شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

العربي صديقي يكتب: كيف كان لـ«فيسبوك» تأثيره الكبير لحشد تأييد لانقلاب قيس سعيد؟

تناول الكاتب والأكاديمي العربي صديقي، في تقرير له نشره على موقع «الشرق للأبحاث الاستراتيجية» كيف كان للفيسبوك تأثيره الكبير لحشد تأييد لخطوات الرئيس التونسي قيس سعيد لانقلابه في 25 يوليو الماضي، من خلال «ذباب إلكتروني» موجه.

ولفت الكاتب إلى أنه «قبل أسبوعين من اندلاع احتجاجات 25 يوليو المؤيدة لسعيد، في جميع أنحاء البلاد، شرعت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المنظمة وبشكل جيد، في حملة تتضمن التصيد والأخبار المزيفة».

وأكد أن «الذباب الإلكتروني حفز الجماهير ليوم انقلاب سعيد، في الذكرى 64 لتأسيس الجمهورية التونسية، لتكون مناسبة للغاية للمواجهة التي يتم فيها تنفيذ انقلاب دستوري، وكان ذلك أيضا موعدا حدده عبد الكريم الهاروني، من حركة النهضة، على نحو أخرق، باعتباره يوما لتقدير صندوق الكرامة.

ولفت إلى أن صفحات فيسبوك -تم محوها بشكل كبير- كانت تشكل مصدرا مفيدا للمعلومات لاكتشاف تفاصيل هجوم الإنترنت الخاطف الذي تم تنظيمه قبل 25 يوليو.

وللتحديد، فإن يوم 12 يوليو كان له دور محوري في إطلاق حراك احتجاج 25 يوليو الموالي لسعيد. في ذلك اليوم، تم إنشاء صفحات فيسبوك للمشاركة في حملة منظمة.

وبحسب التقرير، فقد أدار مسؤولون نشطاء في فيسبوك، مجندون من الشباب، حملة فعالة ومستمرة على مدى أسبوعين في جميع أنحاء البلاد.

ويبدو أن صفحات فيسبوك التي تدار من أشخاص غير معروفين كانت أدوات تعبئة مفيدة لصالح سعيد.

واستهدف هؤلاء المتصيدون عبر الإنترنت خصوم سعيد، من خلال حملة نزع الشرعية والتضليل، وسط حراك 25 يوليو الشعبوي، للمطالبة بتعليق الديمقراطية الوليدة في البلاد بشكل مؤقت.

ورُصدت عينات من الهاشتاغات التي استخدمت في الحملة المنظمة، منها: «كلنا قيس سعيد، ولا خوف لا قوة الرعب ملك الشعب، وأنصار قيس سعيد، الشعب يريد، و#Nous_sommes_tous_Qais_Saeed كلنا قيس سعيد، ولا للحوار نعم للمحاسبة، وأوفياء قيس سعيد، وفخامة الرئيس قيس سعيد».

وكان المسؤولون عن صفحات الفيسبوك للذباب الإلكتروني فعالون للغاية، واختاروا المفردات بعناية، ليخدموا «نفسية» الشباب الساخط والغاضب.

وأوضح التقرير: «لقد استخدموا لغة كانت جزءا من لغة الناس العاديين اليومية، لقد جعلت هذه الحملة حراك الإنترنت في الفترة من 12 إلى 25 يوليو تستغل مشاعر السخط والغضب المكبوتة، لتقديم شخصية قيس سعيد، على أنه منقذ وطني، ورمز للناس».

وأفاد بأن مديري ومستخدمي صفحات الفيسبوك أتقنوا المفردات المتكررة، بما في ذلك الشتائم المتكررة المستخدمة ضد الشخصيات المستهدفة (شخصيات النهضة والكرامة، والمشيشي) والمؤسسات (البرلمان، والحكومة).

بالإضافة إلى الشتائم، تم استخدام أشكال مختلفة من التصيد لجذب انتباه الجمهور، وإثارة الكراهية العامة ضد البرلمان والحكومة، من خلال إعادة تفعيل المصطلحات التي كانت على وشك النفاد، مثل إخوانجية، وهو تشويه لكلمة الإخوان، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.

ثانيا: شاركوا في وضع وصمات مهينة شائعة مثل «مخبر» عن المشيشي، و«السفاح» عن الغنوشي، التي لعبت على الصور النمطية للإسلاميين.

وثالثا: الترويج للخوف، لتخدم الحملة ما هو مذكور في المادة 80 من الدستور، والتي كان الرئيس قد استند إليها في 25 يوليو مبررا لإجراءاته الاستثنائية على أساس «الخطر الوشيك» الذي لا يزال مصدره غامضا.

ورابعا: التشويه للبرلمان والحكومة.

وخلص التقرير إلى أن حراك الفيسبوك لم يكن بريئا بل موجها، ولصالح إجراءات سعيد، لتقديم الأخير على أنه شخصية «شفافة» و«نظيفة»، مقابل تشويه خصومه، والبرلمان والحكومة، ليكون ما جرى أكثر من مجرد رد بسيط على الغضب الشعبي العفوي.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023