شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

سياسيون في ذكرى رحيل مرسي: ضرب تجربة مصر جريمة العصر

عقدت ندوة في مدينة إسطنبول بتركيا، الثلاثاء، لبحث مآلات الربيع العربي، وإحياء الذكرى السنوية الأولى لرحيل «محمد مرسي»، أول رئيس مصري منتخب، اعتبر المشاركون فيها أن الأخير كان ولا يزال رمزا «لأمل الشعوب الحي بالديمقراطية».

وبث موقع «عربي21» مجريات الندوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات تلفزيونية مختلفة، وشاركت فيها شخصيات من مختلف الدول العربية، فيما كانت كلمات بعضهم مسجلة جراء تعذر حضورهم، ومن بينهم «أحمد مرسي»، نجل الرئيس الراحل.

وإلى جانب نجل مرسي شارك في الندوة كل من الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي، وياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، والناشطة اليمنية الحائزة على جائزة «نوبل» للسلام، توكل كرمان، والرئيس السابق للحكومة السورية المؤقتة، أحمد طعمة.

كما تشارك «جولدن سونماز»، المستشار الحقوقي للرئيس مرسي، والناشطة السياسية ، غادة نجيب، إلى جانب كل من «أسامة سليمان» وهو محافظ سابق، و «خالد إسماعيل» عضو المكتب السياسي لحركة «6 أبريل»، والفنان «هشام عبد الحميد».

رسالة أسرة مرسي

 
وفي رسالة باسم أسرة الرئيس الراحل، أعرب «أحمد مرسي» عن التقدير لإحياء الذكرى الأولى لوفاته، ولتمسك “الشعوب الحرة بقيم ومبادئ الحق والعدل والحرية، وهي ذاتها المبادئ التي نادى بها الربيع العربي”.

وقال: «الرئيس مرسي كان يؤمن بحق أنه رئيس لكل المصريين الذين انتخبوه أو حتى الذين لم ينتخبوه، وقد سعى ليرضي الله وضميره للعدل بين الجميع حتى لقي ربه نحسبه ولا نزكيه على الله ليكون قدوة ورمزا وملهما لكل الشعوب الحرة في العالم».

 

وأضاف: «إن أعظم هدية يمكن أن تقدم لروحه الطاهرة هي التمسك بالمبادئ والقيم التي عاش عليها واستشهد من أجلها، واستكمال طريقه الذي بدأه تنفيذا لمطالب ثورة 25 يناير في بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة، ينعم فيها جميع المصريين بالحرية والعدالة والكرامة والازدهار».

 

وشددت الأسرة على رضاها بالتضحية مع الشعوب العربية من أجل «الحرية والكرامة»، في إشارة إلى فقدانها كلا من الرئيس مرسي وابنه «عبد الله»، فضلا عن معاناة ابنه الآخر «أسامة» من السجن لدى الانقلاب في مصر.

ياسين أقطاي: قتل مرسي فضح النفاق الدولي

 
قال ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة بمستهل الندوة، إن قتل الرئيس محمد مرسي «فضح النفاق الدولي».

واعتبر أقطاي أن مرسي لم يكن معتقلا، بل «مختطفا»، مشددا على أن مشهد وفاته «يفضح كل الجرائم التي يرتكبها النظام العالمي لا النظام المصري وحسب، جراء سكوته عن تلك الجريمة، وهو أول رئيس منتخب لمصر».

وأضاف المسؤول التركي أن مصر لم تشهد مثل هذا الاستبداد الذي تعيشه اليوم، بما في ذلك إبان حكم كل من حسني مبارك وأنور السادات وجمال عبد الناصر.

وتابع: «كونوا على يقين أن مرسي لو بقي في الحكم لكانت مصر بأفضل حال من حيث الحريات والكرامة، ولكنهم لم يريدوا أن يتكرر نموذج تركيا في المنطقة».

وأشار أقطاي إلى أن تركيا تعرضت لمحاولة انقلاب مشابهة لما جرى في مصر، عبر مظاهرات مفتعلة لتشويه هذه الممارسة الديمقراطية، وذلك بالتزامن مع الانقلاب في مصر.

وقال إن «ذكرى استشهاد مرسي لا بد أن تذكر بمأساة غياب الحرية في العالم العربي والإسلامي»، مشددا على أن قوى دولية لطالما أرادت أن يظهر الإسلام بمظهر المتعارض مع مبادئ الديمقراطية.

