اتهم عدد من الإعلاميين والقضاة، الأجهزة الأمنية بالتقصير في حماية القضاة في سيناء، بعد حادث العريش أمس، والذي راح ضحيته 7، بينهم قاضيان وأربعة من رجال الشرطة.
وشن عدد كبير من الإعلاميين هجومًا حادًا على الأجهزة الأمنية؛ بسبب فشلها في حماية القضاة، في الوقت الذي دافع فية البعض عن الأمن مما تسبب في نشوب مشادة بين الإعلامي عمرو أديب وخالد صلاح، رئيس تحرير جريدة “اليوم السابع”؛ بسبب انتقاد الأخير للتقصير الأمني.
غضب القضاة
وكشفت مصادر قضائية مطلعة لوسائل إعلام مصرية، أنَّ حالةً من الغضب سادت بين مئات القضاة الذين حضروا مراسم الجنازة صباح اليوم، فيما تحدَّث رئيس الوزراء مع قيادات الهيئات القضائية، التي حضرت الجنازة، مؤكِّدًا القصاص للشهداء، وحرص على تعزية أهالي الشهيدين.
وأبدى الكثير من القضاة غضبهم من ضعف التأمين وبطء نقل الضحايا والمصابين من العريش إلى المستشفيات في القاهرة والإسماعيلية، وحملوا الجيش والشرطة مسؤولية الحادث.
وقال القاضي طارق نجيب، أحد القضاة الناجين من الحادث، إن “الدم المصري مش رخيص، كيف لا توجد قوات أمنية كافية لتؤمن الفندق الذي يقيم فيه القضاة من الخارج”، متسائلًا -خلال اتصال هاتفي مع قناة “صدى البلد”-: “قوات الأمن داخل الفندق هتتعامل إزاي مع المهاجمين من داخل الفندق؟ المفروض التأمين يكون من بره، إزاي السيارة المفخخة وصلت إلى باب الفندق؟ وإزاي الانتحاري وصل إلى مطعم الفندق؟”.
وأوضح أنه لولا أن القضاة لم ينزلوا في تلك الليلة لتناول الإفطار في المطعم بسبب إرهاقهم لحدثت مجزرة كبيرة.
واختتم: “إحنا اللي بندي للإرهابيين الفرصة لقتلنا؛ لأننا معندناش تخطيط جيد للتأمين، ولا أمل نعطيه لأهالي سيناء، ولا يمكن أن تمر الأمور دون محاسبة؛ لأن الدم المصري ليس رخيصًا”.
عيسى يدعو الشرطة لمشاهدة الأفلام الأميركاني
انتقد الكاتب الصحفي، والإعلامي إبراهيم عيسى، تقصير الأمن في حادث تفجير فندق القضاة بالعريش قائلًا: “أدعو الضباط لمشاهدة الأفلام الأميركاني والتعلم منها والتفكير، لأن الإرهابيين يشاهدونها ويستفيدون منها”.
وأضاف -خلال تقديمه برنامج “مع إبراهيم عيسى” الذي يعرض على فضائية “القاهرة والناس”، أمس الثلاثاء- أن طريقة الأداء المصرية في مواجهة الإرهاب لا تختلف عن دول كثيرة في أنها تواجه الإرهابيين وليس الإرهاب، خاصة بعد مشهد حادث العريش ومشهد تونس أمس الثلاثاء.
وتابع “عيسى”: “مصر مخترقة من الوهابية ومؤسساتها الدينية فاشلة ولا أمل فيها، والفكر والعقيدة هي من تدفع الشخص لأن يكون إرهابيًا، وليس القمع أو الاستبداد أو الفقر كما يدعي البعض”، موضحًا أن إدارة الأزهر مصممة على الفشل، ولم يعد هناك أمل في المؤسسات الدينية على التغيير وتجديد الخطاب الديني.
واستطرد: “الدولة لا تواجه الإرهاب، بل تغذيه وتعتمد على شيوخ الفتنة في مواجه الإرهابيين والإرهاب”.
