دعت صحيفة «واشنطن بوست» في افتتاحيتها، الكونجرس إلى شجب انتهاكات مصر لحرية الصحافة.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها «عربي21»، إلى أن «عبد الفتاح السيسي كمم صحافة بلاده ولسنين، باستثناء مؤسسة واحدة صمدت وواصلت استقلاليتها وتقاريرها المهمة»، في إشارة إلى موقع «مدى مصر»، الذي ينشر تقاريره باللغتين العربية والإنجليزية.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم حجب الحكومة المصرية للموقع ومنذ عامين، إلا أن المصريين استطاعوا متابعة أخباره باستخدام روابط مثل «في بي أن»، مشيرة إلى أنه عادة ما يعتمد عليه الدبلوماسيون والصحافيون والمسؤولون الحكوميون خارج مصر لمعرفة ما يجري في داخلها.
وتقول الافتتاحية: «من الأمثلة الجيدة على تقارير الموقع ما نشره من (خبطة صحافية) في 20 نوفمبر عن ابن السيسي «محمود»، الذي كان مسؤولا بارزا في المخابرات المصرية العامة، وقال إنه سينقل قريبا إلى منصب جديد في السفارة المصرية في موسكو؛ وذلك لفشله في (التعامل مع المهام الموكلة إليه بشكل صحيح)، وقال (مدى مصر) إن فشل ابن السيسي (أساء بشكل خطير لصورة والده وعائلته ومثل خطرا على النظام)».
وتلفت الصحيفة إلى أن «رد النظام على هذه (الخبطة) الصحافية كان واضحا يوم السبت، عندما تم اعتقال أحد محرري الموقع، وهو شادي زلط، بعد مداهمة قوات أمن بالزي المدني لبيته، وفي يوم الأحد هاجمت فرقة أخرى مقر (مدى مصر)، واحتجزت محررة الموقع لينا عطا الله، بعد مصادرة الهواتف والحواسيب الشخصية، ورفض المهاجمون تعريف أنفسهم، لكنهم يمثلون جهاز الأمن ذاته الذي كان يعمل فيه ابن السيسي».
بسبب تقرير عن الإطاحة بنجله محمود..
اقتحام موقع #مدى_مصر يتحول إلى فضيحة جديدة للسيسي.. ما القصة؟ pic.twitter.com/DsFPnV6tNu— شبكة رصد (@RassdNewsN) November 25, 2019
وتنوه الافتتاحية إلى أنه «تم الإفراج عن عطا الله والصحافيين الآخرين الذين اعتقلوا في المداهمة ليلة الأحد، ولم توجه إليهم أي تهم، لكن القصد من الاحتجاز كان واضحا، وهو معاقبة واستفزاز المؤسسات الإخبارية التي لا تزال تتجرأ على نشر أخبار عن الحكومة القمعية الأشد في مصر».
وتفيد الصحيفة بأن «مداهمة مقر (مدى مصر) جاءت وسط ما وصف بأنه حملة الاعتقالات الأضخم منذ خمسة أعوام، وبحسب جماعات حقوق الإنسان، فإنه تم اعتقال 4 آلاف شخص منذ اندلاع موجة التظاهرات في 20 سبتمبر، ونشر الموقع أخبار الاعتقالات التي طالت الناشطين السياسيين وكذلك المحامين والأكاديميين والصحافيين».
وتقول الافتتاحية إن أهم منظمة إخبارية مستقلة أصبحت اليوم هدفا للقمع، مشيرة إلى قول عطا الله في مقال: «لطالما وجه لنا سؤال حول قدرتنا على العمل خلال سنوات القمع والضغط التي أجبرت معظم الوسائل الإعلامية على التوقف أو الاصطفاف مع من هم في السلطة»، وأضافت: «لا حماية للصحافيين سوى نزاهة عملهم وما يحمله الآخرون من تقدير له، وكلنا في خطر لو لم نحدد موقفنا، وإلا فسنكون أسرى لديهم».
وتدعو الصحيفة الحكومة الأميركية الوقوف مع «مدى مصر»، قائلة: «للأسف على الصحافيين توقع القليل من الرئيس ترامب، الذي وصف السيسي بـ(ديكتاتوره المفضل)، لكن الكونجرس، الذي يجب أن يوقع على مساعدة سنوية بأكثر من مليار دولار تحصل عليها مصر، لديه ورقة نفوذ».
وتختم «واشنطن بوست» افتتاحيتها بالإشارة إلى تغريدة النائب الديمقراطي عن كاليفورنيا آدم شيف، يوم الاثنين، التي وصف فيها مداهمة «مدى مصر» بأنها «هجوم غير مقبول على حرية الصحافة وما تبقى من ديمقراطية في مصر»، قائلة إن على البقية الاقتداء به.