شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الإندبندنت.. الحرب في سوريا تدخل عامها التاسع مع موجة عنف جديدة في الأفق

كشفت صحيفة «الإندبندنت» عن اقتراب بدء موجة جديدة من الأحداث والإضطرابات العنيفة في سوريا، تهدد الملايين في شمال البلاد، بعد دخول الحرب عامها التاسع، منذ انطلاق الثورة السورية في مارس 2011 .

وذكرت الصحيفة أنه خلال العام الماضي ، استعاد النظام  السوري كل الأراضي التي يسيطر عليها الثوار في جنوب دمشق، لتأمين موقع بشار الأسد ولم يتبقى من المعارضة سوى محافظة إدلب، التي يحاصرها النظام وأجزاء من حلب، ومع ذلك تصر بقايا المعارضة على الحرب رغم الدعم الروسي الكبير لنظام الأسد.

أوضحت الصحيفة أن مناطق المعارضة تشهد الكثير من الاضطرابات والاغتيالات السياسية بين الفصائل، خاصة هيئة تحرير الشام، التي تنسبق من جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة وبين نشطاء الثورة السورية بالتزامن مع الهجمات المستمرة التي يشنها النظام السوري وحليفه الروسي على إدلب، التي خلفت مئات القتلى، ونزوح أكثر من 40 ألف مواطن، بالرغم من اتفاق خفض التصعيد بين النظام والمعارضة برعاية تركيا وروسيا.

وقد تحولت محافظة إدلب إلى مقاطعة تضم أكثر من 3 ملايين شخص، نصفهم تقريباً نزحوا من مناطق أخرى من البلاد مما جعل المنظمات الإغاثية تصدر تحذيرا من انفجار الوضع الإنساني في مخيمات النازحين بإدلب.

وصرح الرئيس التنفيذي لمنظمة الإغاثة الإسلامية ناصر حميد أن : «هناك شعور كبير بالهلع في إدلب الآن مع عدم توافر السبل المعيشية و المرافق الصحية ويموت الناس وهم يعانون من آلام حادة لأنهم لا يستطيعون الحصول على العلاج الذي يحتاجونه».

وذكرت الصحيفة أن المدنيين هم من يدفعون الثمن دائما في الصراع بسوريا فهم دائما محاصرين في أماكن عرضة للهجوم على جميع الجبهات. أينما كانوا وبغض النظر عمن يسيطر عليهم.

وانتقدت الصحيفة تخاذل المجتمع الدولي تجاه المدنين وعدم توفير الرعاية الصحية والمساعدات لهم في الأزمة حيث تتعرض المؤسسات الخيرية لخطر المساءلة القانونية إذا أرسلوا المساعدات إلى إدلب عبر لوجو منظمة تصنفها الكثير من الدول أنها إرهابية.

ويخشى سكان إدلب أن يتعرضوا لهجوم من النظام في الوقت القريب .حيث يرغب النظام منذ فترة في استعادة السيطرة على المدينة المتمردة عليه مرة أخرى وهو ما يهدد اتفاق التسوية وخفض التصعيد بين روسيا وتركيا التي شهدته المدينة، حيث يتواجد قوات عسكرية تركية على الأرض متحالفة مع بعض الفصائل السورية المعارضة

وقد أطلقت الأمم المتحدة تحذيرا خطيرا من تبعات شن هجوم عسكري واسع النطاق على إدلب سيخلق «أسوأ كارثة إنسانية شهدها العالم في القرن الحادي والعشرين».

وكانت تركيا التي نشرت قوات عسكرية على الأرض في إدلب لردع أي هجوم حكومي شامل ، تأمل في أن يتيح الاتفاق الوقت للوصول إلى تسوية بين النظام والمعارضة لكن سيطرت تحرير الشام قلل من هذه الآمال.

ونقل أحد سكان إدلب للصحيفة شعور السوريين فيها فقال: “كل السكان واللاجئين في المناطق المحررة مشوشون وخائفون من ما سيحدث الآن، هل سيهاجم النظام وروسيا، أم ستوقف تركيا هذا القصف؟»

وذكرت الصحيفة أن سوريا تدخل عامها التاسع من الحرب كما كان حالها في العام الأول حيث يسود العنف والقمع الشديدان معظم أنحاء البلاد، بالرغم من محاولات النظام في السيطرة على الأوضاع.

و تظاهر سكان مدينة درعا ، “مهد الثورة” الأسبوع الماضي ، ضد إقامة تمثال جديد لحافظ الأسد لتعيد الأحداث إلى سيرتها الأولى  ففي تلك المدينة ، قبل ثماني سنوات، بدأت الاحتجاجات السلمية ضد حكم الأسد، قبل أن تمتد إلى بقية البلاد.

ومثلت احتجاجات درعا أول مظاهرة سلمية واسعة النطاق في مناطق النظام ، بالرغم من الحملة الواسعة في جنوب البلاد واستعاد النظام المدينة بعد اتفاقات مصالحة مع المعارضة فيها

وكشف تقرير لكرايسز جروب عن الوضع في المناطق التي استعادها النظام أنه: « قام باعتقال المئات من النشطاء والمدنيين الغير مسلحين  ، مما يشير إلى عودة ظهور أجهزة أمنية غير مسؤولة تعيد إفراز النظام الإجرامي وهذه التصرفات ستصبح عائقا لأي محاولة السيطرة على الأوضاع وإيقاف حمام الدم بسوريا».

وأضاف التقريرأن: «طالما أن الوضع في الجنوب لم يتحسن بشكل كبير، فلن يعود اللاجئون والنازحون داخلياً بأعداد كبيرة ، خوفًا من البطالة والتشرد والاعتقال التعسفي»

وكشفت الصحيفة عن تحرك الأحداث بسرعة كبيرة خارج أماكن سيطرة النظام والمعارضة فهناك قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على ثلث البلاد بدعم أمريكي حيث تشير الكثير من الدلائل على أن قيادات الأكراد تسعى للمصالحة مع النظام بسبب عدم الثقة في استمرارية الدعم الأميركي حيث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحابًا مفاجئًا لجنوده البالغ عددهم ألفي جندي في ديسمبر ، لكنه عاد ذهابًا وإيابًا منذ ذلك الحين.

 

الانسحاب المفاجئ

فجأة .. ترامب يعلن عن سحب قوات بلاده من سورياكيف كانت ردود الأفعال؟

Publiée par ‎شبكة رصد‎ sur Jeudi 20 décembre 2018

 

 

وتتزامن شكوك الأكراد في الدعم الأميركي مع اعتبار تركيا قوات سوريا الديمقراطية منظمة إرهابية ويجب قتالها وإقامة منطقة آمنة مما ينذر بنشوب صراع جديد بين الحلفاء الأمريكيين  

واختتمت الصحيفة «على الرغم من التوقعات البائسة للكثيرين في جميع أنحاء سوريا ، إلا أن ثمان سنوات من الحرب لم تسحق الأفكار والغضب التي جلبت الآلاف إلى الشوارع بالكامل»



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023