كشفت وثيقة نشرها موقع “ويكيليكس” مسربة من بريد وزيرة الخارجية الأميركية “هيلاري كلينتون” عن الأسباب التي دفعت مصر للتدخل في ليبيا إبان الثورة على معمر القذافي.
قالت الوثيقة: على الرغم من أن الناتو اتخذ قرار التدخل في ليبيا، فإن الحكومة البريطانية تستخدم استخباراتها في مسعى لتملي ما سيتم فعله على كل من القذافي، والمجلس الوطني الليبي، وبينما تتواصل إيطاليا وفرنسا مع المجلس الوطني الليبي بشأن المساعدة الممكنة فإن بريطانيا قامت بعمل اتصالات مع أعضاء في حكومة القذافي من أجل حماية الموقف البريطاني في حال وقوع المتمردين في مأزق، وتعتقد هذه المصادر بأن انشقاق وزير الخارجية الليببي “موسى كوسه” إلى المملكة المتحدة جزء من هذه الجهود، كما يعتقدون أن ضباط المخابرات البريطانية في نقاش مع مساعدي سيف الإسلام القذافي فيما يتعلق بمستقبل العلاقة بين البلدين في حال وصوله إلى السلطة وتنفيذ إصلاحات.
وفيما يتعلق بالدور المصري، أضافت الوثيقة أن أحد المصادر الذي لديه قدرة على الوصول إلى أعلى المستويات في المجلس العسكري أكد أن المجلس العسكري المصري حول كامل اهتمامه إلى الشأن الليبي، وبشكل تقليدي فإن مصر لديها نفوذ قوي في منطقة برقة الواقعة شرق ليبيا، وأنها ستستغل الأزمة في إعادة السيطرة على الإقليم، بغض النظر عن بقاء “القذافي” في السلطة من عدمه، كما أن الانقسام السياسي في ليبيا يعطي مصر الفرصة لملء الفراغ في الشرق، وذكر مصدر دبلوماسي رفيع المستوى أنه منذ الأيام الأولى للأزمة دعمت الحكومة المصرية إلى حد ما قوات المتمردين عن طريق التدريب، والأسلحة، والطعام، واللوازم الطبية، وفي الوقت نفسه تحاول أن تنظم البنية السياسية في الشرق الليبي، بالإضافة إلى أن القوات الخاصة المصرية تخدم مع قوات المتمردين في الجزء الشرقي في ليبيا، وأكد ضباط رفيعو المستوى بشكل سري أن القوات المصرية مسؤولة عن العديد من النجاحات القتالية للمتمردين.
وذكرت الوثيقة أن العوامل التي تركز عليها مصر في نظام ما بعد القذافي كانت:
– تجنب أزمة لاجئين، ففي حال غزو قوات القذافي للشرق فإن مصر هي الجهة الأكثر منطقية للاجئين للنزوح إليها.
– سوق العمالة؛ حيث تعد ليبيا سوق مهمة للعمالة المصرية المتوقفة عن العمل، فوفقًا لوزارة القوى العاملة المصرية هناك 1.5 مليون مصري يقيمون ويعملون في مصر، وتأمل مصر في أن يكون النظام الجديد أكثر مرونة ومنفتحًا على دخول العمال المصريين.
– الإسلاميون المتطرفون.. بشكل تقليدي كان شرق ليبيا معقلًا للمجموعات الإسلامية المتطرفة بما في ذلك المسلحون المرتبطون بالقاعدة، وفي الوقت الذي نجح القذافي فيه في قمع الخطر الجهادي في ليبيا فإن الموقف الحالي يفتح الباب لظهور الجهاديين من جديد، كما أن مصر لديها مصلحة متزايدة في أن تراقب عن كثب الحركة الجهادية في الشرق.
– البترول، ومصادر الطاقة.. لدى مصر مصالح اقتصادية متزايدة في شرق ليبيا الغني بالنفط، وأي فرصة مباشرة أو غير مباشرة للوصول إلى مصادر الطاقة هذه سيزيد من ثروة مصر.
– النفوذ الإقليمي.. تسعى مصر إلى إعادة الدور الإقليمي لها في العالم العربي، ووفقًا لمصدر دبلوماسي حساس فإن الدبلوماسية المصرية تسعى إلى تعزيز مكانتها عن طريق الدفاع الشعب الليبي في مواجهة القذافي.