أكد شيخ الأزهر أحمد الطيب، الثلاثاء، أن العدوان على قطاع غزة ولبنان كشف عن انفصام لدى الدول الكبرى، وأضاف أنه لو قدر للشعب الفلسطيني واللبناني أن يمتلك واحدًا بالمائة مما يملكه الكيان الصهيوني من سلاح وعتاد، ما جرؤ هذا المحتل على التعامل بهذا الشكل غير الإنساني.
جاء ذلك خلال استقبال شيخ الأزهر، القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، ووفد مجلس كنائس جنوب إفريقيا والكنائس الأميريكية برئاسة القس ماي إليس كانون المديرة التنفيذية لمنظمة “كنائس من أجل السلام في الشرق الأوسط”، والأسقف مالوسي مبوملوانا الأمين العام لمجلس كنائس جنوب إفريقيا؛ لمناقشة تأسيس تحالف القيادات الدينية للمطالبة بإقامة الدولة الفلسطينية.
وقال شيخ الأزهر في كلمته باللقاء، إن “القضية الفلسطينية والعدوان على غزة ولبنان كشف للعالم ظاهرةً جديدةً يمكن تسميتها بالانفصام السياسي”، بحسب بيان صدر عن مشيخة الأزهر.
ولفت إلى أن “أبرز معالم ذلك الانفصام النفاق العالمي الذي تمارسه الدول الكبرى بالمطالبة بوقف العدوان على غزة والتباكي على شهداء غزة من الأطفال والنساء، وفي الوقت ذاته التصميم المستمر على تصدير السلاح والمتفجرات، ودعم الاحتلال الإسرائيلي لمواصلة عدوانه الإرهابي، وقتل المزيد من الأبرياء”.
وأشار إلى أن “هذا النفاق العالمي يذكرنا بالمثل العربي عن المجرم الذي يقتل القتيل ثم يمشي في جنازته لتقديم واجب العزاء”.
ولفت إلى أن “هؤلاء الذين يمارسون هذا النفاق العالمي من صنَّاع القرار السياسي العالمي؛ لا يريدون بحال من الأحوال تحقيق سلام عادل، أو نصرة المستضعفين في غزة ولبنان”.
من جانبه، أعرب القس أندريه زكي، وفق البيان، عن تقديره للدور الريادي لشيخ الأزهر في تعزيز الحوار بين الأديان.
وأضاف: “رسالتنا كقادة دينيين هي الدعوة إلى السلام والتسامح، والعمل معًا من أجل إنهاء الظلم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني، ولا بد من استمرار التواصل والتنسيق بين القيادات الدينية حول العالم فيما يتعلق بالقضايا التي تؤثر على الإنسانية جمعاء”.
من جانبهم، أكد أعضاء وفد كنائس جنوب إفريقيا سعادتهم بلقاء شيخ الأزهر، و”تطلعهم لدعمه في إقامة تحالف قادة الأديان لإقامة الدولة الفلسطينية، وتكوين جبهة دينية ممثلة لمختلف الأديان” بحسب ذات البيان.
ووفق البيان فإن هذه الجبهة بحسب تأكيد الوفد تسعى إلى “المطالبة بوقف العدوان على غزة ولبنان، والتصدي لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في قتل الأطفال والنساء والرجال، وتدمير البنى التحتية والمنازل ودُور العبادة في غزة، وفرض الضرائب على المساجد والكنائس في الضفة الغربية بغرض تشديد الرقابة عليها ضمن سياسات التهويد التي يمارسها في فلسطين”.
كما أكد الوفد أن الهدف الأساسي لإقامة التحالف هو “التصدي للسياسات الجائرة على حقوق الفلسطينيين، التي تمثل تحديًا كبيرًا في مسيرة وقف العدوان على غزة ولبنان”.
يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يشن منذ 23 سبتمبر المنصرم أعنف وأوسع هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله؛ ما أسفر حتى صباح الثلاثاء عن سقوط 1073 شهيدا و2955 جريحا، وفق بيانات السلطات اللبنانية .
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي حربا مدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، وخلّفت أكثر من 137 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.