أثارت تصريحات النائب محمد كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أمس، بأنه لا يوجد أي محاذير في استقبال سفراء وممثلي الدول الأجنبية داخل المجلس، حتى وإن كان السفير الإسرائيلي، الجدل حول إعادة فتح الباب للتطبيع مع دولة الاحتلال الاسرائيلي مجددا بعد أزمة عكاشة
وأضاف عامر، في تصريح للمحررين البرلمانيين عقب لقاء اللجنة مع المستشار السياسي للسفارة الأمريكية بالقاهرة، أن استقبال السفرء الأجانب يأتي في إطار تنسيق الجهود، بما يخدم قضايا الأمن القومي المصري.
وأشار إلى أن استقبال البرلمان سفير أي دولة أو ممثلا عنها لا يتم إلا بموافقة رئيس المجلس.
واستنكر نبيل ذكي القيادي بحزب التجمع اليساري تصريحات النائب محمد كمال، قائلا: “ألم يتعلم كمال من واقعة توفيق عكاشة التي لم يمر عليها سوى شهور، فمجرد أن استقبل عكاشة السفير الإسرائيلي في منزله اشتعلت الأجواء السياسية والرأي العام ولم تهدأ حتى تمت إسقاط عضويته من مجلس النواب وغلق قناته وفقدان شعبيته بين أهل دائرته”.
وقال ذكي، في تصريح لـ”رصد”: “كمال أخطأ في إطلاق هذه التصريحات وإن كان يقصدها فسيعد الأمر بالكارثة إذ كل حين وآخر يظهر لنا عضو مجلس نواب يرحب بالتطبيع مع سفير الاحتلال الإسرائيلي الأمر الذي يفقد ثقة الشعب في هذا البرلمان”.
وكان توفيق عكاشة قد خرج على المصريين بتصرف أثار أزمة بعدها تم إسقاط عضويته من داخل البرلمان، حينما استقبل السفير الإسرائيلي في مصر بمنزله حيث تناولا العشاء سويًا، وخرج بعدها عكاشة مدافعًا عن موقفه ومؤكدًا أنه لصالح مصر مدعيًا أنه دعا إسرائيل للتدخل لدى إثيوبيا لحل مشكلة سد النهضة، كما أكد أنه طلب من إسرائيل بناء مدارس في مصر تعويضًا لمذبحة مدرسة بحر البقر في الشرقية التي قام بها سلاح الجو الإسرائيلي إبان حرب الاستنزاف.
ولم تنجح كل تبريرات عكاشة لموقفه في وقف سيل الاتهامات التي لحقت به لا سيما وأنه عضو في البرلمان، حيث اتهم بالتطبيع مع إسرائيل من قبل العديد من أعضاء البرلمان، وبدأت معاركه مع إعلاميين آخرين محسوبين على النظام أيضًا لكن يبدو أن من يحركهم جهة سيادية أخرى غير تلك التي ترعى عكاشة.
ولاقى عكاشة من المنتمين إلى الفكر الناصري اتهامات بالخيانة والعمالة بعدما أصر على صحة موقفه، متباهيًا بزيارته لإسرائيل أكثر من مرة، ففي أول رد فعل في البرلمان تعرض عكاشة لاعتداء بالحذاء من قبل أحد الأعضاء الناصريين “كمال أحمد”، ولم تقف ردود الأفعال عند هذا الحد بل تصاعدت مطالبات بإسقاط عضويته نهائيًا من البرلمان قادها النائب الناصري مصطفى بكري المعروف عنه موالاة النظام والذي لا يبتعد كثيرًا عن دائرة أذرع النظام الإعلامية المقربة من الجيش.
وصوت أعضاء مجلس النواب، على إسقاط عضوية النائب توفيق عكاشة، على خلفية استقباله للسفير الإسرائيلي بالقاهرة، بإجمالي أصوات بلغت 403 أصوات، وبذلك تم إسقاط عضوية عكاشة بعد أن وافق ثلثا أعضاء المجلس وفقًا للدستور.
وقد شهدت هذه الجلسة حضورًا مكثفًا لنواب البرلمان للتصويت على بند إسقاط العضوية عن النائب عكاشة الذي اشتهر بأوصاف كنائب التطبيع والخائن، على حد وصف الإعلامي مصطفى بكري الذي خاض المعركة ضده بشكل شخصي.