شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

في «أواخر رمضان».. «الأمن الوطني» و«الأوقاف» يحاصران مساجد مصر

قبل دخول العشر الأواخر من رمضان بساعات، شدّدت وزارة الأوقاف من إجراءاتها على المساجد بالتعاون مع وزارة الداخلية؛ بزعم تأمين المساجد. فقررت منع الاعتكاف في أيّ مساجد غير مرخص له؛ بل وغلقه عقب انتهاء صلاة التراويح مباشرة.

وكلف وزير الأوقاف «محمد مختار جمعة» مديري الأوقاف في المحافظات بالمرور يوميًا وفي ساعات مختلفة للتأكد من تطبيق القرارات؛ وإحالة المخالفين فورًا إلى الشؤون القانونية لاتخاذ اللازم، كما طالبهم بزيارة المساجد المصرح لها بالاعتكاف؛ للتأكّد من أنّها لاتقيم أيّ ندوات دينية أو لقاءات أثناء مدة الاعتكاف.

وقبل بداية الشهر الكريم، منحت «الأوقاف» الضبطية القضائية لمفتشي الوزارة، مثل العام الماضي؛ لضبط أيّ ممارسات مخالفة للأئمة والمشايخ أثناء إلقاء الخطبة والدروس الدينية في المساجد والزوايا والمصليات، وحدّدت وقت خطبة الجمعة بين 15 دقيقة و20 فقط أثناء رمضان، إضافة إلى حظرها استخدام مكبرات الصوت في غير الأذان أو شعائر صلاة الجمعة.

وأصدّر وزير الأوقاف تعليمات بحصر الخواطر الرمضانية في موضوعات تتعلق بقيم وأخلاقيات؛ ما رآها البعض تصبّ في صالح النظام الحاكم، كالصبر وكتم الغيظ والتبرع والتطوع، بجانب حصر وقت الخواطر بين خمس دقائق وسبع فقط، كما حدد للاعتكاف التقديم المسبق لبطاقة الهوية الشخصية، والبيانات الشخصية كافة؛ ليُكون القرار النهائي لجهاز الأمن الوطني.

ناضورجي الأوقاف

ونقلت صحيفة «العربي الجديد» عن مسؤول في الوزارة (لم تكشف عن هويته) أنَّ «الأوقاف» زرعت «ناضورجيا» تابعا لها في مساجد الاعتكاف بالمحافظات؛ لإبلاغ الجهات المسؤولة بأي مخالفات فورًا، وإحالة أي موظف بالمسجد يخالف التعليمات إلى جهات التحقيق.

وأضاف أن جهات أمنية مكلفة بالمرور أيضا على المساجد أثناء العشر الأواخر من رمضان، وكتابة تقارير يومية عن كل منطقة؛ لمعرفة سير عمل المساجد في أيام الاعتكاف؛ معتبرًا منْع أي لقاءات دينية في العشر الأواخر من شهر رمضان دليلًا على تكميم الأفواه والسيطرة على المساجد.

وقال المسؤول إنّ عدد المساجد المسموح لها بالاعتكاف على مستوى المحافظات 3470، من بين 80 ألف مسجد حكوميا تابعا لوزارة الأوقاف؛ ما يعني أن المساجد المصرح لها بالاعتكاف تصل نسبتها إلى 4%، وهي نسبة قليلة جدًا نسبة إلى عدد المصلين.

شروط برعاية أمنية

وأوضح أن مساجد الاعتكاف اختيرت بعناية ودقة بالتعاون بين وزارة الأوقاف وأجهزة الأمن، خصوصًا «الأمن الوطني»؛ واستبعدت مساجد كثيرة في مناطق ومدن بسبب التيارات الإسلامية، ومعظمها موجود في محافظات القاهرة والإسكندرية والجيزة والدقهلية؛ ما أثار غضب أهالٍ.

وشدّد وزير الأوقاف على مديري إدارات الأوقاف بالمحافظات بضرورة اتباع ضوابط رمضان الماضي للسماح لاعتكاف المواطنين هذا العام؛ من بينها أن يكون الاعتكاف في المسجد الجامع لا الزوايا ولا المصليات، وتحت إشراف إمام من الأوقاف مصرح له من الوزارة ولم يسبق إلغاؤه؛ ما يُبقي المسجد تحت المراقبة التامة. وأن يكون المعتكفون من أبناء المنطقة المحيطة بالمسجد جغرافيًا المعروفين لإدارته، وعددهم مناسب للمساحة التي يقام فيها الاعتكاف.

ومن ضمن الشروط منْع الحديث أثناء الاعتكاف في الأمور السياسية، وما يخص أمور الحياة؛ ليقتصر على أمور الدين فقط، وأن تكون إدارة الأوقاف التابع لها المسجد مسؤولة بالكامل عن إدارة شؤون الاعتكاف وأي خلل يحدث فيه، ولها حق متابعته بالتنسيق مع المشرف على الاعتكاف. وقالت الوزارة إنها ستنشر أسماء المساجد المصرح لها بالاعتكاف على موقع الوزارة فور اعتمادها في الساعات المقبلة؛ ولن يسمح بمخالفة الضوابط السابقة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023