شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

في الذكرى الـ55.. حقائق وأرقام حول نكسة 1967

تمر الأحد «5 يونيو»، الذكرى السنوية لحرب عام 1967، التي استمرّت 6 أيام، وما زالت تداعياتها مستمرة.

ويُطلق العرب على هذه الحرب اسم «نكسة حزيران»، أو «حرب الأيام الستة».

وخلال الحرب، وقعت صدامات عسكرية بين الاحتلال الإسرائيلي من جهة، وكل من مصر وسوريا والأردن والعراق من جهةٍ ثانية، وبمساعدة فنية من لبنان والجزائر والسعودية والكويت.

ومثّلت القضية الفلسطينية عنصراً أساسياً في الصراع العربي الإسرائيلي، الذي جسّدته هذه الحرب، إذ كانت الأراضي الفلسطينية التي لم تحتلّها «إسرائيل» عام 1948، تخضع آنذاك لإدارتين عربيّتَين، الأولى مصرية مسؤولة عن قطاع غزة، والثانية أردنية مسؤولة عن الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

في هذا الوقت، كانت منظمة التحرير الفلسطينية، التي تأسست عام 1964، تعمل من مخيمات اللجوء في دول الشتات، خاصة في سوريا ولبنان والأردن، وتقود عمليات فدائية ضد إسرائيل.

وبحسب كتابات سابقة للمفكر الفلسطيني عزمي بشارة، فإن «إسرائيل» احتلت منذ بداية هذه الحرب، وخلال 6 أيام، ثلاثة أضعاف مساحتها.

وكانت مساحة الأراضي التي احتلّتها «إسرائيل» في فلسطين التاريخية عام 1948، قد بلغت نحو 77%، أي حوالي 20 ألف كيلو متر مربع، من مساحتها الإجمالية البالغة 27 ألف كيلو متر.

**أسباب الحرب

تقول مصادر تاريخية وسياسية إن المستويات العسكرية الإسرائيلية كان لها دورٌ حاسمٌ في صناعة قرار حرب عام 1967، مع تهميش دور رئيس الحكومة آنذاك، ليفي أشكول.

وتضيف أن هذه الحرب، التي تبنّتها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، جاءت في إطار خطط توسّعية إسرائيلية في المنطقة، خططت لها قبل عام 1967، ودرست تنفيذها من خلال شنّ عمليات عسكرية في دول عربية.

في المقابل، ادّعت رواية الاحتلال أن الجيش بادر إلى المعركة لأهدافٍ دفاعية، بعد تقديره بوجود نوايا عربيةٍ هجومية من شأنها أن تشكّل خطراً وجودياً عليها.

وضغطت المؤسسة العسكرية لشنّ هذه الحرب مبرّرة ذلك بعدة أسباب هي:

قرار الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، في مايو 1967، بإغلاق مضائق تيران أمام الملاحة البحرية الإسرائيلية.

طلب القيادة المصرية في مايو 1967 بسحب قوات الأمم المتحدة من سيناء، وتحشيد الجيش المصري بأعداد كبيرة في المنطقة.

جهود التسلح التي بذلتها مصر منذ انتهاء حرب 1956، ودعمها لمنظمة التحرير الفلسطينية.

عودة التوتر على الجبهة الأردنية عام 1966 في أعقاب مقتل 3 جنود إسرائيليين بانفجار لغم، ما دفع إسرائيل لشنّ هجوم قاسٍ على قرية السموعي، شماليّ الضفة، تسبّب بمقتل 50 أردنياً، بحسب المصادر الإسرائيلية.

الهجمات الفدائية السورية على المستعمرات الإسرائيلية.

**اندلاع الحرب

في صباح يوم الـ5 من يونيو، لعام 1967، وجّه الاحتلال ضربة مباشرة لسلاح الجو في كل من مصر وسوريا والعراق والأردن.

وهدفت الضربة الأولى لإقصاء سلاح الجو العربي من المعركة، وضمان الاستفراد الإسرائيلي بالأجواء العربية لشنّ هجمات ضد القوات البرية والقواعد العسكرية.

وعلى إثر هذه الضربة، تم تدمير سلاح الجو في تلك الدول، لينتقل الجيش الإسرائيلي إلى المرحلة الثانية من خطّته المتمثّلة بقصف مواقع للمدفعية المصرية والسورية والأردنية.

تدمير مواقع المدفعية جاء لصدّ أي تقدّم عسكريّ عربي، على أيّ جبهة من الجبهات العربية المحاذية لها، فضلا عن رغبة إسرائيل في إخراج الأسلحة الثقيلة والاستراتيجية التي تملكها الجيوش العربية من المعركة.

كما دمّر الجيش الإسرائيلي، خلال الحرب، «منصّات مدافع مضادّة للطائرات تابعة للجيوش المصرية والسورية والأردنية».

وبحسب كتّاب إسرائيليين، فإن عشرات الطائرات العسكرية، شاركت في شنّ غارات مكثّفة على القواعد الجوية في الدول العربية، أوّلها مصر، إذ استهدفت أولا “مدرّجات الطيران، ومن ثم القاذفات بعيدة المدى، والمقاتلات النفّاثة، وآخر ما تم استهدافه كانت الصواريخ والرادارات والمنشآت الفنيّة”.

