أثار مشروع الدستور الروسي الذي أعدّته لسوريا، الجدل والذي جاء بعد اقتراحات من حكومة “النظام السوري” ودول المنطقة”، حسب وزير الخارجية الروسي لافروف، والتي أكد خبراء سياسيين أن هذة المسودة متورطة في كتابها الدولة الإيرانية الشيعية لما فيها من بند يلغي الهوية العربية للجمهورية السورية.
التعتيم على المقترحين
تعمد لافروف عدم الإفصاح عن دول المنطقة التي اقترحت ما تريده لتغيير دستور السوريين، فكذلك لم يقل من هي المعارضة السورية التي اقترحت هي الأخرى بنوداً لمسودة هذا الدستور، علماً أن الهيئة العليا للمفاوضات السورية، ومعها الائتلاف وباقي الفصائل السورية المقاتلة على الأرض، غير معنيّة بمسودة هذا الدستور، ولم تساهم بصياغته ولا ببنوده، وعبّرت عن رفضها لأي دستور يتم إقراره بمعزل عن إرادة الشعب السوري.
إلغاء الهوية “العربية”
وما يعرف بالدستور الروسي لسوريا، قد أشار في أحد بنوده إلى إلغاء صفة “العربية” عن الدولة السورية، لتصبح “الجمهورية السورية” عوضاً من الجمهورية العربية السورية، وهنا يبرز دور “دول المنطقة” التي أشار إليها لافروف، الأربعاء، كطرف في صياغة هذا الدستور، وتحديدا إيران، حيث هي الوحيدة التي لها مصلحة مباشرة بإلغاء صفة العربية عن اسم الدولة السورية.
إسقاط بند الديانة
وبرز في المسودة السابقة للدستور الروسي لسوريا، إسقاط بند ديانة رئيس الجمهورية، وكذلك إلغاء بند الإسلام مصدراً رئيسيا للتشريع. ويضاف إليهما، إلغاء اسم الجلالة من القسم الذي يؤديه رئيس الجمهورية أو بقية السلطات الواجب قسمها لدى توليها منصبا ما، فيصبح القسم بالدستور الجديد هو “أقسم” عوضاً من أقسم بالله.
إلغاء شرط الجنسية للمرشح الرئاسي
وأسقطت مسودة الدستور الروسي لسوريا، بند يتعلق بشروط الترشح لرئاسة الجمهورية، وهو أن يكون من أبوين متمتعين بالجنسية السورية منذ الولادة، كما يرد في الدستور الحالي، واكتفى بشرط أن يكون المرشح لرئاسة الجمهورية قد أتم الأربعين من عمره، في الدستور المقترَح.
حجز مناصب طائفية
وأكّدت المسودة للدستور الروسي لسوريا على حجز مناصب معينة للأقليات القومية والطائفية.
تغييرات في مرافق الدولة
وشملت مسودة الدستور السالف، تغييرات أساسية بمرافق الدولة السورية، فيصبح معها البنك المركزي “بنكاً وطنياً” وتصبح “جمعية الشعب” عوضاً من مجلس الشعب، وكذلك تصبح “جمعية المناطق” عوضاً من الإدارة المحلية، والتي منحها مشروع الدستور الجديد صلاحيات موسعة ومختلفة.
المعارضة لم تشارك
وفي تصريح لـ”رصد” قال حسن أبو هنية المحلل السياسي الأردني، أن المعارضة السورية لم تشارك في هذا الدستور وكل ما قاله لافروف كذب واضح، فلو كان شارك فرد واحد من المعارضة لأفصح عمه.
تورط إيراني
وأوضح أن إسقاط ونزع صفة “العربية” عن هوية الدولة السورية، لتصبح “الجمهورية السورية” كما ورد في الدستور السالف، يكشف تورط إيران في صياغة هذا الدستور، لعزل سوريا عن محيطها العربي وإخراجها من منظومة الدول العربية التي تعد سوريا فيها “قلباً نابضاً” كما هو معروف.
ونشر الإعلام الروسي، الأربعاء، تقارير تحدثت عن اقتراح قدِّم إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعدّه سياسيون وأكاديميون وناشطون روس، يوصي بقيام اتحاد كونفيدرالي بين سوريا وروسيا.
إيران تصر على البقاء
وصرح أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، الاثنين الماضي، أن قوات بلاده العسكرية ستبقى في سوريا مادامت حكومة دمشق بحاجة لها، مؤكدا أن دعم طهران للأسد يأتي في إطار استراتيجية إيران في الحفاظ على ما سماها “المقاومة”.
وتصر إيران على البقاء في سوريا، رغم السخط الشعبي في البلاد بسبب الدعم المالي الكبير في ظل ظروف اقتصادية صعبة تعاني منها طهران، وتزايد القتلى الإيرانيين في مواجهة الثوار السوريين، حيث وصل عددهم حسب اعترافات شبه رسمية إلى أكثر من ثلاثة آلاف قتيل.
ورغم أن انعقاد مؤتمر أستانة في كازاخستان لإنهاء الأزمة الراهنة في سوريا برعاية روسية- تركية أصبح حديث الساعة في الإعلام العالمي، كرر أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، بشكل مفاجئ مشروع إيران لحل الأزمة في سوريا المكون من أربعة بنود، يؤكد آخرها على مشاركة الأسد في انتخابات شاملة في البلاد.