من “انتوا نور عنينا” إلى “انتوا فقراء”..هكذا تغيرت لهجة عبد الفتاح السيسي مع الشعب المصري، حيث لم يكتفي بتنفيذ سياسة أضرت بالاقتصاد المصري وضاعفت معدل التضخم والبطالة، إذ يتخذ إجراءات مؤلمة على الطبقات الفقيرة، من إلغاء الدعم وتقليص ميزانية الصحة والتعليم وتعويم الجنيه، وسعيه لتعليم وتدريب طبقة تقود باقي الشعب على طريقة حزب السلطة.
أنتوا فقرا
انفعل عبد الفتاح السيسي، أثناء مشاركته في الندوة المعدة للحديث عن الصناعات الصغيرة والمتوسطة للصعيد ، قائلًا: “إحنا فقراء أوي .. ودولة فقيرة ..ولازم تفهموا إن أهل الشر مش عايزينكم تعيشوا”.
توا نور عنينا
ومع بداية ظهور السيسي للساحة السياسة، بدأ باستعطاف شعبه بعبارات عديدة زعم فيها حبه للمصريين.
والله العظيم يا مصريين لأحاجيكم يوم القيامة أمام الله
وفي مؤتمر الشباب الأخير الذي انعقد في شرم الشيخ، قال السيسي نصًا “الدور على الشعب في الخروج من الأزمة، مصر مسؤوليتنا جميعًا، مش أنا لوحدي”، ثم يطالب المصريين بأن يكونوا مسؤولين عن مصر ويردد “والله العظيم يا مصريين لأحاجيكم يوم القيامة أمام الله”.
المطالبة بتحمل الصبر
وخلال المؤتمر روى السيسي قصة جديد عن “تلاجتي مافيهاش غير مية بس لمدة 10 سنين”، وكأنه يقول للمصريين جوعوا واعطشوا وأنتم ساكتين، وتقبلوا الإجراءات الاقتصادية القادمة لأنه يريد منهم “أمة ذات شأن، تصبر وتتحمل ومتتكلمش خالص” لو بنص كلامه.
أنا عملت اللي عليا
وتعمد السيسي قبيل اقترابه من قصر الاتحادية ليتولى حكم البلاد، إقصاء الأحزاب السياسية وتهميش دور السياسيين وملاحقة الإخوان، حتى أصبح الطريق إلى الحكم ممهدًا له فقط، وقال السيسي “أنا عملت اللي عليا، أنا تلقيت استدعاء أو ظننت إني استدعيت وتحركت بناءً على ذلك، إن كان حق فهو حق وإن كان غير ذلك فهو غير ذلك، اللي عليا عملته جيد أو متميز اللي عندي عملته واللي نقدر نعمله قولته وموعدتش بحاجة مش ممكن تتحقق”.
وتابع “أنا قولت إن حملتي مش تقليدية من الأول.. انا قولت للناس بلاش إسراف من أول الحملة، ونركز جهدنا على الوصول لحل للأزمة اللي إحنا فيها .. أنا هاخد من الجميع عشان مصر ولكن لن يدخل جيبي شئ”.
ولفت السيسي إلى أن أكبر مشكلة قد تواجهه هي أن يقل حب الناس له .. وقال “أنا لا أخاف الموت أبدًا أو المسائلة القانونية، لأني حريص إني ماعملش حاجة غلط، ولكن أصعب شئ أني أرى محبة المصريين تتغير، ديه هتكون أكبر مشكلة وخسارة هتعرضلها في حياتي”.
وأضاف “اذا كنت عاوز أخدم البلد فديه مش نقمة، أما إذا جيت عشان أمسك السطلة فقط فديه تبقى نقمة”.
استدعاء الشركاء
وحملت رسائل السيسي دعوات لشركاء انقلابه بعد أن تباعد الطرفان منذ فترة، ويستدعي السيسي كل من يستطيع أن يمرر له تلك الأزمات حتى معارضيه، لمساعدته في المرور من أزماته مذكرًا إياهم بدوره فى تخليصهم من خصومهم الإسلاميين عندما يقول “لما طلبتوني لقيتوني ولم أبخل عليكم بحياتي، وأنا مش طالب منكم حياتكم أو تضحوا بيها”.
وتارة يطالبهم برد الجميل له بالحنية، و تارة وبالتهديد، أحيانًا بكشف المستور بشأن استدعائهم له، وبنفس المعنى يقول “دايمًا لما قلتولي أقف جنبنا ووقفت، وجيه الدور عليكم تقفوا جنبي” ومكررًا “أنا عملت دوري معاكم وقلتلكم المشكلة كبيرة ومش هقدر عليها لوحدي بس دوركم حتعملوه ولا”.
مسنود من الجيش
وباعتباره جاء مسنودًا بعتاد عسكري كامل، فأصبح السيسي لا يثق في غير الجيش، فإذ به يقول “الجيش ابن مصر – الجيش مسؤول عن الأمن القومي والجيش سيتنشر خلال 6 ساعات” ويصدر للجميع وقوف الجيش بجواره في الفترة القادمة مساندًا له في أزمته الاقتصادية بقوله: “القوات المسلحة حتوفر 8 ملايين عبوة لسلع غذائية بنصف التمن للمواطنين”.