يعاني أطفال سيناء من الحرب التي يشنها الجيش المصري هناك، مثلهم مثل باقي السكان، حيث قُتل الكثيرون منهم وأصيب كثيرون، مع تحول قراهم إلى مناطق حرب، كما تعرضوا للتعذيب ووضعوا في ظروف غير إنسانية رهن احتجاز الجيش، وقاسوا من انعدام المساعدات الإنسانية وعدم كفاية الرعاية الطبية.
وارتكبت قوات الجيش المصري انتهاكات موسعة لحقوق الإنسان ضد السكان المدنيين بشكل عام”حسب تقرير للمرصد المصري للحقوق والحريات”، غير أنها قامت أيضاً بتبني سياسات وممارسات استهدفت الطلاب ومدارسهم، من اعتقال لهم وتدمير مؤسساتهم التعليمية بالقرى والتجمعات بشمال شرق سيناء تحديدا حيث القرى الجنوبية لرفح والشيخ زويد.
ونفذت قوات الجيش في مناطق العمليات العسكرية خروقات واضحة لقوانين الحرب إذ شنت هجمات برية وغارات جوية على مدارس لم تكن تُستخدم من قبل عناصر تنظيم “الدولة، كما نشرت قوات على بعض المدارس الأخرى كمدرسة جرادة شرق العريش، ومدرسة الماسورة برفح، فعرضت الطلاب للخطر وحرمتهم من حقهم في التعليم.
وأكد شاهد عيان “رفض الكشف عن اسمه” لشبكة “رصد” أن 4 مدارس ومؤسسات تعليمية وهي مدرسة الفيتات – ومعهد ابن سيناء بالمقاطعة – ودار الشروق بالتومة – ومدرسة أبو العراج تم تدميرها بالكامل بواسطة الجيش المصري حيث تم استهدف المدارس بالقصف المدفعي وصواريخ الطائرات، حتى إن من ينظر لها الآن سيعتقد أن زلزالا ضربها.
وقال “محمد محمود”، وهو أحد المدرسين في رفح، إن الجيش أقدم على قصف مدرسة الوفاق جنوب المدينة ومعهد الفاروق عمر بالماسورة وهدم 4 مدارس أخرى ضمن المنطقة العازلة بعمق 1000 متر وهي مدارس “رفح للتعليم الأساسي – الثانوية بنات – عباس العقاد الابتدائية – عباس العقاد الأعدادية”، ولم يتبق بالمدينة إلا 5 مدارس فقط.
ويروي “حسين عواد”، أحد المواطنين، شهادتها مؤكدا أن جميع المدارس جنوب مدينة رفح تم تدميرها بالكامل وهي مدارس “الوفاق – حق الحصان بسادوت – جوز أبورعد – المهدية – الفاروق عمر” وغيرها، والآن لم يعد يتوفر التعليم للأطفال والشباب إلا في 5 مدارس فقط داخل المدينة، متسائلا: “أين يذهب أطفالنا للتعليم الآن؟”.