شنّت الأجهزة التنفيذية والأمنية والمؤسسات الدينية في مصر، هجومًا حادًا على لعبة “بوكيمون جو”، وحذرت من أنها تخالف الشريعة الإسلامية، وتمثل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي للبلاد.
أصبحت “بوكيمون جو” اللعبة الأكثر شعبية في العالم قبل أقل من أسبوع من إطلاقها، وتحولت إلى هوس أصاب مئات الملايين من المستخدمين حول العالم، وتعتمد اللعبة على الخلط بين الواقع والخيال؛ حيث يطلب من اللاعب مطاردة مخلوقات البوكيمون باستخدام كاميرا الهاتف، عبر تحديد مواقعها بين الأماكن العامة والخاصة التي يتواجد فيها اللاعب.
حرام شرعا:
وانتقد الشيخ عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، اللعبة بشدة، وقال إنها هوس ضار بحياة الناس؛ حيث تجعلهم يسيرون كالسكارى في الشوارع يبحثون عن البوكيمون في المحلات التجارية وأقسام الشرطة والمصالح الحكومية وبيوت الناس، وربما دور العبادة.
وأضاف شومان، في تصريحات صحفية: “لا أعرف أين ذهبت عقول الأشخاص الذين يتبعون هذا الوهم حتى تجعلهم يعرضون حياتهم للخطر؛ سعيا وراء هذا العبث الملهي” ، بحسب ” عربي 21 “
وقال محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إن لعبة “بوكيمون جو” هي لعبة مكروهة؛ لأنها تضيع الوقت فيما لا فائدة منه، ومن الأفضل الإقلاع عنها.
وأضاف الجندي أنه إذا ترتب على ممارسة اللعبة إلحاق الضرر بالآخرين، أو التقصير في الواجبات الدينية مثل الصلاة، فإنها تصبح حرام شرعا.
وحذر عضو مجمع البحوث الإسلامية من أن مثل هذه الألعاب هي من صنع الغرب، الذي يصدرها إلى الدول العربية والإسلامية؛ لإلهاء شعوبها عن العمل والإنتاج، على حد قوله.
أما سامح عبد الحميد، القيادي السلفي، فأفتى بأن لعبة “بوكيمون جو” حرام شرعا، موضحا أن اللعبة تشتمل على محاذير شرعية، مثل نظرية النشوء والارتقاء التي نادى بها العالم الشهير تشارلز دارون، كما تشتمل على رموز وشعارات لديانات ومذاهب منحرفة ذات مدلولات خطرة، وتنشر الاعتقاد بأن هناك آلهة غير الله لها القدرة على الخلق والإحياء، وهو شرك بالله تعالى.
خطر أمني:
وعلق حسام القاويش، المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري، على انتشار لعبة “بوكيمون جو” بشدة بين الشباب، والقلق من أنها قد تشكل خطرا أمنيا على البلاد.
وقال القاويش، في مداخلة هاتفية مع قناة المحور، مساء الأربعاء، إن الحكومة تتابع بجدية هذه اللعبة، التي تنتشر بصورة كبيرة بين المواطنين، وإذا ثبت وجود خطر أمني منها فستتحرك الأجهزة للتعامل معها على الفور.
وأوضح أن هناك “أجهزة متخصصة” معنية بمتابعة مثل هذه الألعاب، وأن دورها يتمثل في التحقق من إمكانية تسهيل تلك الألعاب ارتكاب أعمال مخالفة للقانون، ووضع الآليات المناسبة للحد من خطورة هذه الألعاب.
تجسس:
من جانبه، حذر هاني الناظر، الرئيس السابق للمركز القومي للبحوث، من أن لعبة “بوكيمون جو” هي وسيلة سهلة لغاية التجسس، مناشدا مستخدمي الهواتف المحمولة عدم تحميلها أو لعبها”.
وأوضح الناظر، في تصريحات تلفزيونية، أن هذه اللعبة تتعرف بدقة على تفاصيل حياة الناس الشخصية، وعلى الأماكن التي يترددون عليها، وبالتالي يمكن جمع العديد من المعلومات والصور الشخصية والأماكن المختلفة، التي قد يتم توظفيها لخدمة أهداف استخباراتية، أو ابتزاز الأشخاص، أو استغلالها في أغراض غير أخلاقية .