تشعر الجالية المسلمة في فرنسا بالقلق من احتمال وصول حكومة يمينية متطرفة لحكم البلاد، وذلك قبل أيام فقط من الجولة الثانية من الانتخابات العامة المبكرة، والتي حصل فيها حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف على المركز الأول في الجولة الأولى.
بعد أن قام الرئيس إيمانويل ماكرون، بحل البرلمان في 9 يونيو المنصرم، تشهد فرنسا عملية انتخابات مبكرة.
وفي الجولة الأولى منها التي أجريت في 30 يونيو، تصدر حزب التجمع الوطني النتائج.
وبعد أن جمع حزب التجمع الوطني وحلفاؤه أكثر من 33 بالمئة من الأصوات، يشعر المسلمون في البلاد بالقلق من إمكانية تشكيل حكومة يمينية متطرفة.
ويقول اليمين المتطرف منذ سنوات إنه يريد فرض حظر على الحجاب وذبح اللحوم الحلال خاصة في الأماكن العامة.
ومن ناحية أخرى، يؤكد ممثلو الجالية الإسلامية أنه لا ينبغي تقييد حريتهم في العبادة، وأنهم لا يريدون أن يصبحوا مواطنين “من الدرجة الثانية”.
وجرى عقد مؤتمر في المسجد الكبير في باريس تحت عنوان “من أجل الجمهورية، من أجل فرنسا”، حيث تمت مناقشة مكافحة صعود اليمين المتطرف قبل الجولة الثانية من الانتخابات.
وحضر المؤتمر مدير مسجد باريس الكبير شمس الدين حافظ، ومدير مسجد ليون الكبير كامل قبطان، وعضو المنتدى الإسلامي الفرنسي صادق بلوصيف، وعمدة ستينز عز الدين الطيبي، وممثلون عن العديد من المنظمات غير الحكومية.
ودعا حافظ، جميع المواطنين، بغض النظر عن معتقداتهم، إلى التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات العامة المبكرة المقرر إجراؤها في 7 يوليو المقبل.
وقال “في هذه الأيام الحاسمة لمستقبل فرنسا، نقف صامدين مع مشروع الوحدة الوطنية، والتمسك بالعقيدة والجذور التي لن ننساها”.
وأشار حافظ، إلى أن مشروع الجبهة الوطنية واللغة السياسية التي يستخدمها مبنيان على العداء والخوف من المسلمين.
وبيّن أن المسلمين لا يمكن أن يكونوا “كبش فداء” لمشاكل المجتمع، وأن هذه المشاكل تنشأ عن أسباب أخرى.
وقالت إحدى المشاركات في المؤتمر، وهي محاضرة فرنسية في العلوم الإسلامية تدعى فانيسا، للأناضول، إن اليمين المتطرف آخذ في الصعود في السنوات الأخيرة “دون أن يدرك الناس ذلك”.
وأوضحت فانيسا: “هذا يسبب الكثير من القلق، إن هناك أسبابًا مختلفة وراء تصويت المواطنين لليمين المتطرف، فبعضهم سئم من السياسيين، والبعض الآخر يعاني من الظروف الاقتصادية.
وأضافت: “كمسلمين، نشعر أننا هدف للعديد من خطابات المتطرفين اليمينيين”.
وقالت فانيسا إن زعماء اليمين المتطرف أعلنوا أنهم قد يغلقون 170 مسجدا، زاعمين أن لها “ميول متطرفة”، وسيحظرون الحجاب وذبح اللحوم الحلال في الشوارع.