شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«صنع في أميركا».. رويترز تكشف كيف نشأ التجسس بالإمارات

نشرت وكالة «رويترز»، الثلاثاء، تقريرا تكشف فيه بالتفصيل، عن دور البيت الأبيض ببناء شبكة تجسس قوية تملكها أبو ظبي، استغلتها في التجسس على نشطاء ومعارضين وصناع قرار في الإمارات وخارجها.

وقالت في تقريرها، الذي ترجمت «رصد» بعض التفاصيل فيه، إنه «في الأعوام التي أعقبت 11 سبتمبر، حذر القيصر الأميريكي السابق لمكافحة الإرهاب «ريتشارد كلارك» الكونجرس من أن البلاد تحتاج إلى مزيد من سلطات التجسس الموسعة لمنع وقوع كارثة أخرى. بعد خمس سنوات من مغادرته الحكومة، قام بنقل نفس الفكرة إلى شريك متحمس: ملكية عربية ذات جيوب عميقة» –مشيرة إلى الإمارات-.

وتابع التقرير: «في عام 2008، ذهب كلارك للعمل كمستشار لدولة الإمارات العربية المتحدة لأنها شكلت شبكة قادرة على مراقبة الإنترنت من شأنها أن توظف كبار الاستخبارات الأميركية للمساعدة في مراقبة التهديدات ضد هذه الدولة الصغيرة».

وكشفت عن أن «الوحدة السرية التي ساعدت كلارك في ابتكارها كان لها اختصار: DREAD. في السنوات التي تلت ذلك، وسعَّت وحدة الإمارات العربية المتحدة بحثها إلى أبعد من المتطرفين المشتبه فيهم لتشمل ناشطة سعودية في مجال حقوق المرأة، ودبلوماسيات في الأمم المتحدة وموظفين في FIFA. بحلول عام 2012، سيكون البرنامج معروفًا بين عملائه الأميركيين باسم رمزي: Project Raven».

وقالت رويترز إن تقاريرها على مدار العام الجاري، كشفت عن قيام مجموعة من عملاء سابقين في وكالة الأمن القومي وغيرهم من قدامى المحاربين الأميركيين من المخابرات الأميركية بمساعدة الإمارات في التجسس على مجموعة واسعة من الأهداف، من الإرهابيين إلى نشطاء حقوق الإنسان والصحفيين والمعارضين

كما درست رويترز أكثر من 10000 وثيقة برنامج DREAD وأجرت مقابلات مع أكثر من عشرة متعاقدين وعملاء استخبارات ومطلعين حكوميين سابقين على دراية مباشرة بالبرنامج.

في عام 2011 كان «كلارك» هو الأول في سلسلة من المديرين التنفيذيين السابقين في البيت الأبيض الذين وصلوا إلى الإمارات بعد أحداث 11 سبتمبر لبناء وحدة التجسس.

وفاز «كلارك» بالعديد من عقود الاستشارات الأمنية في الإمارات؛ أحدهم كان للمساعدة في بناء وحدة التجسس السرية في منشأة المطار غير المستخدمة في أبو ظبي، وذلك من خلال الاستفادة من علاقته الوثيقة مع حكام البلاد، الذي أنشئ عبر عقود من الخبرة، بصفته أحد كبار صانعي القرار في الولايات المتحدة سابقا.

وتذكر رويترز تحت عنوان فرعي في تقريرها: (كيف فقدت البعثة مسارها)، أن الذين توجهوا إلى الإمارات منذ عقد من الزمن بغرض مكافحة الإرهاب والتجسس على ما يهدد الأمن القومي، تحولوا تدريجيا عن هدفهم إلى استهداف الخصوم السياسيين للإمارات، والقيام بمهمات تجسسية تستهدف النشطاء وصناع القرار.

وأضافت التقرير أن «كلارك أقام علاقة طويلة الأمد مع عميل محتمل، هو محمد بن زايد آل نهيان. في الأشهر التي سبقت الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على العراق عام 1991، تم إرسال كلارك إلى الخليج لطلب المساعدة من الحلفاء الإقليميين»، وأضافت: «لمع نجم محمد بن زايد في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة للحرب».

وأردفت: «ساعد بن زايد كلارك في الحصول على إذن من الحكومة الإماراتية لشن عمليات القصف في المجال الجوي الإماراتي، كما قام بتحويل المليارات دعما للمجهود الحربي الأميركي».

وذكر التقرير أنه في عام 1991، عندما تساءل الكونجرس عما إذا كان ينبغي على واشنطن أن تسمح ببيع أسلحة بقيمة 682 مليون دولار إلى الإمارات، شعر كلارك بالقلق الشديد، وحينها قال: «لقد حولوا 4 مليارات دولار إلى وزارة الخزانة الأمريكية لدعم المجهود الحربي، فهل يجب أن نتخلى عنهم بحرمانهم من 20 طائرة هليكوبتر هجومية؟ لا أعتقد ذلك»، وحينها حصلت الإمارات على الصفقة.

وتابع التقرير سرد تفاصيل عن خوف الإمارات من الربيع العربي والذي دفعها إلى التجسس بشكل أوسع على المدافعين حقوق الإنسان والصحفيين والمعارضين، كما يكشف تورط أبو ظبي بالتجسس على الدوحة ومسؤولين كبار بالاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وغيرها من الأنشطة التجسسية الكبرى.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023