اقترب مرشح حزب العمال المسلم من أصل باكستاني، صادق خان، من حصوله على منصب عمدة لندن، وذلك بعدما أظهرت استطلاعات الرأي أن خان يتقدم بأكثر من عشر نقاط على منافسه المحافظ المليونير زاك جولد سميث.
وخان “45 عاما”، هو نجل مهاجر باكستاني كان يعمل سائق حافلة ونشأ في سكن حكومي، وعمل في البداية محاميًا في مجال حقوق الإنسان، قبل أن يصعد لمرتبة وزير في حكومة رئيس الوزراء السابق جوردون براون.
واتهم خان مرارًا أثناء حملته بدعم المتشددين الإسلاميين، إلا أن أنصاره دانوا تلك الاتهامات واعتبروا أنها تهدف إلى تشويه سمعته.
حاول زاك جولد سميث “41 عامًا” النائب عن حي ريتشموند السكني، على مدى أشهر ربط خان، بالمتشددين الإسلاميين، الاتهام الذي كرره رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أمام البرلمان.
وذهبت صحيفة “مايل اون صاندي” المؤيدة للمحافظين أبعد من ذلك حيث عنونت قبل أيام: “هل سنسلم فعلاً أروع مدينة في العالم إلى حزب عمالي يقول إن الإرهابيين إصدقاء؟”، وأرفقت العنوان بصورة لحافلة مدمرة من جراء الاعتداءات الإرهابية التي ضربت العاصمة البريطانية في 7يوليو 2005.
وقال خان: أنا فخور بأنني مسلم، ولندني، أنا بريطاني، لدي أصول باكستانية، أنا أب وزوج ومناصر لنادي ليفربول منذ زمن طويل، أنا كل هذا”.
وأضاف: العظيم في هذه المدينة هو أنك تستطيع أن تكون لندنيًا من أي معتقد أو بلا معتقد، ونحن لا نتقبل بعضنا فقط، بل نحترم بعضنا ونحتضن بعضنا ونحتفي ببعضنا، هذه إحدى المزايا العظيمة للندن”.
معاداة السامية
وكان خان قد واجه اتهامات بمعاداة “السامية”، إلا أنه حاول نفي ذلك قائلًا أنه لا يكن العداء لـ”إسرائيل”، حتى لا يلحق به ما لحق بالعمدة السابق كين ليفينجستون، والذي علقت عضويته في حزب العمال نهاية أبريل الماضي بسبب قوله إن هتلر “كان يؤيد الصهيونية”، وذلك في سياق دفاعه عن نائبة في حزب العمال علقت عضويتها بسبب تصريحات حول “إسرائيل”.
وتعرض حزب العمال في الانتخابات البرلمانية، التي أُجريت العام الماضي، لهزيمة ساحقة؛ لكنه في المقابل عزز مواقعه في العاصمة لندن. وكتب أمول راجان، رئيس تحرير صحيفة “إندبيندنت” : إذا انتصر صادق خان في لندن، فيمكنه أن يصبح أول مسلم رئيسًا للوزراء في بريطانيا”.
أما رئيس مجموعة دراسة مشاكل لندن من مدرسة لندن للاقتصاد توني تريفرز، فيشير إلى أن ما يخدم صادق خان هو استياء سكان لندن من المحافظين؛ حيث إن ممثلهم بوريس جونسون يشغل منصب العمدة منذ عام 2008، وإضافة لهذا، فإن سكان لندن يميلون عادة أكثر إلى حزب العمال.
ويراهن صادق خان على مساره العصامي الذي صعد به من حي متواضع إلى منصب رفيع في الحكومة البريطانية، ومعرفته بالمناطق المهمشة في لندن واحتياجاتها.
ويفتخر بعمل والده كسائق حافلة ، ووعد في برنامجه الانتخابي بتطوير نظام جديد لأجرة الحافلات.
أدلى سكان لندن أمس الخميس بأصواتهم لانتخاب العمدة الجديد، في كبرى العواصم العالمية، لندن ذات الـتسعة ملايين نسمة.