في الآونة الأخيرة ظهرت مصطلحات مثل «مسرحة المناهج، التعليم بالغناء»، والتي باتت تطرح نفسها بقوة لتطبيقها على المقررات والمناهج الدراسية تزامنا مع المتغيرات والتطور التكنولوجى، ولكن هنا نقف أمام تجربة جديدة تعيد صياغة الكتب التعليمية، لتحارب التكنولوجيا وتقدم لـ«جيل الآي باد» كتابا بشكل جديد، كتاب تتحرك فيه الصور وتجري داخله الحيوانات وتتساقط الأمطار، بعيدا عن التكنولوجيا التقليدية، ليقدم نموذجا تعليميا فريدا، باختراع مصري 100%.
«الكتاب السحري المتحرك»، تصميم للمهندس المصري أحمد مدكور، ويستخدم الخداع البصري لتعليم الأطفال الحروف والكلمات العربية والإنجليزية والرسوم المتحركة بطريقة رائعة، فبداخله ستجد كل شيء يتحرك من رسومات وأشكال ثلاثية الأبعاد، بهدف التعليم وجذب الطلاب، ليعيد إحياء الكتاب الورقي الثابت الذي أصابه الجمود ولم يعد قادرا على إبهار الأطفال المحاطين بكل عناصر الإبهار في التكنولوجيا الحديثة.
بداية الفكرة
«أنا مهندس كومبيوتر، عاشق للجرافيك والفوتوشوب، قمت بتصميم الكتاب، معتمدا على اطلاعي على بعض الكتب الترفيهية أثناء عملي بالخارج في عدد من البلدان الأوروبية، وقررت البدء في تصميم الكتاب السحري المتحرك في إطار تعليميي جديد».. بهذه الكلمات كشف أحمد مدكور عن ابتكاره الجديد للكتاب، الذي يأمل في الاعتراف به من الجهات التعليمية الرسمية والتعاون معه لتطبيقيها ويتابع: «أستهدف خاصة الأطفال الصغار في مراحلهم العمرية الأولى، والذين أصيبوا بالهوس باستخدام الأجهزة الإلكترونية الحديثة تقليدا لآبائهم وعدم إدراكهم خطورة هذه الأجهزة على أطفالهم».
ويضيف أحمد مدكور، أن الكتاب الورقي بات يفتقد عنصر الجذب في الزمن الحالي، واستخدم في تصميم الكتاب مجموعة صور أشبه بتركيب فيلم الكرتون، وذلك بتسلسل الصور المتحركة المتتابعة، وبدأ باقتباس لقطة من الجسم المتحرك والعمل عليها من خلال برامج الجرافيك، ودمجها في منظومة هندسية، بحيث تختفي صورة وتظهر صورة أخرى، ما يعطي إحساسا بالحركة، باستخدام شريحة أو قطعة بلاستيكية لهذا الغرض.
الشريحة المستهدفة
وأوضح أن الكتاب يستهدف الفئات العمرية من 3 سنوات حتى دخول الحضانة؛ حيث يعكف على تصميم كتاب للغة العربية للحروف الأبجدية مدعم بالصور المتحركة لأشكال النباتات والحيوانات المرادفة للحرف، بالإضافة إلى كتاب الأرقام الخاص بالعمليات الحسابية الخاص بجدول الجمع والطرح والضرب للأرقام مدعم أيضا بأشكال وصور متحركة مختلفة.
وتابع أن الكتاب يسهم في مساعدة الأطفال المصابين بمرض التوحد، خاصة أن مرضهم لا يساعدهم على الاستيعاب بالنسبة للصور الثابتة، وكذلك فهو مفيد للأطفال الذين يعانون في صعوبة النطق والتخاطب، لافتا إلى أن هناك إدارات لمدارس الأطفال والحضانات أعربت عن انبهارها بالمشروع، بالإضافة إلى تواصل عدد من المؤسسات التعليمية بالخارج معه للحصول على الكتاب الذكي.
الخطط المستقبلية
وحول خططه المستقبلية، أكد أنه يستعد لتصميم كتب خاصة بالتجارب العلمية والنظريات الفيزيائية، تتمثل في نظريات علوم الطيران، لشرح تحرك الطائرة، التي توضح كيفية إقلاع الطائرة من النقطة الثابتة إلى الهواء الطلق، بالإضافة إلى بعض التجارب الكيميائية المختلفة التي تؤثر في حياتنا، مشيرا إلى أنه تم عرض مشروعه على مسؤولى قسم وزارة الطيران بمعرض الكتاب الماضي الذين أكدوا ترحيبهم بالفكرة ودراسة تبنيها، ولكن دون وجود استجابة حقيقية حتى الوقت الحالي.
وفيما يتعلق بالانتشار، أكد أحمد مدكور، أنه خلال 3 أعوام الماضية، حقق منذ بداية الطباعة نحو 20 ألف نسخة، وإقبالا كبيرا من أولياء الأمور خاصة خلال مشاركتهم بمعرض الكتاب، ومن المقرر المشاركة في المعرض الجاري، مضيفا أن الهدف من المشروع تعليمي وليس ربحيًا؛ حيث لا يتجاوز ثمن الكتاب 10 جنيهات.
وأعرب عن سعادته لتفضيل بعض الأطفال اقتناءهم الكتاب عن شراء بعض الألعاب بالمعرض، وذلك بعد عرض أولياء أمورهم الاختيار بينهما، الأمر الذي يدفعه إلى الاستمرار في تقديم الكتب النوعية المختلفة التي تسهم في رفع الوعي والإدراك لدى الطفل الصغير.
