أعلن الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي، اليوم الخميس، في بكين “انفصاله” عن الولايات المتحدة، الحليف التقليدي لبلاده، مؤكدًا بذلك تحولًا كبيرًا في اتجاه الصين.
وقال دوتيرتي خلال منتدى اقتصادي بعد ساعات على قمة مع نظيره الصيني شي جينبينغ: “أُعلن انفصالي عن الولايات المتحدة”، وقد أثار هذا التصريح عاصفة من التصفيق.
وتكرس زيارة الرئيس الفيليبيني إلى الصين تحسن العلاقات مع بكين التي كانت تشهد فتورًا في السنوات الماضية بسبب خلاف حول السيادة على جزيرة في بحر الصين الجنوبي.
وقال دوتيرتي إنه يريد “تأجيل هذا الملف إلى مرة أخرى” من أجل إعطاء الأولوية للتعاون الاقتصادي، وأضاف للتلفزيون الصيني أنه يريد “مساعدة” من الجارة الكبرى في هذا المجال، وأوضح خلال خطابه مسؤولين صينيين، أنه أصبح مؤيدًا لـ”تياركم الفكري، وربما قد أذهب إلى روسيا للحديث مع “الرئيس فلاديمير بوتين” لأبلغه بأننا ثلاثة في وجه العالم- الصين، الفلبين، وروسيا”.
وقال البيت الأبيض من جانبه، ظهر اليوم الخميس، “إنه لم يتلق طلبًا من مانيلا بشأن العلاقات بين البلدين”.
ويأتي هذا التطور غداة مظاهرة أمام السفارة الأميركية في العاصمة مانيلا، شارك فيها نحو ألف متظاهر للمطالبة بإنهاء الوجود العسكري الأميركي في البلاد.
وأطلقت الشرطة الفلبينية الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، فيما أظهرت لقطات تلفزيونية سيارة دورية تابعة للشرطة وهي تصدم متظاهرين بعد محاولة للاعتداء عليها.
والفلبين كانت من أقرب حلفاء واشنطن في آسيا، وتربط البلدين معاهدة دفاع مشترك، ولكن منذ تولي دوتيرتي منصبه نهاية يونيو، أحدث الرئيس دوتيرتي انقلابًا في سياسة بلاده الخارجية عبر التقرب من الصين وروسيا، ويلاحظ مؤخرًا ثمة تقارب دبلوماسي لافت لمانيلا مع العملاق الأسيوي “الصين” على حساب واشنطن.
ووجه الرئيس الفلبيني الجديد مرارًا انتقادات حادة إلى واشنطن والرئيس باراك أوباما، وألغى دوريات مشتركة مع الولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي، وهي منطقة متنازع عليها بين مانيلا وبكين، وكرر أنه لن تجري بعد اليوم تدريبات عسكرية مشتركة مع الأميركيين.