القرموطي
وأكد الإعلامي جابر القرموطي، أنه لا يوجد رصد أو خطة أو حماية كافية لهؤلاء القضاة، لافتًا إلى أن انتقاده ليس هجومًا على أجهزة الأمن وإنما حافز لتحديد الأمور إلى أين تسير.
وقال القرموطي -عبر برنامجه “مانشيت” المذاع على فضائية ONTV منفعلًا-: “اللي دخل الفندق دخل إزاي؟.. قولوا لنا وماتقوليش فرنسا ولا ألمانيا، عشان مش دي اللبانة اللي نقولها كل شوية.. المسألة مش كدا، الناس مش في الشارع، دا جوة الفندق اللي المفروض أن فيه حماية، ليه مافيش حماية كافية ولا خطط ولا رصد.. لا يا فندم ممكن نغير خططنا شوية والجهات المسؤولة فى العريش تشوف الخطط”.
وتابع: “من الممكن أن يكون هناك استهداف لأي مواطن مدني لأنه لا يوجد حماية كافية.. لكننا نتحدث هنا عن ناس بفندق المفترض أنه مؤمن وبه قضاة مستهدفون، مثلهم مثل رجال الداخلية والجيش.. يبقى لازم ناخد بالنا منهم والباقي ليهم ربنا.. حتى على الأقل في المكان اللي هما فيه.. نحن نمر بمرحلة تحتاج لإعادة نظر كل أسبوع.. ألم يدرك من خطط للحماية وقوع هذا العمل.. الخلل فين؟.. حققوا يا جماعة.. في خلل وحاجة مش مظبوطة.. أنا متنيل ومتهبب بسبب ما حدث”.
وأردف: “الناس دي بتعمل إيه؟ إيه الخطط اللي بيعملوها؟ معقولة 3 وعربية مفخخة و2 يخشوا وواحد يخش ومعاه سلاح آلي وحزام ناسف ويخش المطبخ وواحد يجيب طلقات نار ويضرب جوا الفندق، أمال الحماية كانت فين الحماية اللي اتكلم عنها وزير الداخلية إمبارح وهو بيدلي بصوته في الانتخابات.
لميس الحديدي
طالبت الإعلامية لميس الحديدي بضرورة إعادة التفكير في المنظومة الأمنية، وإرساء مبدأ “المساءلة والمحاسبة”.
وقالت لميس الحديدي -خلال تقديمها برنامج “هنا العاصمة”، على فضائية “سي بي سي”-: “هذا ليس أول استهداف للقضاة في شمال سيناء، لكنه ثاني استهداف، الاستهداف اللي فات مكنش وقت الانتخابات، لكن كان القضاة رايحين يقوموا بعملهم ومعاهم قضايا، و3 وكلاء نيابة استشهدوا في عملية مشابهة وتم استهداف سيارتهم واستشهد السائق أيضًا معهم”.
وأضافت “لا بد من إعادة التفكير في التأمين، إعادة التفكير في منظومة الأمن، احنا عارفين إن القضاة مستهدفين، عارفين إن في مشكلة، لازم يبقى فيه تأمين مش بس من قدام الفندق ولكن من الناحية الأخرى”، وشددت على ضرورة إرساء مبدأ المحاسبة.
وتابعت: “لازم نسأل نفسنا، هل قمنا بكل واجبنا؟، هل عملنا أقصى ما يمكن؟، ليه المدرعات والمجنزرات مشيت؟، ليه التأمين خف؟ هل دا حصل فعلًا؟ دا سؤال لازم القوات تسأله من أعلى حد في القوات المسلحة وقوات الشرطة، السؤال ده لازم يتسأل ومنخفش إن احنا نسأله ومنخفش ان احنا نحاسب، لازم نحاسب ونعلن ان احنا حاسبنا، دمنا غالي مش لازم يبقى رخيص بالشكل ده”.
