أثار تقرير صادر عن مؤسسة “سي انتل” المتخصصة في تحليلات الملاحة البحرية، إلى أن الأسعار المنخفضة للنفط، تجعل سفن البضائع تتجنب دفع التعريفات المُكلفة لقناتي السويس وبنما، وتتخذ طريق رأس الرجاء الصالح بديلاً للعبور، للتخوف من زيادة تراجع قناة السويس، و أكد الخبراء أن العوامل المؤدية لانخفاض إيرادات القناة تزداد يومًا عن يوم.
وتوقع الدكتور رفعت رشاد نائب رئيس الاتحاد الدولى لجمعيات الملاحة البحرية، تزايد تراجع إيرادات قناة السويس، ولجؤ السفن للعبور من طرق أبعد، مقابل توفير تعريفة المرور من قناة السويس، لافتًا إلى أن الدولة حتى الآن لم تقدم مغريات تدفع السفن للعبور من قناة السويس مثل ما تفعله الامارات في ميناء دبي”.
وأضاف رشاد، في تصريح لـ”رصد”:” إن حركة التجارة انخفضت، وحرب اليمن زادات المخاوف وعمليات القرصنة تسببت في ارتفاع تكلفة الشحن التي تلزم وجود قوات تأمين على السفن لمواجهة أي هجوم مسلح.
وأشار رشاد إلى أن قناة السويس كانت تستلزم مشروع لوجيستي تنموي يقدم الخدمات وفتح حركة البيع بمحور قناة السويس وجعلها منطقة حرة، لكن ما حدث هو توسيع القناة لسفن في انتظار قدومها.
كما أكد العميد ربان حمادة عمران، أن حركة الملاحة بقناة السويس لم تعد كما كانت، فالأساس من حركة المرور بقناة السويس لا يتجاوز 9 % من حركة التجارة العالمية، ومع انخفاض أسعار النفط وزيادة تكلفة مرور السفن من قناة السويس، دفع جميع شركات التجارية لتحريك سفنها من خلال طرق أخرى.
وأبدى عمران في تصريح لـ”رصد” تخوفه الشديد من وجود تمويل أجنبى يمد هؤلاء اللصوص القراصنة بالمعونة لتنفيذ أعمال وأهداف إرهابية فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة فى الدول العربية، داعيًا إلى ضرورة النظر فى هذا الموضوع بعين الاعتبار، ومعرفة أسماء وأعلام الدول المرفوعة على السفن، حتى يتم التأكد من كونه مخططًا للنيل من المنطقة العربية أم لا.
ووفقًا لتقرير “سي انتل”، فإن استخدام طريق جنوب إفريقيا سيوفر (235) ألف دولار لكل رحلة بحرية، وهو ما يُعد دفعة قوية للناقلات التي تعاني من ضائقة مالية.
وبحسب التقارير الصادرة عن هيئة قناة السويس، فإن إجمالي عدد السفن التي تمر عبر القناة ارتفع بنسبة (2%) ليصل إلى (17.483) في العام الماضي، ومع ذلك انخفض عدد ناقلات البضائع السائبة وسفن الحاويات بنسبتي (5.7%) و(3.1%) على التوالي.
وأوضح تقرير المؤسسة:”أن الناقلات ذات قيمة لقناة السويس، فالسفن من آسيا إلى الساحل الشرقي تدفع 465 ألف دولار للعبور عبر القناة”.
وأضاف التقرير: “إذا أرادت القناتان تغيير اقتصاد اختيارات المسارات، يجب على قناة بنما تقليل الرسوم بنسبة (30%) تقريبًا، وقناة السويس بنسبة (50%) تقريبًا”.
وقال تقرير مؤسسة “سي انتل”:”إن قرار استخدام طريق جنوب إفريقيا، سيكون له تأثير بيئي أيضًا، بسبب زيادة استهلاك الوقود، حيث سيؤدي ذلك إلى زيادة مقدارها (6800) طن، من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل رحلة بحرية”.