وبحسب مايكل أورين، وهو مؤرخ إسرائيلي، فإن الاحتلال ألقى على القواعد الجوية في الدول العربية، قنابل تزن الواحدة منها 180 رطلاً، تخلّف الواحدة منها حفرةً بعمق 1.6 متر وعرض 5 أمتار، و تحتوي فتائل متفجرة تستمر بالانفجار، وذلك لجعل هذه القواعد غير قابلة للاستعمال مرة أُخرى.

ويقول أورين إن «إسرائيل» ألقت على قاعدة واحدة في مصر نحو 100 قنبلة.

وبعد أكثر من نصف ساعة من بداية الحرب، خسر المصريون، وفق أورين، نحو 204 طائرات عسكرية، جرّاء الضربات المتتالية.

وعلى مدار الأيام الستة، توالت الضربات على الدول العربية، حيث دمّر الاحتلال خلالها، بحسب دراسات تاريخية، نحو 70 إلى 80% من العتاد العسكريّ العربيّ، فيما لحق الضرر بنحو 2 إلى 5% من عتادها العسكريّ.

**أسباب الهزيمة

بحسب دائرة الدبلوماسية والسياسات العامة، التابعة لمنظمة التحرير، فإن الهزيمة العربية في الحرب ترجع إلى عدة أسباب، أبرزها:

استخدام الاحتلال لعنصر المفاجأة في ضرب القوات العربية، الأمر الذي أفقد العرب توازنهم وتسبّب بخسائر فادحة في صفوف جيوشهم.

التفوّق العسكري الإسرائيلي، خاصة في سلاح الجو، والذي ساعدها في السيطرة على ميادين القتال في الجبهات المختلفة.

مساندة الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية للاحتلال عسكرياً واقتصادياً.

كما يضيف كتّابُ عرب إلى تلك الأسباب، سوء التقدير العربيّ بوجود نوايا هجومية لدى الاحتلال، فضلاً عن غياب خطط للانسحاب المُنظّم والجماعيّ، لحماية الجيش من الانهيار.

**نتائج الحرب

تشير التقديرات إلى أن ما بين 15 إلى 25 ألف عربيّ، قُتلوا خلال الحرب، وأصيب حوالي 45 ألفاً، في مقابل مقتل نحو 650 إلى 800 إسرائيلي، وإصابة ألفين.

وخلال الأيام الستة التي دارت فيها رحى الحرب، احتلّت «إسرائيل» الضفة الغربية وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء المصرية ومرتفعات الجولان السورية.

ووفق إحصائيات فلسطينية، ترتّب على «النكسة» تهجير نحو 300 ألف فلسطينيّ من الضفة وغزة؛ معظمهم نزح إلى الأردن.

وقال مؤرّخون إن الاحتلال نهب المناطق التي احتلّتها عام 1967، واستغلّت مصادرها المائية والاقتصادية، ما ساهم في دعم اقتصادها.

كما مثّلت المناطق التي احتلتها إسرائيل خلال الحرب، وفق مراجع تاريخية، مكسباً استراتيجياً مهماً على الصعيد الدفاعيّ حيث شكّلت حواجز طبيعية لحماية عمقها الأمني ضد أي هجمات عربية أو فلسطينية.

أما احتلال القدس الشرقية، فقد شكّل حدثاً تاريخياً ودينياً إسرائيلياً ساعدها في بسط سيطرتها على ما تسمّيه بـ«القدس الكبيرة» «تضم القدس الغربية والشرقية»، وذلك لأول مرة منذ بداية الصراع الفلسطينيّ الإسرائيلي.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد دشّنت الحرب مشروع تمدّد الاستيطان الإسرائيلي إلى الضفة وغزة، ورسّخت مبدأ «القوة» بالسيطرة على الأراضي الفلسطينية ونهب مواردها الطبيعية، بحسب المراجع التاريخية.

**الواقع الحالي:

انسحب الاحتلال من شبه جزيرة سيناء، بموجب اتفاقية السلام مع مصر التي تم التوصل لها عام 1979.

وفي عام 1994، توصل الاحتلال لمعاهدة سلام مع الأردن، وتم بموجبها التوصل لاتفاق على إعادة تل أبيب منطقة «الغمر» التي تقع في صحراء وادي عربة بمحافظة العقبة (جنوبي الأردن)، وتبلغ مساحتها 4235 دونما «نحو أربعة كيلومترات مربعة»، والتي تم احتلالها خلال حرب 1967.

لكنّ «تل أبيب» ما تزال تحتل باقي الأراضي العربية، وهي الضفة الغربية وغزة، ومرتفعات الجولان السورية.

وفي عام 1991، انطلق مؤتمر مدريد للسلام، برعاية الإدارة الأميركية، على أساس مبدأ «حل الدولتين»، الذي يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي الفلسطينية التي احتلتها «إسرائيل» عام 1967، وهي الضفة وغزة.

وفي عام 2002، اعتمدت الدول العربية مبادرة أطلقتها السعودية، عرفت باسم مبادرة السلام العربية، وتقترح إقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية وإسرائيل، إذا انسحبت من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، وقبلت بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مع إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.

لكنّ عملية السلام تعثرت، ولم تكتمل، جراء تنصل الاحتلال من مبدأ «حل الدولتين»، ورفضها مبادرة السلام العربية.

أما قطاع غزة «نحو 360 كلم» فقد انسحب الاحتلال من داخله، لكنها تحاصره، وتتحكم في حدوده البرية والبحرية والجوية.

 

الأناضول



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023