شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

حملة بريطانية على مصر بعد وفاة سائح داخل مستشفى خاص

أدريان كينج

قادت صحف بريطانية أمس الاثنين هجومًا على مستشفى مصري، متهمينه بالتسبب في وفاة سائح بريطاني العام الماضي، ونقلت عن أقاربه قولهم إنّ مسؤولي المستشفى أوقفوا علاجه وتركوه يموت بسبب أنه لم يمتلك الأموال الكافية.

البداية كانت مع صحيفة «ميرور»، التي قالت إنّ أدريان كينج (39 عامًا) كان يقضي إجازة في مدينة الغردقة على البحر الأحمر في شهر مايو الماضي مع صديقته نيكولا رايت (34 عامًا)، لكن حالته الصحية تدهورت أثناء قيامه برحلة سفاري؛ ونقل إلى مستشفى خاص لاشتباه الأطباء في إصابته بفشل كلوي.

وأضافت أنّه «دخل في غيبوبة ووضع على أجهزة التنفس الصناعي، وخضع لجلسات غسيل الكلى لأيام؛ لكن المستشفى أوقف علاجه بعدما أخبر المسؤولون صديقته بأنّ شركة التأمين ترفض تحمّل تكاليف علاجه وطالبتها بدفع المبلغ نقدا».

ونقلت الصحيفة عن «تشارلز بومفورد»، والد «أدريان»، قوله إنّ أسرته حاولت الاتصال بالقنصلية البريطانية في الغردقة عشرات المرات حينما كان ابنه في المستشفى، ولكنهم فشلوا؛ مؤكدًا أنّ «مسؤولي المستشفى طالبوا صديقة ابنه بدفع سبعة آلاف جنيه إسترليني فورًا وإلا سيوقفون الأجهزة، وعندما أخبرتهم أنها لا تملك هذا المبلغ بدأ الممرضون في فصل الأجهزة».

محتالون

ونقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن «نيكولا» قولها إنها لم تثق في مسؤولي المستشفى على الإطلاق، ووصفتهم بالمحتالين، مؤكدة أن «أدريان» كان يتحسن والأطباء يرون ذلك عندما لم يعلموا أنّ التأمين ملغي.

وبدأت السلطات البريطانية تحقيقًا في الحادثة؛ لكن كبير قضاة محكمة جنوب ستافورد شاير «أندرو هاي» أكّد أنّ المستشفى المصري رفض الرد على مراسلاته للحصول على تفاصيل أكثر عن الواقعة، وقال إنّه لا يوجد -على ما يبدو- سجلات لتدوين ملاحظات مفصلة عن الرعاية الصحية التي تلقاها «أدريان» في الأيام الخمسة التي قضاها في المستشفى قبل وفاته.

وأوضح أنّ الطبيب الشرعي لم يشرّح الجثة لأن الأطباء كتبوا في تقرير الوفاة أنّ «أدريان» فارق الحياة نتيجة سكتة قلبية؛ لكن صديقته ترفض هذا الادعاء وتؤكد أنه مات بسبب فصل الأجهزة عنه عمدًا ودون موافقتها.

واقترح المحقق البريطاني إرسال تقرير لوزارة الخارجية البريطانية يحذرها من احتمال وقوع مزيد من الضحايا بسبب ضعف الرعاية الصحية للسياح الذين يتعرّضون لضربة شمس في الصحراء الحارة.

تشويه وابتزاز 

وفي تعليقه على هذه التصريحات، قال الدكتور عبدالقادر دويدار، مدير المستشفى المصري الخاص الذي عالج «أدريان»، إنّ إدارة المستشفى بدأت اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الصحف البريطانية التي اتهمت المستشفى بالتسبب في وفاة السائح البريطاني.

وأضاف، في مداخلة هاتفية مع قناة «تن» اليوم الثلاثاء، أنّ «هذه التقارير تشوّه صور المستشفى، وغير منطقية؛ لأن المرضى الذين لا يملكون ثمن العلاج ينقلون إلى أقرب مستشفى حكومي».

واستغرب إثارة هذه القضية بعد مرور عام تقريبًا على وفاة السائح، مشددًا على أنه «ظل 11 يومًا في العناية المركزة وكان في غيبوبة كاملة، والتقارير الطبية الخاصة به أرسلت إلى شركات التأمين، التي رفضت تحمل تكاليف علاجه؛ وتحمّلها المستشفى كافة وتبلغ سبعة آلاف يورو»، كما إنّ القنصل الإنجليزي زار السائح في المستشفى.

واعتبر «عبدالقادر» مزاعم الصحف البريطانية «ابتزازًا من أسرة السائح ومحاولة للإساءة إلى المستشفى ولمصر»، قائلًا إنّ «أسرة أدريان لم تسدد تكاليف العلاج حتى الآن».

أين الحكمة؟

من جانبه، انتقد الإعلامي عمرو أديب طريقة التعامل المصرية مع الواقعة، مستنكرًا غياب مسؤول في المستشفى لديه العقل والحكمة لمعالجة هذا الموقف الدقيق.

وأضاف، في برنامجه على قناة «أون إي» مساء الاثنين، أنه كان يمكن التواصل مع السفارة البريطانية ومطالبتهم بدفع المستحقات؛ مشددًا على أنّ هناك أشخاصّا يسيؤون للوطن إساءة بالغة ويعملون دعاية سلبية للسياحة المصرية، وطالب وزارة الصحة بالتحقيق في الواقعة.

وقال إنّ صحفًا بريطانية تقود هجومًا عنيفًا على مصر بسبب هذه الواقعة وتتهم المستشفى المصري بالمسؤولية عن وفاة الشاب البريطاني بعدما خيرته بين دفع تكاليف العلاج أو فصل أجهزة الإنعاش عنه.

سمعة مصر الطبية

وقال الناشط الحقوقي نجاد البرعي، في تصريح لـ«رصد»، إنّه «دائمًا ما تثير وفاة أجنبي أو مقتله ضجة في مصر؛ بسبب غياب العدالة في الحقوق بين أبناء الوطن والأجانب، وهذا ما يجعل مصر عرضه للانتقاد العالمي دون غيرها في مسألة موت السائحين في الحالات الطبيعية».

وأضاف أنّ «الأجنبي في مصر يعامل أفضل من أبناء الوطن بـ100%؛ ما يعني أنّ الثقافة العامة للسلطة المصرية تقضي بأن الأولوية في التعامل تكون للأجانب فقط، بالرغم من أنّ العكس يحدث في البلاد الأوروبية؛ وكل هذا لا يلغي أنّ لمصر سمعة طبية سيئة في إدارة المستشفيات وغياب رقابة وزارة الصحة عليها».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023