بعد ساعات قليلة من الفيديو الذي بثه تنظيم الدولة الإسلامية بذبح 21 مصري على شاطئ طرابلس، شن الجيش المصري غارة جوية على مراكز مواقع بمدينة درنة الليبية، مما أسفر عن مقتل 7 بينهم 3 أطفال وامرأتين وإصابة 17 جميعهم مدنيون.
لفت نظر المحللين قصف درنة من منظور جغرافي، فالمدينة واقعة شمال شرقي ليبيبا بالقرب من الحدود االمصرية الليبية بالرغم من أن قتل المصريين كان في طرابلس بالقرب الحدودو الليبية مع تونس والجزائر.
وتعرف درنة بأنها معقل المعارضة الإسلامية في عهد القذافي، وبعد قتل القذافي، تحولت المدينة لنقطة تجمع والتقاء أعضاء الكثير من الجماعات الإسلامية المسلحة في ليبيا، وهي أول مدينة ليبية تبايع تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) علانية، حيث شهدت أول استعراض عسكري لقافلة سيارات تابعة للتنظيم الدولي في ديسمبر من العام الماضي، وتمثل نقطة انطلاق وتوزيع رئيسية لمقاتلي داعش في ليبيا.
ومن منظور سياسي، فدرنة تقع بالقرب من طبرق ومن البيضاء، والمدينتان تعتبران مقرات مجلس النواب الطبرقي والحكومة المعترف بها دوليًا بقيادة الثني والمتحالفة مع حفتر، لذلك فدرنة بشكل واضح تدخل في المناطق الرئيسية والحيوية التي يسيطر عليها جماعات إسلامية مسلحة معادية للتحالف الإقليمي الذي تقوده مصر بشكل غير مباشر.
تضرب رئاسة الأركان العامة (بقيادة حفتر) في ليبيا حصارًا على المدينة، طوق أمني يجلب اشتباكات مستمرة ومتجددة بين التنظيمات المسلحة التي تسيطر على المدينة وبين قوات مجلس نواب طبرق، آخرها كانت في يناير الماضي حيث حاولت عناصر مقاتلة من تنظيمات درنة المجتمعة تحت اسم (مجلس شورى مجاهدي درنة) اختراق الطوق الأمني لتنشأ معركة تسببت في مقتل ثلاثة عشر شخصًا على الأقل وإصابة خمسة عشر آخرين من الطرفين، ثم أخرى في أول الشهر الجاري كانت نتيجتها أحد عشر جنديًا قتيلًا من قوات رئاسة الأركان على يد (داعش) كما صرح حينها محمد بزازة المتحدث باسم الحكومة الليبية.
وتعتبر درنة -وفقا لتقرير نشرته ساسة بوست- هي من الأماكن الرئيسية الآن لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا على الرغم من وجوده في سرت (مكان اختطاف المصريين) ووجوده في بني غازي وطرابلس بشكل أقل.