أكدت صحيفة “ناشيونال انترست” الأميركية، أن خطر تعرض تركيا لهجمات إرهابية ازداد بشكل كبير؛ وذلك بسبب الاضطرابات التي تشهدها المنطقة والدعم الروسي لحزب العمال الكردستاني بعد إسقاط سلاح الجو التركي لـ”السوخوي” الروسية.
وقالت الصحيفة “إن مهاجمًا انتحاريًا ينتمي إلى تنظيم الدولة قتل عشرة سائحين وأصاب خمسة عشر آخرين في إسطنبول يوم الثلاثاء الماضي، ويعتبر الهجوم هو الثالث الذي يقوم به تنظيم الدولة خلال الستة أشهر الماضية، لكن مشكلة الإرهاب في تركيا امتدت إلى ما هو أبعد من تنظيم الدولة؛ إذ بات لديها أعداء لا تعد ولا تحصى”.
وأضافت الصحيفة أن التفجير الأخير كان متوقعًا؛ إذ تغاضت تركيا عن اختراق الجهاديين لحدودها على مدار الأربعة أعوام السابقة كجزء من إستراتيجيتها الهادفة إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، والحد من قدرات القوميين الأكراد، مشيرة إلى أن تركيا أدركت الخطر مؤخرًا وبدأت في تصعيد إجراءاتها الأمنية لكن بعد أن سيطر الجهاديون على اثنين من المدن السورية الحدودية وأصبحوا قادرين على الوصول إلى عمق الأراضي التركية في إسطنبول وأنقرة، مؤكدة أن تنظيم الدولة ليس التهديد الإرهابي الوحيد لتركيا.
وتابعت الصحيفة: حذر الرئيس التركي من أن تركيا مهددة من القوميين الأكراد من حزب العمال الكردستاني “بي.كا.كا” وقوات الحماية الكردية الموجودة في سوريا المرتبطة بـ”بي.كا.كا” وحزب التحرير الشعبي الماركسي.
وأردفت: “هدد القوميون الأكراد الأمن القومي التركي لفترة طويلة، واعتراف تركيا بأن مشكلة الإرهاب لن تحل فقط بالطرق العسكرية وأطلقت “الانفتاح على الأكراد” في 2009 ومنح المزيد من الحقوق الثقافية للأكراد، ودخلت الدولة التركية في مفاوضات سلام مع الأكراد”.
واستطردت الصحيفة: “كانت هذه السياسات جزءًا من سياسة أكبر وهي “صفر مشاكل مع الجيران” المتبعة من قبل وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، وكانت تهدف إلى خلق علاقات أفضل مع جميع الدول المجاورة، لكن وبحسب الصحيفة فإن العلاقات المضطربة مع إيران وسوريا أسهمت في إنشاء حزب العمال الكردستاني لقواعد عمليات في هذين البلدين وأيضًا بالعراق، ونتيجة لذلك احتل القوميون الأكراد والجهاديون الإسلاميون مناطق متاخمة للحدود أي أنهم باتوا الجيران الجدد لتركيا”.
وختمت الصحيفة: “مع انحياز العدالة والتنمية التركي للإخوان المسلمين والجماعات المتشابهة معه فكريًا في سوريا، تجد تركيا نفسها على خلاف مع مصر وإسرائيل، بينما اختيار تركيا الإطاحة بالأسد دفعها إلى الخلاف مع إيران القوة الصاعدة في المنطقة، وروسيا القوة الصاعدة عالميًا، وأدى إسقاط الأتراك لـ”السوخوي” الروسية إلى دعم روسيا بكل ثقلها لقوات الحماية الكردية لتقويض المصالح القومية التركية، وأصبح إرهاب تنظيم الدولة الخطر الأكبر للأتراك بعد أن قتل عدد مدنيين أكبر من جماعة أخرى بما في ذلك حزب العمال الكردستاني.