. لم يعد مقبولًا أن تبقى كل استثماراتنا ومصالحنا السياسية والمالية في الولايات المتحدة على حساب غيرها من دول العالم الحرة التي لها مواقف أفضل بكثير من الولايات المتحدة».
تضامن وضغط
وتلا ممثل الجماعات السياسية في الكويت، أوس الشاهين، بيانًا باسم التيار التقدمي والمنبر الديمقراطي والحركة الدستورية الإسلامية (حدس) وحزب المحافظين المدني وحركة العمل الشعبي والحركة المدنية الديمقراطية أكدوا فيه قدسية مدينة القدس وعروبتها، داعين إلى استكمال الضغط الشعبي والعالمي لإدانة هذا القرار.
وقال النائب الكويتي السابق عبدالله التميمي، في تصريحات للصحف المحلية، إننا نعول على الشعوب أكثر من الحكومات؛ إذ إننا على مدار 60 عامًا لم نلمس من الإدارة الأميركية شيئًا؛ بل إنّ حكوماتها المتعاقبة فاقمت المشاكل والخلافات العربية، لكننا نؤكد أنّ القدس عاصمة فلسطين وستبقى حرة عربية، ونحن في الكويت لا نقبل المساس بالقدس على المستويات كافة.
وسمحت السلطات الأمنية بالتظاهر في ساحة الإرادة وبتجمع آخر أمام سفارة فلسطين؛ لكنها منعت أي تجمع قرب مقر السفارة الأميركية.
وتشهد معظم دول العالم تظاهرات ومسيرات غاضبة لليوم الرابع على التوالي؛ احتجاجًا على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء الماضي اعتراف بلاده رسميًا بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل»، والبدء في نقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة.
