شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«واشنطن بوست»: طرح «أرامكو» للاكتتاب العام ينهي عصر تربع السعودية على عرش الطاقة العالمي

شعار شركة أرامكو السعودية

أكدت صحيفة «واشنطن بوست»، أن طرح جزء من شركة أرامكو السعودية للاكتتاب العام، سيفقد السعودية ميزة التربع على عرش سوق الطاقة العالمي، مضيفة، أنه في كل الأحوال كانت لتزاح السعودية من هذه المكانة، لدخول العالم في عصر الطاقة المتجددة والاستثمار فيه بقوة، مضيفة انه بقي لعصر النفط حوالي عقدين فقط.
وأضافت، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أن الاكتتاب يواجه مشاكل متعلقة، بتخوف المستثمرين من التدخلات السعودية فليس من الواضح مدى تأثيرها على الشركة بعد الاكتتاب خاصة في ظل المناخ المقيد فى المملكة، وكذلك موقف العائلة الواسعة الانتشار من أصولها .
وتتربع شركة أرامكو على قمة أكبر 5 احتياطات نفطية في العالم، وهي شركة مملوكة للدولة السعودية بشكل كامل، وتزيد قيمتها على تريليوني دولار بحسب ولي العهد محمد بن سلمان، ورغم أن لا أحد يعرف أرباحها المغلفة بسرية تامة، إلا أن هذا الوضع سيتغير قريبا وسيرفع عنها الحجاب، حيث تخطط المملكة لخصخصة جزء من الشركة، في إطار مساعى لإعادة البلاد لعصر ما بعد الهيدروكربونية.
الوضع الحالي
كانت الخطة الأصلية تقتضي بيع 5% من الشركة فقط للعام الجاري 2018، لكن وفقا لمسؤولين سعوديين بارزين فإن الطرح قد يتأجل للعام المقبل، 2019، حيث مازالت السلطات تدرس ما إذا كانت ستحتفظ بمبيعات الأسهم في البورصة السعودية أو في الخارج، وتعد بورصة لندن وهونج كونج ونيويورك من أبرز الجهات التي طالبت بها.
ووفقا لبعض البنوك فإن الجزء 5% قيمته حوالي 75 مليار دولار، وهو أقل من المبلغ الذي توقعه ابن سلمان بـ100 مليار دولار، إلا أنه في كل الأحوال فإن الرقم المطروح من قبل البنوك يحطم الرقم القياسي العالمي للاكتتاب، والذي بلغت قيمته 25 مليار دولار، وكانت لمجموعة شسركات علي بابا القابضة المحدودة في 2014.
ومن المفترض أن تمول عائدات أرامكو صندوق الثروة السيادية والاستثمارات المحلية، ضمن حملة تهدف لتنويع مصادر الاقتصاد السعودي، وهو هدف خرج في الأساس بسبب تراجع أسعار النفط الخام في 2014، ويريد ابن سلمان خلق فرص عمل لملايين الشباب السعودي، في مجالات التصنيع والسياحة.
خلفية تاريخية
اكتشف النفط لأول مرة في السعودية بواسطة إمبراطورية ستاندرد أويل التايعة لأسرة روكفلر في عام 1938، وأصبح المشروع يُعرف باسم «أريبيان أميركان أويل – النفط العربي الأميركي»، واستطاعت الشركة اكتشاف حقل «الغوار» أكبر حقل نفط بري في العالم، وفي 1980 اشترت الحكومة السعودية نصيب المساهمين الأصليين، وأعيدت تسمية الشركة إلى «أرامكو»، والتي أرست عقودا من الازدهار في المملكة، وهي دولة إسلامية محافظة للغاية وأحد آخر الممالك المتبقية في العالم.
وتساهم الشركة السعودية بإنتاجها، فيما يقرب من 90% من الدخل الحكومي، حيث بنت مصافي التكرير ومصانع البتروكياويات والبنى التحتية الأخرى الملحقة بها، والتي تشكل العمود الفقري للاقتصاد السعودي، وكانت السعودية بسبب ذلك، هي الزعيم الفعلي لمنظمة البلدان المصدر للنفط «أوبك» منذ تأسيسها عام 1960، وغالبا ما يُطلق عليها «المنتج المتأرجح» لأن قراراتها تساهم في خفض او زيادة أسعار النفط.
وتمتلك السعودية 1 من كل 9 براميل نفط حول العالم، وتساهم بثلث الاحتياطات النفطية الموجودة في الولاياتا لمتحدة، وعلى مر العقود امتلكت السعودية قرار تحديد أسعار النفط، وفي السنوات الأخيرة اضطرت لتخفيضه في محاولة للحفاظ على حصتها في أسواق الطاقة العالمية.
خطة ابن سلمان
تتصور خطة ابن سلمان بأن الاكتتاب الولي لجزء من الشركة، سيكون حجر الزاوية في أكبر تغيير اقتصادي تشهده المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها عام 1932، ورغم أن تفاصيل ما سيتم بيعه مازالت غير واضحة، إلا أن الاكتتاب العام سيبنى على الحق في استغلال احتياطي المملكة من النفط والغاز، والتصرف فيه ببيعه أو بأي شكل آخر، دون تدخل من الحكومة السعودية.
إلا أن بعض المتشككين يروا ان الحكومة السعودية قد تخفض خطتها من حيث سيطرة المساهمين، وتحتفظ لنفسها بالسيطرة الكاملة، خاصة في ظل المناخ المقيد داخل الدولة السعودية.
ومن المفترض أن يقود اكتتاب أرامكو، إلى فقدان السعودية دورها التاريخي في أسواق النفط العالمية أو أنها ستتخلى عنه رغم إرادتها، وليس من الواضح حتى الآن مدى تأثير العائلة المالكة السعودية واسعة الانتشار، على أصولها القيمة، فيما تدق عقارب الساعة حاليا تجاه معرفة الأمور بشكل أوضح، لكن سيستغرق الأمر عاما بعد قرار تأجيل طرح الاكتتاب.
لكن في كل الأحول وحتى مع دخول عصر الطاقة المتجددة، من المتوقع أن يستمر النفط في توفير نحو ثلث الطاقة العالمية خلال العقدين المقبيلن على أقل تقدير، ومن المفترض أن يحدد اكتتاب أرامكو الأسعار المستقبلية للنفط في الوقت الذي تحاول فيه السعودية تغيير وجهة نظرها الاقتصادية، بنهاية العصر النفطي.
https://www.washingtonpost.com/business/why-saudis-are-pinning-their-future-on-giant-oil-ipo-quicktake/2018/03/11/8f658aea-2590-11e8-a227-fd2b009466bc_story.html?utm_term=.1f5b76f79ab1



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023