أكد أحد الأطباء ممن يعملون مع المجتمع السوري-الأميركي الطبي، أنّ آلاف المدنيين الآن يقعون تحت خطر التجويع في المدينة السورية المُحاصرة “مضايا” من قبل قوات الجيش النظامي السوري، مشيرًا إلى أن مدنيي مضايا الواقعة على الحدود اللبنانية يتضاغون جوعًا حتى الموت، كما يُعاني الأطفال من سوء تغذية شديد بعد مُضي أسابيع من نقص الطعام.
وأخبر الطبيب خالد -الذي يُعرف فقط باسمه الأول- مُراسلي الـABC أن الأطفال حديثي الولادة يُعطون ماءً مُملحًا لعدم وجود حليب، وأوضح أن الأربعين ألف مدني ظلوا تحت الحصار لما يقرب من سبعة أشهر على يد قوات الحكومة السورية وميليشيات حزب الله.
وقال الطبيب خالد: “نحن بحاجة إلى الأطباء لمُساعدتنا، ينبغي على الأمم المُتحدة التدخل لرؤية البشر، يجب علينا الحصول على بعض المُساعدة والطعام في غضون 24 ساعة”، مضيفًا: “كُل يوم ينقضي يُكلفنا أرواحًا من الناس. أرجوك، يجب على المجتمع العالمي أن يتدخل بسرعة، أرجوكم تدخلوا سريعًا لإنقاذ أرواح البشر هنا!”
وأكّد المسؤول في منظمة الأطباء الخيرية أن الناس بالفعل يموتون بفعل الجوع في مضايا، وإذا لم يُرفع هذا الحصار في خلال الأسابيع القادمة، فإنهم يتوقعون المزيد من الوفيات، وأضاف: “بدون كشف هويته، لأنهم يعملون داخل المناطق المُحاصرة في مضايا، نحن قلقون بشأن تسجيل المزيد من الوفيات بسبب سوء التغذية او نقص الطعام”.
بينما أخبر المُقيمون داخل مضايا أن الذين حاولوا الخروج من هذا الحصار قُنِصُوا وقُتلِوا أثناء مُحاولتهم الهرب، كما نُصبت الألغام الأرضية حول المدينة لمنع الناس من المُغادرة.
قال الطبيب عمار غانم عضو من مجلس إدارة المُجتمع السوري- الأميركي الطبي الذي نشأ في مدينة بقرب مضايا ولازال يمتلك أسرته حيةً ويتواصل معهم بانتظام: “إن الذين يحاولون الهروب يموتون، والذين يبقون بالداخل يموتون كذلك!”، مضيفًا: “أُبلغنا بوجود جماعة أحرار الشام داخل مضايا، ولكن الناشطون الطبيون يُصرّون على أنه رغم أي شيء، فإن هذه ستظل حالة إنسانية”.
وأضاف: “وهو لا يصدّق أن هذا يحدث في القرن الحادي والعشرين، يقول:” إنني أفقد ثقتي في الإنسانية، لقد صارت مضايا سجنًا كبيرًا!”.