شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

جيمس دورسي لـ«جلوباليست»: من مصلحة الصين إنهاء الحرب السورية.. روسيا عائق

الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جين بينج - أرشيفية

اتّبعت الصين في العقدين الماضيين استراتيجية تتضمّن تنويع مصادر الطاقة، خاصة وأنّها من أكبر مستورديها في العالم؛ وهو ما يتطابق مع الاستراتيجية التي حدّدها صانعو قرارها. وتظهر البيانات والإحصاءات أنه ولأول مرة في 2015 ترتفع واردات النفط الصينية من السعودية بنسبة 2% فقط، بينما قفزت مبيعات النفط الروسي إلى 30%؛ وأصبحت روسيا حاليًا أكبر مُصدِّر للنفط والغاز إلى الصين بدلًا من السعودية.

والسياسات التجارية الحازمة التي اتّبعتها الجمهورية الصينية أفضل بكثير من السياسات التي اتّبعها دونالد ترامب، الذي حاول الضغط عليها المدة الماضية كثيرًا للحد من نفوذها الاقتصادي المتنامي؛ ويريد منها بشكل مبدئي الاعتماد على النفط الأميركي «الصخري» بدلًا من الروسي.

هذا ما يراه المحلل الأميركي المختص بسياسات الشرق الأوسط «جيمس دورسي»، في مقاله بصحيفة «جلوباليست» وترجمته «شبكة رصد». مضيفًا أنّ الصين أصبحت في الوقت نفسه أكبر مستثمر بالعالم العربي عام 2016، باستثمارات تبلغ قيمتها 29.5 مليار دولار؛ واستهدف جزءًا كبيرًا من الأموال في قطاع البنية التحتية، بما في ذلك إنشاء مجمّعات صناعية وخطوط أنابيب وموانئ وطرق.

مخاوف صينية

وفي الوقت ذاته الذي تحوّلت فيه إلى روسيا لاستيراد الطاقة، وعلى الرغم من الدعم العام للسياسة الروسية في الشرق الأوسط؛ تخشى الصين على نحو متزايد من أن يخاطر نهج روسيا بتصعيد الصراعات، ما يعيق من قدرتها على حماية مصالحها المنتشرة في المنطقة.

وتعاني منطقة الشرق الأوسط حاليًا من صراعات وحروب أهلية وانقسامات طائفية؛ أثّرت على التماسك الإقليمي، وفقدت المؤسسات المحلية قبضتها على الأمور الداخلية، وتسبّب العنف السياسي في الاضطراب والأمن؛ وهو ما يثير مخاوف الصين.

ومن المرجح أن يتزايد قلق الصين الخاص بهذا الشأن إذا واصلت المدافع الضرب في سوريا؛ إذ تريد التركيز على الاستثمار في جهود إعادة الإعمار، إضافة إلى قلقها على المشروع المخطط فيه إعادة إحياة طريق التجارة القديم «الحرير الجديد»، كما تشعر الصين بالقلق من اتجاه المقاتلين الأجانب «الإيغور» في سوريا والعراق إلى مناطق أقرب لشينجيانج بباكستان وأفغانستان.

وبينما يفتح انتهاء الحرب في سوريا الفرص الاقتصادية أمام الصين، فمن المرجح أيضًا أن يزيد من التنافس بينها وروسيا؛ إذ ستعمل «إعادة الإعمار» على قوة الصين، في الوقت الذي تسلّط فيه الضوء على نقاط الضعف الروسية.

واهتمام الصين بإعادة إعمار المدن السورية يتجاوز الدولارات والسنتات؛ فمن الممكن أن تكون سوريا مركزًا لوجيستيًا أساسيًا لها، فهي بتاريخها تعتبر المفتاح لتحقيق الاستقرار في بلاد الشام؛ ما يعني أنّه يجب دمجها في خطة الصين المتعلقة بالمنطقة.

ومن منظور أمني، إذا لم تكن سوريا آمنة فلن يكون هناك استثمار صيني في الدول المجاورة، كما أكّد المحلل العسكري السوري «كمال علم».

معضلة الصين

كل ما سبق يثير التساؤل عن إمكانية تصدّي الصين بشكل أفضل لحماية مصالحها في الشرق الأوسط. ويرى الباحثون الصينيون أنّ جهود بلادهم الفاشلة للتوسط في الصراعات المتعددة بالشرق الأوسط أخفقت في وضع الجمهورية الشعبية بديلًا ذا مصداقية لأميركا وروسيا.

وفي الواقع، حدّد الدعم الصيني للسياسات الروسية في مجلس الأمن وأماكن أخرى جدواها مع روسيا، بدلًا من تمييز نفسها؛ وأجبرت منطقة الشرق الأوسط الصين بالفعل على الابتعاد عن سياسات طويلة الأمد، مثل الحياد في الشؤون الداخلية للآخرين ورفض إقامة قواعد عسكرية أجنبية؛ حتى لو ظلّت هذه المبادئ سارية بشكل رسمي.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023