شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بلومبيرج: هل تنجح خطة ليندسي غراهام لـ «تغيير النظام» في السعودية؟

كشف الكاتب إيلي ليك، أن السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، يرى في ولي العهد السعودي محمد بن سلمان «كرة للدمار»، وذلك في مقاله تحت عنوان «خطة ليندسي غراهام لتغيير النظام في السعودية»، والذي نشره موقع بلومبرج الأميركي.

وقال الكاتب، إن غراهام لدية خبرة كبيرة في تغيير الأنظمة، حيث دعم تغيير الأنظمة في العراق وليبيا، وهذه المرة يدعم تغيير النظام في السعودية.

وأشار ليك في مقاله، الذي ترجمه موقع «عربي21»، إلى أن غراهام قال في المؤتمر الصحافي إن ابن سلمان هو كرة دمار، لافتا إلى أن تصريحاته جاءت بعد جلسة إحاطة مغلقة مع مديرة المخابرات جينا هاسبل في الكونغرس، تحدثت فيها للشيوخ عما تعرفه عن جريمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي.

وينقل الكاتب عن غراهام، قوله: “لو كانت السعودية ستقع تحت يدي هذا الرجل ولمدة طويلة فسأجد صعوبة في التعامل معه، وأعتقد أنه مجنون وخطير، ويعرض العلاقات للخطر”.

ويعلق ليك قائلا إن “دور السيناتورات في السياسة الخارجية لا يهم؛ لأن شأنها هو أمر تقوم به السلطة التنفيذية، فدور الشيوخ هو النصيحة والموافقة على المعاهدات، والموافقة على تعيين الدبلوماسيين والجنرالات، لكن شؤون الدولة هي في يد الرئيس ومستشاريه”.

ويستدرك الكاتب بأن “هناك منطقة يمكن فيها لسيناتور بمفرده أن يحدث فرقا كبيرا: صفقات السلاح، وهو بالضبط ما وعد به غراهام يوم الثلاثاء، فلن يدعم أي صفقة سلاح مع السعودية طالما ظل محمد بن سلمان في الحكم، وقال إنه سيضغط على زملائه في جانبي مجلس الشيوخ لدعم قرار يتهم ابن سلمان بالتواطؤ في قتل الصحافي جمال خاشقجي”.

ويرى ليك أن “هذا أمر كبير، فهو يقوض موقف الرئيس دونالد ترامب، الذي تعهد الشهر الماضي بأنه لن يوقف صفقات السلاح مع السعودية، ويضع الضغوط على وزارة الخارجية لتفرض عقوبات على الحاكم الفعلي للسعودية”.

ويتساءل الكاتب: “هل ستنجح خطة غراهام؟ وهل يستطيع مع الكونغرس ممارسة الضغط الكافي على السعودية وإقناع الملك سلمان المتقدم بالعمر، والد محمد، لاختيار ولي عهد جديد قبل وفاته؟”.

ويلفت ليك إلى أن “هذا النهج لتغيير النظام قد تمت تجربته، فقد حاولت الولايات المتحدة من خلال عمليات مكشوفة وسرية تغيير أعدائها، لكن الضغط على حليف ليغير خط الوراثة من خلال تعليق صفقات السلاح هو منطقة جديدة”.

ويعتقد الكاتب أن المهمة صعبة بسبب غموض العائلة المالكة، ومن غير المتوقع أن تقوم الولايات المتحدة بالتأثير عليها، كما يقول مدير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى باتريك كلاوسون، الذي يرى أنه يجب التركيز في الوقت الحالي على السعودية لتغيير سلوكها في المستقبل، بدلا من التركيز على الماضي، فقد مرت لحظة التغيير التي لاحت عام 2015، عندما كان محمد بن سلمان يحضر لتولي السلطة.

ويجد ليك أن “مشكلة غراهام هي أنه يطلب من الخارجية تطبيق قانون ماغنستكي على ولي العهد، ولماذا التوقف عند هذه النقطة؟ فمقتل خاشقجي كان بربريا، وهناك قادة آخرون غير محمد بن سلمان يجب تطبيق القانون عليهم، مثل قادة روسيا وتركيا وإيران، وإذا طبقت الولايات المتحدة قوانين عقوبات ضد قادة الدول فماذا يمنع بقية الدول من فرض عقوبات على رئيس الولايات المتحدة؟”.

وينوه الكاتب إلى أن “لدى السعودية نقطة تأثير خاصة بها، وهي التحكم في أسعار النفط، وكان غراهام محقا في قوله إن حكام السعودية انضموا للقتال ضد إيران وتنظيم الدولة؛ خدمة لمصالحهم الخاصة، وليس خدمة لأمريكا، وقد استخدموا النفط سلاحا بعد حرب عام 1973”.

ويجد ليك أنه “مع ذلك فإنه يجب الثناء على غراهام الذي يعمل على أن تدفع السعودية ثمنا كبيرا أكبر مما استعدت إدارة ترامب لفرضه، وهو محق بأن على حلفاء أمريكا معرفة أنهم لا يستطيعون تدمير المعايير الدولية كما فعل غراهام، ويستحق غراهام الثناء لأنه يتبع استراتيجية منطقية أفضل من القرار الذي سيصوت عليه الكونغرس الأسبوع المقبل لقطع الدعم العسكري الأمريكي للسعودية في حرب اليمن”.

ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى قول غراهام إن السعودية حليف استراتيجي، وعلينا الحفاظ عليه، “لكن ليس بكل ثمن”، وحدد السناتور الثمن وهو تنحية محمد بن سلمان، ويقول ليك: “السؤال هو هل السعودية مستعدة لدفع هذا الثمن؟”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023