لم يقتصر هجوم مراكز الأبحاث اليمينية الأميركية المتطرفة، والوسائط الإعلامية القريبة منها، على الإسلاميين فحسب، بل طاول هذا الهجوم الدين الإسلامي، وأتباعه الموصوفين بالإرهاب من تلك المراكز، وهو ما يطلق عليه “الإسلاموفوبيا”.
اللافت أن ثمة علاقة بين تلك المراكز والوسائط الإعلامية وعبدالفتاح السيسي، إذ أنها دائمة الثناء والمديح عليه، حتى وصل الأمر إلى تشبيهه بالمجدد الديني المسيحي، “مارتن لوثر” (1483-1546) الذي حارب صكوك الغفران في الكنيسة الكاثوليكية، وقاد الثورة الدينية في أوروبا.
في هذا التقرير الإستقصائي، تكشف “رصد” العلاقة بين نظام السيسي والمراكز اليمينية المتطرقة والمعادية للإسلام، دائمة المديح والثناء على النظام، والذي يستقبل ما تروجه بحفاوة بالغة، ليتم ترويج هذه الرسائل الإعلامية، من قبل الأذرع الإعلامية المؤيدة للسيسي وتتناقلها صفحات الـ”فيس بوك” الداعمة للنظام، في منظومة متناغمة من الدعاية والتلميع والترويج للنظام المصري.
1 – جيت ستون انستتيوت Gatestone institute
دأب مركز دراسات “جيت استون” على مهاجمة وانتقاد الإسلام ووصفه بالإرهاب والترويج للإسلاموفوبيا؛ وكان أحدث موضوعاته بتاريخ 4-10-2015 قد جاء بعنوان “الرق الجنسي حقيقة مؤكدة في الإسلام” إذ ادعى المركز اليميني أن تعاليم الإسلام تقول بأن غير المسلمين من ذوي البشرة البيضاء هم حقراء، ونساؤهم فاسقات، وهو ما يجعل المسلمين يكرهون غير المسلمين، واتهم المعهد المسلمين بنشر الإسلام بحد السيف.
نقيس على ذلك جميع نتائج البحث التي تظهر عند كتابه إسلام باللغة الإنجليزية و عددها 21000 نتيجة بحث تدور كلها تقريبًا على شاكلة الموضوع أعلاه .
ويقابل تشويه المعهد اليميني للإسلام عبر الادعاءات الكاذبة، كيل المركز للثناء على السيسي وسياسته واعتباره المنقذ والمخلص، فيما يقوم الإعلام المصري بدوره بتسليط الضوء على إنتاج المركز ومقالاته، التي يصدرها لإيهام القارئ بأن الرأي العام العالمي وقادة الفكر في الغرب مؤيدون للسيسي، وبمجرد البحث داخل الموقع بكلمة “سيسي” تجد ما يقرب من 400 موضوع جميعها تأييد له ولسياساته، فبتاريخ 14-2-2015 نشر المركز مقالًا بعنوان “عبدالفتاح السيسي بطل الشرق الأوسط” وهو ما احتفت به الصحف المؤيدة لنظام الثالث من يوليو، لدرجة أن بعضها وضع الخبر في صدر صفحتها الأولى، مثل “اليوم السابع”، و”المصري اليوم”، و”روزاليوسف”، و”الوطن”.
2 – منتدى الشرق الأوسط – Middle East forum
لا يختلف توجه منتدى الشرق الأوسط كثيرًا عن “جيت ستون انستتيوت”، وهو مركز أميركي أسسه دانيال بابيس الذي تعرفه موسوعة “ويكيبيديا” بأنه “باحث متخصص في نقد الإسلام، ومدير مركز منتدى الشرق الأوسط وكذلك مؤسس كامبس ووتش وهي منظمة مثيرة للجدل تدعي نقدها للدراسات المتعلقة بالشرق الأوسط، لكن الكثير من المثقفين والباحثين يصفونها بأنها منظمة لمضايقة الباحثين والعلماء الذين ينتقدون إسرائيل”.
ولم تكتف صحيفة “الوطن” بنشر ما قاله المستشرق ريموند ستوك، أحد أبرز الباحثين في المركز اليميني “جيت ستون انستتيوت”، بل أجرت حوارًا معه نشره المركز باللغة العربية على موقعه بشبكة الإنترنت.