 

وتساءل أقطاي: «لماذا لم تحظ وفاة مرسي بأصداء دولية كما حدث في جرائم وفضائح أخرى، بما فيها قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي قبل عامين، فالرجل كان مختطفا لمدة ستة أعوام ولم يكن يعرف أحد ما الذي يعيشه في السجن».

وتابع أن مشهد اختطاف مرسي يتكرر كل يوم في سجون النظام بمصر، ورغم تأكيد الكثير من المنظمات لذلك الواقع المخيف إلا أن العالم الذي يزعم تبني حقوق الإنسان لم يتحرك أبدا لمواجهة ذلك، فيما ينتفض إزاء مزاعم في تركيا.


المرزوقي: الانقلاب سيدفع ثمنا باهظا

 
بدوره، قال الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي، في كلمة مسجلة، إن الانقلابيين «سيدفعون ثمنا باهظا، ليس فقط سياسيا، وإنما من سمعتهم»، مشددا على أن «التاريخ لن يغفر لهم الطريقة التي تعاملوا بها مع مرسي».

وأضاف: «مهما كانت انتماءاتنا السياسية ومهما كانت خلافاتنا مع الإسلاميين سنواصل اعتبار محمد مرسي شهيد الديمقراطية، وسنواصل في كل سنة الاحتفال بذكراه، وسنذّكر في كل ذكرى بما تعرض له من نذالة وخسة وأسلوب وحشي في التعامل معه، وهؤلاء الذين ارتكبوا هذه الموبقة في حق أنفسهم واسمهم وأولادهم ومستقبلهم السياسي وما سيحفظه عنهم التاريخ يتحملون هم المسؤولية».

وانتقد المرزوقي ما وصفه بـ«الموقف المخزي» للديمقراطيات الغربية التي قال إنها «لا زالت تتعامل مع هذا الديكتاتور (عبد الفتاح السيسي)، وغضت الطرف عن كل الانتهاكات لحقوق الإنسان وللعبة الديمقراطية».


توكل كرمان: لا بد من مواجهة دعاية الثورات المضادة

 
شددت الناشطة اليمنية توكل كرمان على ضرورة مواجهة «دعاية الثورات المضادة»، وذلك من خلال كشف الحقائق دعما لمسيرة الشعوب في المطالبة بالديمقراطية.

وقالت “كرمان” في كلمة مسجلة: «في العام الذي حكم فيه مرسي، أصاب في حالات كثيرة، وأخطأ وأساء في حالات أخرى، لكنه لم يكن فاسدا أو خائنا أو محتالا”، مؤكدة أن “حملات التشويه التي طالته، ويتوقع أن تستمر خلال السنوات القادمة» ستبوء بالفشل.

كما شددت على أن التاريخ الذي يكتبه «الديكتاتور» وفق «نزواته وشهواته» سيتبدد لدى تحرر الشعوب.

🔴تعقد "عربي21" ندوة لبحث مآلات الربيع العربي مع ذكرى رحيل الرئيس #محمد_مرسي🇪🇬.. إلى أين وصل الربيع العربي؟👇

Posted by ‎Arabi21 – عربي21‎ on Tuesday, June 16, 2020

وتابعت أن «رواية الانقلابيين تقوم على مغالطات كبيرة، وتحركها الأحقاد من جهة والخوف من الحقيقة ومن الناس من جهة أخرى، ومن رغبتهم وإرادتهم في الانعتاق نحو الحرية والكرامة».

واعتبرت كرمان أن مرسي «يمثل إرادة الشعب التي تم الانقلاب عليها، ولذلك فإن نصيبه من التشويه يفوق أي شخص آخر»، مؤكدة ثقتها بفشل الثورات المضادة في نهاية المطاف.


الحقوقية التركية «سونماز»: على الهيئات الأممية القيام بدورها

 
طالبت الحقوقية التركية جولدن سونماز المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية بالقيام بمهماتها في التحري بشأن الانتهاكات التي شهدتها أعمال القمع للثورات العربية ولا سيما في مصر.

واستعرضت سونماز، التي كانت مستشارة حقوقية للرئيس الراحل، أبرز الانتهاكات التي مارسها نظام الانقلاب بمصر، ولا سيما مذبحة الحرس الجمهوري ورابعة وميدان رمسيس فضلا عن الانتهاكات في السجون.

