كشف نائب رئيس الوزراء التركي أن حكومة أنقرة تبحث جدوى وجود قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في قاعدة إنجرليك الجوية، جنوب البلاد.
وقال ويسي قايناق لقناة الخبر التلفزيونية التركية الخميس إن مسألة قاعدة إنجرليك الجوية التي يستخدمها حلف شمال الأطلسي (ناتو) والتحالف الدولي مدرجة على جدول أعمال حكومته.
ويسلط هذا التقرير الضوء على دوافع أنقرة لفتح ملف قاعدة إنجرليك في هذا التوقيت وما هو الرد المتوقع على مستوى الغرب والولايات المتحدة.
اللعب على المكشوف
يرى الدكتور عمرو عبد الرحمن،( إعلامي أكاديمي) أن فتح أنقرة لهذا الملف في ذلك التوقيت يمثل ردة فعل من تركيا حيال التقصير الذي وقع من الولايات المتحدة فيما يخص مساعدة الجيش التركي في معركته ضد تنظيم الدولة بمدينة الباب السورية، وقال إن التصريح حول “انجرليك” جاء بالتزامن مع إعلان إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن أنقرة أبلغت مسؤولين أميركيين أنها لم تتلق دعما كافيا في معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في 45 يوما الأخيرة، وتتوقع مساندة كاملة لمحاولتها طرد عناصر التنظيم من بلدة الباب السورية، وهو ما يوضح الربط بين هذه الشموى وتوقيت تصريح نائب رئيس الوزراء.
وأكد أن اللعب بين تركيا والغرب الآن صار ” على المكشوف” وكل من الطرفين يلوح بما في يده من أوراق.
إدراك للأهمية وتحقيق مكاسب
من زاويته يرى مراد قويدر ( محلل سياسي- الأردن) أن تركيا تدرك جيدا مدى أهمية قاعدة انجريليك بالنسبة للتحالف المقاتل لتنظيم الدولة وهو ما دعمه تصريح العقيد الأمريكي جون دوريان الأربعاء 4 يناير، أن لقاعدة إنجرليك “قيمة لا تقدر” في عمليات التحالف ضد تنظيم الدولة، وأوضح أن “العالم برمته أصبح أكثر أمانا بفضل العمليات التي انطلقت” من هذه القاعدة.
ويقول تركيا تدرك أن موقع إنجرليك يسهل المهام أمام الطائرات التي تقلع منها، فهي قريبة من روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقا)، وآسيا الوسطى والشرق الأوسط. ولا تبعد أنجرليك سوى 100 كيلومتر من الحدود السورية، ونحو 30 كيلومترا من البحر الأبيض المتوسط. وهو ما يدعم من أهميتها.
ويستطرد من هذا المنطلق تسعى أنقرة لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية من توظيف إنجريليك، على رأس هذه المكاسب تعاون الولايات المتحدة في تحسين وضع الجيش التركي في سوريا وسياسيا دعم الغرب في ملاحقة المتورطين في محاولة الانقلاب الفاشلة ضد النظام في تركيا يوليو ٢٠١٦.
استجابة أميركية مسبقة
في المقابل، قال متحدث باسم الجيش الأميركي الأربعاء 4 يناير إن واشنطن تجري محادثات مع أنقرة بشأن تقديم الدعم في المستقبل حول بلدة الباب، وإن من المرجح أن يكون هناك “نوع من الدعم المستمر”.
وأوضح العقيد الأميركي جون دوريان المتحدث باسم التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة استعداد التحالف لدعم عمليات الجيش التركي في شمال سوريا، وقال في تصريح تلفزيوني من بغداد “لا يمكنني تقديم تفاصيل حول نوع الدعم” الذي عرضه التحالف على تركيا، لكن “هذه النقاشات جارية والأتراك يعلمون ما يمكن أن يفعله” الحلفاء.