شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

قصص مرعبة.. أحد جنود سيناء: لا أريد أن يطلق اسمي على إحدى المدارس «أريد أن أعيش»

نشر موقع «ميدل إيست آي» البريطاني تقريرا تحدث فيه عن قصص رعب يرويها جنود مصريون موجودون في شبة جزيرة سيناء، على الحدود مع قطاع غزة، أين يتحصن عدد من المجموعات الإرهابية، ومن بينها تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته «عربي21»، إن الجنود الموجودين في شبه جزيرة سيناء يعانون من نقص في الأسلحة وقلة الخبرة، إضافة إلى الحالة النفسية السيئة التي يعيشونها جراء الهجمات والعمليات الإرهابية المتكررة التي يواجهون خطرها يوميا.

ونقل الموقع حوارا أجراه مع اثنين من العسكريين الموجودين في سيناء، في أثناء فترة العطلة، قالا فيه إنهما عادا للتو من تشييع جثمان أحد أصدقائهم الذي كان موجودا معهما في سيناء. وذكر هذان العسكريان أنه تم إطلاق اسم صديقهما الذي استشهد في سيناء على أحد المدارس الابتدائية، كتكريم له.

وقال أحد الشابين، في حديثه مع الموقع: «أنا لا أريد أن يطلق اسمي على إحدى المدارس، أنا أريد أن أعيش»، وهو ما يعكس الحالة النفسية التي يعاني منها الآلاف من الجنود المصريون الذين تم إرسالهم إلى شبه جزيرة سيناء منذ سنة 2011.

وأشار الموقع، إلى أن الحرب التي شنها الجنرال السابق بالجيش المصري عبد الفتاح السيسي، على المجموعات الإرهابية في شبه الجزيرة، منذ توليه الرئاسة في سنة 2014، حصدت أرواح المئات ما بين مدنيين وعسكريين، إضافة إلى آلاف المشردين، كما أنها السبب وراء استمرار حالة الطوارئ التي تعيشها مصر.

وأضاف الموقع أن مصر ليست بمفردها في حربها على الإرهاب، حيث إنه في لقاء صحفي، سعت الحكومة المصرية لعدم بثه، كان قد أجراه عبد الفتاح السيسي مع برنامج 60 دقيقة الأميركي، قال السيسي إن مصر تعمل منذ سنوات مع الجانب الإسرائيلي، وأنها أعطت الإذن لإسرائيل للقيام بغارات جوية على أراضيها.

ونقل الموقع، عن سبعة ضباط ما بين سابقين وحاليين بالجيش المصري، قولهم بأن الحرب في سيناء كبدت الجيش المصري خسائر كبيرة تصل إلى 1500 جندي، إضافة إلى المشاكل النفسية التي يعاني منها بقية الضباط. والسبب الرئيسي وراء هذه الخسائر، بحسب الضباط، هو قصر مدة التدريب التي يحصل عليها المجندون، حيث يذهب بعضهم إلى سيناء بعد 45 يوما فقط من بداية الخدمة العسكرية.

وأشار الموقع إلى أن موجة التمرد وتوسع المجموعات الإرهابية في سيناء، برزت في العام 2011 إبان الثورة المصرية، كما استغلت هذه المجموعات حالة الفوضى التي عاشتها مصر في سنة 2013 في أثناء الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي، لتوسع دائرة نفوذها وتستقطب عددا أكبر من المصريين.

وبحسب الموقع، فإن نشاط المجموعات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء تطور بشكل كبير منذ ظهورها لأول مرة في العام 2000، على إثر مبايعة مجموعة التوحيد والجهاد لتنظيم القاعدة. كما استغلت مجموعات أخرى، على رأسها جماعة «أنصار بيت المقدس»، الفوضى التي عرفتها مصر إبان ثورة يناير 2011، لشن هجمات إرهابية أبرزها كانت تستهدف أنابيب الغاز المتجهة إلى كل من إسرائيل والأردن.

وأضاف الموقع، أنه إثر الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي، ومجزرة رابعة العدوية التي ارتكبها الجيش المصري في حق المعتصمين العزل، ارتفعت وتيرة العمليات الإرهابية في سيناء لتصبح بصفة أسبوعية، وهو ما دفع الجيش المصري لتهجير المدنيين عن بيوتهم وشن غارات عسكرية على المناطق التي تتحصن بها المجموعات الإرهابية.

وقال الموقع، إن الخدمة العسكرية في مصر تشمل من هم ما بين 18 سنة و30 سنة، وتمتد على 18 شهرا تتبعها 9 أشهر يكون فيها المجند تحت الطلب. ويستثنى منها العاجزون بدنيا، والذين يمتلكون جنسية ثانية إلى جانب الجنسية المصرية، إضافة إلى المتشددين دينيا.

وأرجع الموقع السبب وراء الخسائر الكبيرة للجيش المصري، إلى عدم تكافؤ موازين القوى، بين الإرهابيين المدربين على العيش في ظروف قاسية والقتال وجها لوجه، إضافة إلى امتلاكهم الخبرة من الحروب السابقة التي خاضوها في غزة سوريا والعراق وأفغانستان، وبين الجنود المصريين الذين يفتقدون للتدريب الكافي، حيث يأتي بعضهم إلى سيناء بعد شهر ونصف فقط من بداية خدمته العسكرية.

ونقل الموقع شهادات حية لجنود مصريين تم تسريحهم من الخدمة العسكرية بعد أن أصيبوا في هجمات إرهابية، ومن هؤلاء خالد الذي كان شاهدا على هجوم إرهابي استهدف نقطة أمنية في سيناء راح ضحيته 23 جنديا مصريا. ويقول خالد: «لقد أصبت بطلق ناري في بطني، سقطت أرضا ولم أقدر على الحراك، وفي الأثناء كنت أستمع إلى صراخ أصدقائي».

كما نقل الموقع عن عمر، أحد القياديين في الجيش المصري الذي عمل في سيناء سنة 2013، أن معسكرات التدريب التي كان يعمل بها لم تكن تتجاوز 45 يوما قبل أن يتم إرسال المجندين إلى شبه جزيرة سيناء، وهو ما ينتج مجندين فاقدين للخبرة وغير قادرين على خوض المعارك.

وفي الختام، نقلت الصحيفة روايات بعض الجنود عن الحياة اليومية التي يعيشونها في سيناء، وعن الصدمة التي عانوا منها، فقد كان الكثير منهم يأمل في أن يطوروا من قدراتهم في صفوف الجيش المصري، ليجدوا أنفسهم في مواجهة العناصر الإرهابية دون تدريب كاف أو معدات عسكرية متطورة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023