“لا يوجد شيء اسمه بلد فقير.. يوجد فقط نظام فاشل في إدارة موارد البلد”.. هكذا رأى نعوم تشومسكي، وهو الرد المثالي على من يدعون فقر بلادهم مبررين فشلهم، والذين كان آخرهم عبد الفتاح السيسي الذي انتقل بالمصريين من “مصر أم الدنيا” إلى ” احنا فقرا أوي وأهل الشر مش عايزينكو تعيشوا”.
مصر التي تمتلك ثلثي آثار العالم ونهر النيل وقناة السويس وموارد بشرية هائلة ما الذي جعلها فقيرة لهذا الحد؟ ولماذا يصر السيسي على تذكير المصريين بهذا الفقر؟ وإن كان هذا واقعا فمن السبب في هذا الفقر أو الإفقار؟
اسأل نفسك
يرى الناشط السياسي، أحمد. س، عضو جبهة طريق الثورة، أن تصريح السيسي لم يأت من فراغ، قائلا في تصريحات خاصة لـ”رصد”: “فعلا نحن فقراء، لكن كان على السيسي قبل أن يذكرنا بهذه الحقيقة أن يسأل نفسه وجوقته وأصدقاءه من ضباط المؤسسة العسكرية من السبب في هذا الفقر ولماذا لم نصبح أغنياء على مدار أكثر من ستين عاما هي فترة سيطرة الجيش وممثليه في السلطة التنفيذية على مقاليد الحكم في البلاد؟”.
وأضاف: “مصر تم إفقارها ليس ماديا فقط بل سياسيا واجتماعيا لحساب مجموعة من الضباط والمنتفعين من رجال أعمال وأصحاب نفوذ، وتم استنزاف ثرواتها على مدار عشرات السنين لصالح الفئة ذاتها”.
الفقر الحقيقي
من زاويته يرى الإعلامي المصري، د. حمزة زوبع، أن تصريح السيسي ما هو إلا استكمال لسقوطه الذي بدت بوادره من خلال الفشل في كافة المجالات، على حد قوله، مضيفا: “مصر من قد الدنيا إلى أفقر مكان في الدنيا، ومن دولة الى أشباه دولة، ومن “نور عينينا” الى “طب إنتوا عملتوا اللي عليكوا؟”.
واستطرد “زوبع” في تصريح خاص لـ”رصد”: “الفقر الحقيقي هو في عقم مصر أن تنجب رجالا يقولون لهذا الرجل كفى! الفقر الحقيقي حين تنضب بحور الشجاعة وتنحسر أنهار الجراة في مواجهة “عنّين” لا يقدر على شيء”.
وأكد “زوبع” في ختام تصريحاته، مصر لم تكن فقيرة بل أفقرها العسكر، لقد افتقرت مصر ليغتني هؤلاء القادمون من قعر التاريخ ليحكموها، على حد قوله.
الرسالة وصلت
ورأى خبراء أن السيسي يسعى من وراء هذا التصريح لتثبيت الوضع القائم بحيث لا ينتظر منه أحد شيئا ويؤكدون أن فهم هذا التصريح يتضح أكثر إذا وضعناه بجانب تصريح السيسي: “أنا عملت اللي عليا انتوا عملتوا ايه؟” فهو يريد أن يوصل رسالة للشعب مفادها ألا تسألوني عن شيء فقد قمت بدوري ويبقى دوركم!
