شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

مطالبات بريطانية بمحاسبة «ابن سلمان» على القمع السعودي

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان - أرشيفية

قال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية «تيريزا ماي» إنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيزور المملكة المتحدة العام المقبل، دون تأكيد مواعيد الرحلة حتى الآن.

وبحثت «تيريزا» مع «ابن سلمان» هذه الزيارة في اتصال تليفوني مساء الأربعاء، رحّبت فيها بما سمته «ضبط النفس» الذي تحلّت به المملكة بعد إطلاق صاروخ حوثي آخر تجاه العاصمة الرياض من داخل الأراضي اليمنية.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية أنّ الهجوم استهدف قصر اليمامة، المقر الرسمي للملك سلمان.

وقال بُيان، نشر على موقع «داونينج ستريت» على الإنترنت، إنّ رئيسة الوزراء أدانت بشدة الهجوم الذي وقع أمس على قصر اليمامة في الرياض ورحب بضبط النفس الذي أبدته السعودية في مواجهة العدوان الحوثي المرفوض»؛ مؤكدة التزام المملكة المتحدة المستمر بأمن السعودية وتصميمها على الدفع من أجل اتخاذ إجراءات أقوى عبر الأمم المتحدة؛ لكشف النشاط الإيراني المزعزع للاستقرار في المنطقة ومكافحته وإيجاد حل سياسي للصراع في اليمن.

مذبحة مروعة

لكنّ دعوة ولي العهد السعودي لزيارة بريطانيا جاءت في اليوم نفسه الذي اتهمت فيه منظمات الإغاثة الرياض وحلفاءها بـ«دفع اليمن نحو هاوية العالم»؛ بسبب حملتها العسكرية ضد الحوثيين، التي وصلت إلى يومها الألف أمس الأربعاء.

كما تزامنت الدعوة أيضًا مع التبليغ عن عشرات القتلى من المدنيين في اليمن عقب غارات جوية سعودية على أفقر بلد في العالم العربي.

وقالت منظمة «أوكسفام» للوكالات الإنسانية إنّ المملكة المتحدة والولايات المتحدة، المسلحتان للتحالف السعودي، تتحملان مسؤولية المجزرة والكارثة الإنسانية الناجمة عن الحرب والحصار الذي تفرضه السعودية على البلاد. وقال «مارك جولدرينج»، الرئيس التنفيذي لمنظمة أوكسفام، إنّ بريطانيا على وجه الخصوص أتيحت لها من قبل فرصة التصرف بحزم لوقف الحرب؛ بسبب مسؤوليتها عن اليمن في مجلس الأمن الدولي.

وأضاف أنه بصفتها البلد المسؤول عن العمل على اليمن في مجلس الأمن الدولي، يمكن أن تُحدث فرقًا؛ بل يجب أن تعمل بشكل حاسم، وأن تستخدم موقفها ونفوذها لاتخاذ إجراءات جماعية لإنهاء الحصار السعودي.

وأعلنت السعودية يوم الأربعاء أنها ستعيد فتح ميناء الحديدة في البحر الأحمر للسماح بتقديم المساعدات إلى اليمن، ورحّبت «تيريزا» بقرار التحالف بإعادة فتح ميناء الحديدة اليمني، ولاحظت وصول موظفي المملكة المتحدة في المنطقة للمساعدة في التفتيش مع الأمم المتحدة؛ ما يساعد على تسريع توزيع المساعدات الإنسانية والتجارية.

لكنّ السعودية وحلفاءها قادا آلاف من الغارات الجوية المدمرة منذ تدخلهم في اليمن، الذي بدأ في مارس 2015، وقتل الآن ما لا يقل عن 750 ألف شخص في حرب اليمن، وتركوا البلاد في قبضة وباء الكوليرا؛ بوجود أكثر من مليون حالة مصابة به.

وبدأت السعودية يوم الأربعاء إطلاق مزيد من الضربات الجوية على المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. وقال رئيس عشيرة لوكالة «فرانس برس» إنّ 11 مدنيًا على الأقل قتلوا في غارة جوية على مدينة صعدة، وأضاف شهود عيان أنّ معسكرات الحوثيين جنوب العاصمة صنعاء وغربها قصفت أيضًا.

