روى عدد من المواطنون شهادتهم لعمليات الإعدام التي قام بها تنظيم “الدولة الإسلامية”، عقب اكتشاف مقبرة تضم 300 جثة، يعتقد أنها لعناصر شرطة سابقين.
وكانت قوات الجيش العراقي، أعلنت في 7 نوفمبر، العثور على مقبرة جماعية، لجثث مقطوعي الرؤوس، قرب مدينة الموصل، والتي مازالت تحت سيطرة تنظيم الدولة.
وتقع المقبرة في بلدة حمام العليل والتي تقع على بعد 30 كم جنوب مدينة الموصل، والتي استعادتها القوات العراقية، في إطار معركة الموصل والتي بدأت منذ شهر لاستعادة المدينة.
وأوضحت منظمة هيومين رايتس ووتش في تقرير لها، أعدته بعد زيارة للمقبرة في التاسع من الشهر الجاري، أن المقبرة الجماعية تمتد على مساحة 50*100 متر، واعتمادا على مستوى تحلل الجثث الظاهرة، فإن الأشخاص قُتلوا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
كما أكدت المنظمة أن جميع الجثث الظاهرة مقيدة الأيدي والأرجل ومعصوبة الأعين.
وقال أحد شهود العيان لـ “هيومين رايتس ووتش”، ويدعى أحمد “28 عاما” وهو شرطي سابق، إن “مقاتلو التنظيم جمعوا 2000 شخص على الأقل من المنطقة وأجبروهم على التوجه شمالا نحو الموصل وتلّعفر، ثم أجبروا العائلات هناك على استضافتهم، وفي اليوم التالي استعدوا جميع الرجال فوق 15 عام، وبعدها فصلوا رجال الشرطة، وحملهم في عربات وابتعدوا”.
وتابع أحمد انهم سمعوا أن العربات توجهت إلى حمّام العليل، ولحق بهم الرجال والنساء والأطفال المتبقون 10 كلم أخرى إلى حمّام العليل على مدى اليومين التاليين سيرا على الأقدام، مضيفاً أنهم لم يعلموا أنه شرطي.
ويقول الشاهد، انه اختبأ لعدة أيام في شقة مهجورة بالقرب من الكليّة الزراعية، ورأى قاتلي داعش يقودون 4 شاحنات كبيرة من نوع “كيا”، تحمل ما مجموعه 100 إلى 125 رجل، بعضهم كانوا رجال شرطة سابقين، ثم سمع طلقات نارية وصرخات استغاثة، مضيفاً أنه في الليلةا لتالية تكرر ذات المشهد.
وروى شاهد أخر يدعى محمد، من حمّام العليل، إنه سمع إطلاق نار من أسلحة آلية لمدة 7 دقائق، ابتداء من حوالي الساعة 10 مساء، لمدة 3 ليال متتالية، ثم أخذوا شقيقه حامد، وهو شرطي سابق، وادّعوا إنهم يريدون التحقيق معه، ولم يسمع عنه شيئاً بعدها.
كما أكد أحد الشهود ، أن عناصر التنظيم، اتخذت منزلاً بجواره، لاستخدمه كسجن مؤقت للرجال من القرى المجاورة.
وبرواية 5 أفراد من الشرطة الذين استطاعوا الفرار، أنه في صباح 20 أكتوبر، دعى قائد التنظيم جميع الرجال للتجمع، ففروا مع 65 آخرين، خوفا من استهدافهم.
قال جو ستورك نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “هذا دليل آخر على ارتكاب داعش عمليات قتل جماعي مروعة لعناصر أمن سابقين في الموصل والأماكن المجاورة. يجب محاسبة داعش على جرائمه ضد الإنسانية.”
ووثقت المنظمة استخدام تنظيم الدولة أهالى الموصل كدروع بشرية، منذ بدء المعركة التي أعلنت عنها القوات العراقية، بمساندة الحشد الشعبي في العراق،