شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«جيروزاليم بابليك آفيرز»: تزايد النفوذ التركي يثير قلق الدول العربية كالنفوذ الإيراني

العملية العسكرية التركية بعفرين السورية

قال مركز «جيروزاليم» للشؤون الخارجية إنّ تزايد الوجود العسكري التركي في الشرق الأوسط أصبح مصدر قلق لدول عربية، تحديدًا السعودية ومصر، التي اتهمت سلطاتها تركيا بتورطها في دعم المسلحين بسيناء وانحيازها إلى الإسلاميين، بينما لفتت مصادر لبنانية إلى ضلوع عملاء أتراك في زعزعة الاستقرار بلبنان.

ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، نشرت تركيا وحدة عسكرية قوامها أربعة آلاف جندي في قطر عام 2014، وفي العام الجاري 2018 أسّست تركيا قاعدة تدريبية في مقديشيو قوامها بين خسمة آلاف وعشر آلاف مجند، وغيرها من البلدان الإفريقية.

كما وافقت الحكومة السودانية على استئجار تركيا لجزيرة «سواكن» على شاطئ البحر الأحمر، لبناء قاعدة عسكرية عليها. وكانت سواكن مقر الأسطول البحري العثماني في البحر الأحمر إبان الإمبراطورية العثمانية.

وبينما يتزايد القلق من النفوذ الإيراني في المنطقة، أصبح النفوذ العسكري التركي مصدر قلق للدول نفسها. والواقع أن تركيا منذ اجتياحها لقبرص الشمالية في عام 1974 قللت من حجم جيشها في الشرق الأوسط؛ لكنّ الحرب الأهلية السورية وظهور تنظيم الدولة مكّناها تركيا من أداء دور المنقذ في العالم العربي من جديد.

وبدأ تورطها في سوريا بتوغلها 35 كيلو داخلها في فبراير 2015 لحماية مقبرة سليمان شاه، جد عثمان الأول مؤسس الإمبراطورية العثمانية، وقالت إن القبر معرض للخطر من تنظيم الدولة الذي يحارب قوات الأسد، واحتفظت تركيا بعدها بقوة عسكرية قوامها 40 جنديًا لحماية المقبرة.

وفي سنوات الحرب الأهلية السورية، ساعدت تركيا وعززت فصائلها المعارضة التي تقاتل نظام بشار؛ بتزويدها بالأسلحة والتدريب، وتوفير ملاذ ومرور آمن لهم عبر أراضيها. وفي الوقت نفسه، وجدت تركيا الطريق للتعاون مع روسيا وإيران، حاميا نظام بشار الأسد.

كما نجحت تركيا في الحصول على موافقة لتوغلها العسكري في المنطقة الكردية المتاخمة للحدود الجنوبية الغربية مع سوريا تحت ذريعة مكافحة تنظيم الدولة، وبدأت القوات التركية في أغسطس 2016 هجوم «درع الفرات» ومكنها من التوغل إلى عمق أراضي السيادة السورية، غرب نهر الفرات، وتوقفت فقط عندما شاهدت العلم الأميركي يرفرف فوق الأراضي الكردية شرق الفرات.

وواصلت تركيا ضغوطها؛ ففي يناير 2018، أمرت قواتها بمهاجمة مدينة «عفرين» الكردية، مستشهدة بضرورة محاربة حزب الشعب الكردستاني، الذي تعتبره تجسيدًا آخر لحزب العمال الكردستاني الكردي المتشدد، وتجاهلت التحذيرات الأميركية والفرنسية وحلف الناتو. وبدوره، هدد الرئيس التركي أردوغان ووزراؤه بالاستمرار شرقًا للقضاء على المناطق الكردية المستقلة ذاتيًا.

واستخدمت تركيا الحجج نفسها لتوسيع وجودها العسكري في عمق الأراضي العراقية؛ ففي العام التالي لحرب تنظيم الدولة وسقوط الموصل، نقلت تركيا كتيبة دبابات إلى شرق الموصل، وقدم الأتراك هذه الخطوة كإشارة تهدف إلى تدريب مجندى البشمركة الأكراد في حربهم ضد التنظيم.

في غضون عام 2017، في الأيام الأخيرة من وجود تنظيم الدولة في الموصل، طلب العراق من تركيا سحب قواتها من أراضيه؛ وردّت تركيا بأنها ستتراجع بعد القضاء على التنظيم. ومع سقوط الموصل وهزيمة التنظيم، استمر الوجود التركي في المنطقة.

تركيا في الخليج

وعلى عكس التدخل التركي في سوريا والعراق ولبنان، الوجود العسكري التركي في قطر له بعد آخر؛ فبموجب اتفاق دفاع وقع بين البلدين في عام 2014 نشرت تركيا وحدة عسكرية قوامها أربعة آلاف جندي في قطر؛ لتشكل درعا ضد النوايا السعودية ضد قطر، وكذلك لا تترك المجال لإيران وحدها.

ويشكّل الوجود التركي في قطر عقبة أمام السعوديين، الذين كان يبدو أنهم يفكرون في غزو قطر عسكريًا في أعقاب الحصار الذي فرضته عليها مع الدول الخليجية الأخرى. وفي إطار جهودها الرامية إلى التحايل على المملكة العربية السعودية، وتماشيًا مع سياسة توسيع قوتها ونفوذها العسكري؛ أكملت تركيا في عام 2018 بناء قاعدة تدريبية بقيمة 50 مليون دولار في العاصمة الصومالية مقديشيو يديرها الأتراك.

ومؤخرًا، بعد زيارة الرئيس أردوغان للسودان في أواخر ديسمبر 2017، وافقت الحكومة السودانية على استئجار تركيا لجزيرة سواكن، على طول ساحل البحر الأحمر، وتعهدت بإعادة بنائها واستعادة أيامها الذهبية ميناء عسكريًا رئيسًا وميناء مدنيًا في البحر الأحمر.

اعتراض الدول العربية

وأبدت دول عربية اعتراضها على الخطوة التركية، وأصبحت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وهاجمت مصر والسعودية تركيا والسودان، واتهما السودانيين بتسليم أراضيهم إلى العثمانيين الجدد، وعاملوا الرئيس عمر البشير كخائن للقضية العربية، وتدخل في النزاع الدائر حاليًا بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن سد النهضة.

كما أثارت قضية أخرى؛ إذ يزعم السودان ملكيته لمثلث حلايب وشلاتين، وتدعي الحكومة المصرية بالمثل، ويجادل المصريون أيضًا بأن سواكن جزء لا يتجزأ من المملكة المصرية القديمة التي تمزقت إبان الاحتلال البريطاني.

خلاصة القول: نجحت تركيا تحت قيادة أردوغان في توسيع وجودها العسكري واستخدمت الأحداث الدائرة في املنطقة كغطاء.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023