وقالت وسائل الإعلام الحوثية إنّ 38 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، قتلوا وجرحوا في غارات جوية يوم الأبعاء.

وقالت «ريفكا برنارد»، كبير مسؤولي الحملات في منظمة «war on want»، إنّ «تيريزا ماي عندما تتحدث عن التزام المملكة المتحدة بأمن السعودية فإنها تظهر تجاهلًا كاملًا لآلاف المدنيين اليمنيين الذين قتلوا في الهجمات الوحشية التي تقودها السعودية، والأزمة الإنسانية الناجمة عن هذه الحرب».

وأضافت أنّ «هناك أدلة دامغة على أنّ مبيعات الأسلحة البريطانية إلى السعودية تستخدم في انتهاكات للقانون الدولي، بما في ذلك جرائم الحرب، وبدلًا من الترحيب بولي العهد السعودي للمملكة المتحدة؛ يجب على تيريزا ماي تنفيذ وقف فوري لمبيعات الأسلحة البريطانية لنظامه».

ادّعاء الحملة على الفساد

وزارت «تيريزا» السعودية مرارًا منذ توليها رئاسة الوزراء في عام 2016؛ آخرها في نهاية الشهر الماضي، عندما التقت بالملك وولي العهد. وتزامنت زيارتها مع حملة تطهير لولي العهد؛ إذ قبض على عشرات من أعضاء العائلة المالكة ووزراء الحكومة ورجال الأعمال، بدعوى مكافحة الفساد».

وأفادت «ميدل إيست آي» بأنّ بعضهم ضُربوا وعُذّبوا أثناء احتجازهم في فندق «ريتز كارلتون» بالرياض، وأدانت منظمة ريبريف لحقوق الإنسان ما حدث وقادت حملات لإلغاء عقوبة الإعدام، وعرضت حالات أحداث سعوديين (صغار سن) محتجين محكوم عليهم بالإعدام؛ ردًا على دعوة «تيريزا» لابن سلمان بزيارة المملكة المتحدة.

وأُعدم أكثر من مائة سجين في السعودية هذا العام، وأدين عديد منهم في محاكمات لا تعتبرها منظمات حقوق الإنسان حرة أو نزيهة، وأضاف البيان أنّ «تيريزا» دعت محمد بن سلمان إلى بريطانيا وسط موجة من القمع في السعودية، أعلى خطاب ولي العهد من الإصلاح؛ لكنّ الإعدامات ما زالت تنتشر في المملكة كثيرًا، وتجريم المعارضة، وحبس المتظاهرين، وغيرها من حالات انتهاك حقوق الإنسان في السعودية.

وقالت المنظمة إنّ «تيريزا ماي» يجب أن تطبّق ما تحدّثت عنه بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عن تعزيز القيم البريطانية، ويجب عليها أن تدعو ابن سلمان لإطلاق سراح المتظاهرين المحكوم عليهم بالغعادم.

وقال «ألان هوغارث»، رئيس سياسة الحكومة في منظمة العفو الدولية ببريطانيا وشؤونها، إنّ على رئيسة الوزراء «أن تفعل الشيء الصحيح»، وأن تعلّق صادرات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية، مضيفًا: «هذه الزيارة بمثابة فرصة أخرى للمملكة المتحدة لإظهار قلقها بشأن ملف حقوق الإنسان في السعودية».

وأضاف أيضًا: «تغاضى رؤساء وزراء بريطانيا مرارًا وتكرارًا عن سجل السعودية الفظيع في مجال حقوق الإنسان، وبالكاد يذكرون حملات القمع التي تمارسها البلاد على شخصيات المعارضة السلمية، أو الانتشار المفزع للتعذيب والمحاكمات الجائرة والإعدامات».

وطالبت المنظمة رئيسة وزراء بريطانيا بأن تعلّق مبيعات الأسلحة إلى السعودية.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023