شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

عضو بالحزب الديمقراطي الأميركي: هؤلاء هم الرابحون والخاسرون في الحرب السورية

الهجوم العسكري التركي في عفرين السورية - أرشيفية

قال «ديفيد جاردنر»، العضو في الحزب الديمقراطي الأميركي، إنّه بالرغم من استمرار الحرب السورية حتى الآن لسبع سنوات فبالإمكان تحديد الرابحين والخاسرين؛ فالشعب هو أكبر الخاسرين وأوّلهم، والرابح الدول الموجودة هناك؛ فما زال القتل والتدمير مستمران، وبدأت أنظار العالم تحيد عن الأراضي السورية.

وأضاف، في مقاله بصحيفة «فايننشيال تايمز» وترجمته «شبكة رصد»، أنّ الشعب السوري عانى من ويلات الحرب كثيرًا؛ فوفقًا للتقديرات، تسببت في مقتل 500 ألف مواطن، ونزح قرابة نصف السكان؛ أي أكثر من 11 مليون نسمة، كما لا تزال أعداد القتلى والنازحين ترتفع، إضافة إلى استمرار قصف نظام بشار للمستشفيات والأسواق واستخدام الأسلحة الكيميائية؛ خاصة في مناطق سيطرة المعارضين المسلحين.

وثاني الخاسرين هم المعارضة المسلحة، الذين تحوّلت ثورتهم التي بدؤوها في 2011 إلى حرب شاملة؛ وقرّرت الحكومة الديكتاتورية تحويلها إلى بركة من الدم. وبمرور الوقت فقد المعارضون سيطرتهم على معظم أراضيهم؛ بعد فقدان تنظيم الدولة معظم أراضيه أيضًا هناك، بالرغم من مساعدتهم من الولايات المتحدة وأوروبا، وتدخل أطراف تابعة لقطر والسعودية وتركيا وغيرها، ومحاولات إقليمية لملء الفراغ الذي تركه التنظيم في الأراضي.

أيضًا، تدخلت القوات الجوية الروسية بجانب قواتها البرية، كما وفّرت إيران مليشيات لدعم بشار الأسد.

فمن الفائز حتى الآن؟

يبدو أنّ بشار الأسد هو الفائز؛ لكنّ حكمه ما زال مهددًا، وقوته مقيدة أكثر، خاصة وأنّ الفاعلين الرئيسين هناك إيران وتركيا والولايات المتحدة وروسيا.

وهناك فائز ثانٍ: الأكراد السوريون؛ بعدما استولت «قوات حماية الشعب» على أكثر من ربع سوريا، بدعم من القوات الجوية الأميركية في حربهما ضد تنظيم الدولة. ومؤخرًا، غزت تركيا منطقة عفرين؛ في محاولة لتقييد قوتهم والإطاحة برغباتهم في إقامة منطقة شبه حكم ذاتي.

وبالرغم من أنّ الأكراد السوريين يبالغون في مدى تقدير الرئيس الأميركي دونالد ترامب ودعمه، فأميركا تفتقر إلى سياسات متماسكة هناك؛ وبالتالي لا يمكن التعويل عليها.

ومن المحتمل أنّ أردوغان أيضًا فائز؛ بقدرته على التدخل العسكري في روسيا لتحقيق أهدافه (هدفه الأصلي الإطاحة ببشار)، لكنّ الدعم الروسي لأنقرة بمثابة انتصار له داخل الأراضي السورية.

كما إنّ روسيا بدورها فائز رئيس؛ فعن طريق سوريا تمكّن بوتين من الانطلاق بموسكو كقوة عالمية مرة أخرى، مغطيًا الانسحاب البطيء للولايات المتحدة من الشرق الأوسط. وفي الأسبوع الماضي، بالرغم من المصاعب التي تواجهها هناك، بتمكّن أفراد «القاعدة» من إسقاط طائرة روسية فوق إدلب؛ تعتمد روسيا أيضًا بشكل أساسي على المليشيات الشيعية، كالحرس الثوري الإيراني والقوات الأفغانية المدعومة من إيران وحزب الله.

وقبل أكثر من أسبوع، تمكّنت موسكو من استضافة قمة روسية في سوتشي؛ لكنها لم تتمكن من تقديم جيد فيها، ولم تستطع إنهاء الحرب وتحقيق انتقال سياسي يساعد على الاستقرار.

أما إيران فتمكّنت أيضًا من تحقيق حلمها بتأسيس محور الهلال الشيعي، الذي يمر عبر العراق وسوريا ولبنان؛ لكنها تسببت في قلق عميق لجيرانها الإقليميين الآخرين (السعودية).



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023