يعانى المواطن المصرى بجميع فئاته، معاناة شديدة وسط تجاهل كبير من الحكومة، إلا أن أكثر تلك الفئات معاناةً، هم العمال وأصحاب المعاشات الذين لا يطلبون سوى حياة كريمة ومأكل ومشرب مناسبين، لا يفكرون في معاني الحرية كما تفكر الطبقة المثقفة، إلا أنهم عندما يغضبون لا يقف أمامهم أي عائق سوى الموت.
ففى عام 2011 ثار عمال الغزل والنسيج وقاموا بأكبر إضراب، ومزقوا صور الرئيس المخلوع حسني مبارك، وكان لهم دور كبير فى ثورة 25 يناير .
لم يختلف الأمر كثيرًا فى عهد الرئيس محمد مرسى بعد ثورة 25 يناير، إذ قامت الثورة المضادة بافتعال الأزمات، وكان للعمال نصيب من التظاهرات من أجل الحصول على المأكل والمشرب.
أما في عهد قائد الانقلاب العسكري، عبدالفتاح السيسي، وعلى الرغم من أن جميع مؤسسات الدولة تعمل مع حكومته، إلا أن معاناة العمال موجودة وسط ترقب وخوف من اندلاع ثورة الجوع.
أصحاب المعاشات
“خدوا المناصب والمكاسب وأعطونا الطعام”، شعار يرفعه أصحاب المعاشات الذين قاموا بتنظيم أكثر من وقفة احتجاجية للمطالبة بالحد الأدنى للأجور طبقًا للمادة 17 من الدستور، والفروق المالية للعاملين الذين أضيروا أثناء خروجهم على المعاش المبكر من القطاع الخاص، وفرق علاوة 2007 و2008 ، وتحسين الرعاية الصحية ومجانية المواصلات، ووضع المليارات الخاصة بأصحاب المعاشات فى بنك لتصرف على مشروعات صغيرة للشباب، مما يعود بالخير على الجميع، بحسب ما اقترحه النقابي السابق محمود خيري زكي الطهطاوي.
من جهته قال ممدوح سعد محمود – أحد المتضررين من الحوامدية – بأنه يقبض معاشًا قدره 520 جنيهًا، منذ مايقرب من 34 سنة، وتابع “أنا عايز المعاش يوصل الحد الأدنى فقط 960 جنيهًا مش عايز أكثر من كده”
.
وعلق محمود العوام، “أصحاب المعاشات لديهم 600 مليار من أيام بطرس غالي، الفلوس دى راحت فين؟، عندنا أولاد في الجامعات عايزين يتعلموا، هنعملهم منين؟”.
” ارحم الشعب يا سيسي ارحم الغلابة، اللي جابوك رئيس جمهورية”،هذا ما قاله رؤوف محمد أحمد، عضو اتحاد عمال مصر بالإسكندرية، مضيفًا “الظلم انتشر في الدولة، أين قضاء مصر؟ أين رئيس الجمهورية من الفساد اللي بيحصل في المعاشات؟”.
وكان تعقيب السيد مغازي محمد، عضو بنقابة اتحاد المعاشات، أن أصحاب المعاشات مر عليهم خمس حكومات للمطالبة بحقوقهم ولكن مازالت المعاناه مستمرة، مضيفًا “لقد وعدت يا سيسي في بداية حكمك بالعداله الاجتماعية، ولكن لم نر أي عدالة حتى الآن، والغلاء في عهدك زاد، والحمل علينا بقى كتير”.
عمال “القابضة” لاستصلاح الأراضي الزراعية
“يارئيس الحكومة اعتبرنا كلاب وأسال فينا”، شعار لـ1700 عامل بالشركة القابضة، لم يتقضوا رواتبهم منذ عشرة شهور، ويتسولون بالشوارع ولا استجابة لهم من الشركة القابضة لاستصلاح الأراضي الزراعية، ولا وزارة الزراعة، ولا مجلس الوزراء، ولم يعرفوا لمن يلجأون من أجل حل مشكلاتهم.
محمد جمعة علي عيد، يعمل لحام فى الشركة القابضة منذ عام 1990، ولم يتقاض راتبه منذ عشرة شهور، يقول “ياريس أنا عايز أأكل ولادي عيش ومخلل ياريس، بس مش عايز أكثر من كده، حسبي الله ونعم الوكيل.. أنت تحت وربنا فوق” .
ولم يختلف حال عصام أحمد سراج الدين، أحد العاملين فى الشركة القابضة، عن محمد، فهو أيضًا لم يتقاض راتبه منذ عشرة شهور، مضيفا “السجن فى انتظارنا بسبب القروض ومحدش معبرنا ولا سأل فينا.. وسلمنا أمرنا لله”.
رافت عصام أكد بأن رئيس الوزاء وعد بحل مشاكلهم ولكن لم يتم تنفيذ أي وعد، مضيفًا “مفيش رجالة وراك يا محلب، أنا بمد إيدي للناس عشان أأكل ولادي”، فيما صرخ خالد منصور “حرام اللى بيحصل فينا.. احنا مش هنرجع لحد مايتم تنفيذ مطالبنا، ومعانا البنزين هنولع فى نفسينا لو محدش رد علينا”.
حاولت “رصد” الوصول إلى المسئولين لسماع تعقيبهم على ذلك، إلا أننا وجدنا الأبواب مغلقة في وجوهنا، أو كان الرد بالاستعلاء، وأن كل هذا كذب وافتراء، وأنه لاتوجد أي مشاكل.