وشددت الحقوقية على إصرارها، والمنظمات التي تنشط في إطارها، على مواصلة «النضال الحقوقي من أجل المرحوم محمد مرسي ومن أجل كافة المضطهدين حتى تجد العدالة مجراها الطبيعي».

 

وختمت بالقول: «بصفتنا محامين لعائلة مرسي ولحقوق الإنسان، نعلن أننا سنبذل مجددا وتكرارا جهودا أكبر لمواصلة النضال القانوني أمام المحاكم الوطنية والسلطات القضائية الدولية بشأن الجرائم المرتكبة في مصر وضد محمد مرسي وأفراد عائلته».


المشري: نواجه في ليبيا نفس الثورة المضادة التي قتلت مرسي

 
قال رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، في كلمة مكتوبة للندوة، إن بلاده تواجه الثورة المضادة ذاتها التي قتلت الرئيس المصري الراحل.

وأضاف أن «مرسي» تحول على المستوى العربي إلى رمز للنضال الشعبي والتحرري، وهو ما يشمل ليبيا التي تسير بعزم نحو استكمال أهداف ثورة الـ17 من فبراير، و«القضاء على فلول الانقلابيين».

 

وتابع:«نتحدث إليكم من ليبيا، وقد قررنا أن لا نتراجع ولو خطوة واحدة إلى الوراء، فشعبنا الذي ثار ضد نظام القذافي وقام باقتلاعه في واحدة من أبهى الثورات التي عرفها العصر الحديث، هو ذاته الذي قرر اقتلاع زمرة الانقلابيين الذين تمولهم قوى خارجية، وتقدم لهم السلاح والمرتزقة من أجل إسقاط الشرعية».

أحمد طعمة: ضرب تجربة مصر جريمة العصر

في كلمته خلال الندوة، قال الرئيس السابق للحكومة السورية المؤقتة، أحمد طعمة، إن قوى الثورة المضادة وداعميهم «استكثروا علينا أن يكون لنا رئيس منتخب من قبل الشعب، وساروا في غيهم متعاملين معنا كعبيد لا نستحق الحرية ولا نفهم معناها ونسيء استخدامها».

وأضاف أن هؤلاء «ارتكبوا جريمة العصر بضرب هذه التجربة، التي وإن أخمدت نارها ظاهريا فإن جذوتها لا تزال تستعر، ولن يستطيع أكابر مجرميها طويلا الصمود في وجه شعوب أبت إلا أن تنال الحرية ولم تقبل بتحسين شروط العبودبة».

وتابع: «لا زلت أذكر ذلك اليوم التاريخي بأدق تفاصيله وكيف تقاطر أحرار مصر للتصويت لأول رئيس منتخب في تاريخهم الطويل المليء بالعذابات. كنت أقول لنفسي متى يحصل هذا عندنا في سوريا وسائر بلاد العرب والمسلمين، وهل يمكن أن أتخيل وأنا المواطن السوري الذي لم يذهب إلى الانتخابات ولا لمرة واحدة في حياتي.. وكيف نذهب وكيف نصوت ورأينا مقهور لا قيمة له، ونتائج التصويت معروفة، وأنظمتنا المجرمة تقول ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد».

وختم بالقول: «سيعود الناس قريبا يمارسون حقهم في أن يكون لهم رئيس منتخب، وقريبا بإذنه تعالى لن يكون هناك رئيس شهيد، بل رئيس سابق ينظر إليه باعتباره كان صرحا مساهما في ترسيخ الديمقراطية في بلاده، ولنا في أخينا فخامة الرئيس المنصف المرزوقي أسوة حسنة».


محافظ «البحيرة» السابق: لا بديل للعرب عن الديمقراطية

 
شدد أسامة سليمان، محافظ البحيرة السابق، في كلمة خلال الندوة، على ضرورة إنصاف الرئيس الراحل، سواء من قبل المختلفين أو المتفقين معه.

وقال: «أجد لزاما على نفسي ومعي المختلفين قبل المتفقين معه أن نكون منصفين لهذا الرجل في ذكرى وفاته الأولى. لم ننصفه ونعطيه حقه وهو رئيس، وكذلك لم ننصفه وهو منقلب عليه ومعتقل في سجونهم، لزم أن ينصفه كل منا ويذكر رحيله عن دنيانا وهو بين يدي الله عز وجل».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023