خالد صلاح
وقال خالد صلاح، رئيس تحرير صحيفة “اليوم السابع”، إن الأداء الأمني في حادث العريش الأخير كان ضعيفًا، مؤكدًا أن الجيش والشرطة فشلا في تأمين القضاة.
وأعرب صلاح -خلال برنامجه على قناة “النهار”، مساء الثلاثاء- عن انزعاجه وأسفه لوقوع مثل هذا الحادث، على الرغم من تأكيدات أجهزة الأمن الاستعداد التام لمواجهة أي عملية إرهابية تستهدف القضاة أثناء الانتخابات.
ووجه انتقادات حادة للأمن، بقوله: إن القضاة قتلوا على الرغم من أنهم كانوا في حماية الأمن، مضيفًا “عيب في ظل هذا التأهب يحدث اختراق رخيص لهذه الدرجة”.
وطالب صلاح أجهزة الأمن والأجهزة السيادية بفتح تحقيق عاجل في الحادث، ومراجعة خطط التأمين، وكشف الثغرات والأخطاء التي أدت لوقوع هذه المجزرة، ومنع تكرارها مستقبلًا.
كلام “صلاح” تسبب في مشادة حامية وتبادل للشتائم والفضائح على الهواء بين الإعلامي عمرو أديب وخالد صلاح؛ حيث اتهمه أديب بإضعاف الروح المعنوية لرجال الأمن، فيما رد صلاح بأن أديب يزايد على وطنيته لأسباب شخصية.
وهاجم الإعلامي عمرو أديب، “صلاح” بقوله: “اللي ميشوفش يبقى أعمى القلب مش العنين، إنت مبتشوفش يا خالد؟ حرام عليك يا راجل، يا أخي نخلي عندنا دم، نحس بقى يا أخي، البلد مش مستحملة خالص، يا أخي عيب والله، مش عارف إنت بتعرف تقرأ ولا لأ”.
وأضاف أديب، خلال برنامج القاهرة اليوم، على قناة اليوم، مساء أمس الثلاثاء: “يا أخي عيب كده يا خالد، لازم يكون في حدود عن كده، الإرهاب مستني ده، عيب يا حبيبي، متكبروا بقى يا جماعة، البلد مش مستحملة، هو في أكتر من كده، نعمل إيه يا أخي، حتى الموقع بتاعك معندهمش مسئوولية وحطين لك صورة وإنت بتضحك، فين المهنية، بلاش حتى يا أخي في يومها تهاجم”.
ورد عليه “صلاح”: “إنت مش واخد البرنامج لحسابك وأنا من حقي أرد ومتزايدش عليا في الوطنية وإحنا لازم نواجه أخطاءنا، ولو كل واحد فينا مسك للتاني مش هنخلص، وفرنسا تم انتقاد فيها الأمن بعد واقعة هجمات باريس”.
واستطرد صلاح في الرد على أديب: “أنا من حقي أرد قانونيًا ومهنينًا، وأنت واخد الهواء بمزاجك، والمفروض الاحتياطات الأمنية تكون أقوى من كده والطرح كده ميضيقش أي واحد وطني، ولو مش عاجبك طرحي براحتك وده مش ضد الأمن”.
وانفعل أديب: “أنت بتفهم حاجة في المهنية يا أخي”، ليرد عليه “صلاح”: “لا كده مش هقبل كلامك وهفهمك غلط، ومفروض التدابير الامنية كانت تبقى أكتر من كده على الفندق اللي حدث فيه التفجير”.
واستمر عمرو أديب منفعلًا: “إنت حاطط صورة ليك في الموقع بتاعك وأنت بتضحك يبقى اتكلم عن المهنية، مش عارف أنت أزاي رئيس تحرير موقع كبير”.
وردّ خالد صلاح: “ده تجاوز وخروج على الأدب وقلة أدب وغير مقبول”، ليعقب عليه أديب: “قلة أدب تقبلها ولا متقبلهاش بلا قرف بقا تعبنا منكم البلد مش ناقصة ومتخلناش نتكلم عن علاقتك بخيرت الشاطر بقا”.