رغم الاحتفاء الكبير من أجهزة الدولة وإعلامها بتسلم مصر حاملة المروحيات “جمال عبد الناصر” من طراز “ميسترال” أمس وانضمامها للقوات البحرية المصرية، إلا أن  خبراء الاقتصاد يحذرون من أن هذه الصفقة  ستؤثر بشكل كبير على الاقتصاد في ظل نقص الاحتياطي النقدي  الأجنبي لمصر، ونقص الدولار، كما أنه وطبقًا لخبراء عسكريين كان يمكن تأجيل الصفقة.

النظام ينفرد بالقرارات

يقول الخبير الاقتصادي، ونقيب الصحفيين الأسبق ممدوح الولي: كان من الأولى بدلا من صرف المليارات على صفقات التسليح كان هناك العديد من الأولويات التي كان يجب أن يراعيها النظام، كالقرى التي تعاني الفقر في الرعاية الصحية والتعليم والقضايا الاجتماعية.

واضاف الولي لـ”رصد”: إن النظام ينفرد بالقرارات التي يتخذها، الأمر الذي ظهر في العديد من القرارات منها تفريعة قناة السويس، ومشروع المليون ونصف المليون فدان، وبالرغم من تحذيرات المختصين بأنها غير صالحة للزراعة وأن بها رخام، إلا أن النظام تجاهل تلك الحقائق.
وأشار الولي إلى أنه لا توجد جهة أو برلمان يراقب تلك القرارات أو يعترض عليها، بل إن النظام قام بوضعه أمام الأمر الواقع في القرض الروسي الذي يبلغ 25 مليار دولار.

أزمة اقتصادية وعجز في الموازنة

ويؤكد الدكتور أحمد حنفى، المحلل والخبير الاقتصادي، أن هناك أزمة سياسية اقتصادية مصحوبة بعجز بالموازنة العامة للدولة، لعدم وضع مجلس الوزراء خطط  تحدد مصير الشعب المصرى فى المشروعات الصغيرة صاحبة العوائد السريعة وتمويلها، بالموازنة مع تمويل المشروعات الضخمة التي يرجع عائدها على المدى البعيد للمواطنين.

وأضاف المحلل والخبير الاقتصادي، في تصريح صحفي أن الدولة تنقسم إلى قطاعات داخلية، فهناك القطاع الحربي وذلك يعتبر مستقل بذاته ويستمتع باستقلالية وله ميزانية اقتصادية خاصة به، وعليه التطوير المستمر والدائم به داخليًا وتلبية الاحتياجات الخاصة بعمليات التسليح للحفاظ على أمن واستقلال الدولة، ولكن من الميزانية الاقتصادية الخاصة بالقوات المسلحة وليست من ميزانية المواطنين.

وأشار الدكتور أحمد حنفي إلى أن المواطن المصري عليه أيضًا الشعور بنتائج المشاريع الضخمة لأن فى الوقت الحالي يعد الانفاق أعلى من الإيرادات مع توازن أزمة العملة وتضخم استهلاك السلع فى الأيام الرمضانية المقبلة التى ستؤدي إلى نفاذها، كما أن عائد المشاريع التى تنفذ على أرض الواقع على المواطن والدولة يكون على المدى البعيد.

ليس وقتها

 الخبير العسكري اللواء طلعت مسلم، قال إن حاملة  الطائرات” ميسترال”  إضافة كبيرة للجيش المصري، خاصة فيما يتعلق بنقل القوات من منطقة لأخرى بأقصى سرعة، كما أنها تزيد من قوة تسليح الجيش المصري وتساهم في رفع ترتيبه الدولي وكذلك حجمه بالمنطقة العربية.
 وتابع: لكن في الوقت ذاته لم تكن مطلوبة أو ضرورية في الوقت الحالي، وهناك أمور تكتسب أهمية أكثر منها حاليًا، لكن الخلافات بين فرنسا وروسيا حوّلت الصفقة لمصر بمباركة روسية، ووفق اتفاقات أبرمتها مع مصر.