اخترق قراصنة على صلة بتنظيم داعش الإرهابي سلسلة من مواقع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا ونشروا صورًا صادمة من الحرب السورية، في هجوم إلكتروني يفضح عيوبًا خطيرة في أنظمة الأمن، حسب صحيفة “إندبندنت” البريطانية.
وقالت الصحيفة إن القراصنة، الذين ينتمون إلى مجموعة قرصنة في شمال إفريقيا، نشروا على المواقع صورًا وحشية لأحداث العنف التي تشهدها الحرب في سوريا، وأعلنوا أنهم نفذوا الهجوم الإلكتروني ردًا على ما وصفوه بأنه “العدوان الغربي في الشرق الأوسط”.
وهذه هي المرة الأولى التي تقوم مجموعات مرتبطة بتنظيم داعش بشنّ هجوم منسق على مواقع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، بغض النظر عن هجوم شنه قرصانٌ العام الماضي زعم أنه موالٍ لداعش، وفقًا للصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأجهزة الأمنية تعتبر الهجوم الجديد أكثر خطورة بكثير، وربما يمهد الطريق إلى هجمات أخرى مماثلة؛ حيث استهدف قراصنة جماعة تطلق على نفسها اسم “فريق فالاجا التونسي” قبل 3 أسابيع 6 مواقع تابعة للهيئة، تعرض اثنان منها لأضرار بالغة.
ويُعتقد أن بيانات المرضى كانت معرضة إلى الخطر خلال الهجمات؛ ولكن الفحوص الأولية لا تشير إلى عدم اختراق أي منها، وليست هناك أي إشارة إلى تعرض سلامة المرضى للخطر.
وتأتي هذه القرصنة في أعقاب تحذير الحكومة من أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية تواجه خطرًا جديًا من الهجمات الإلكترونية، وأن الأمر “لم يعد من نوعية ما يحدث في أفلام الجاسوسية الحركة؛ لكنه يمثل تهديدًا واضحًا وقائمًا”.
وقال مراسل الصحيفة لشؤون الدفاع، كيم سينغوبتا، إنّ “الهجمات طالت عدة مواقع تابعة لخدمة الصحة العامة البريطانية، ونشرت خلالها صور “فظائع الحرب السورية”.
وشرح أن الهجمات شنتها مجموعة من القراصنة في شمال إفريقيا تحت اسم Tunisian Fallaga Team، وقالوا إنها “انتقام لاعتداءات الغرب في منطقة الشرق الأوسط”، موضحًا أنها الأولى من نوعها التي تستهدف فيها جماعةٌ جهاديةٌ مواقع إلكترونية تابعة للخدمات الصحية في بريطانيا.
وأشار سينغوبتا إلى أنّ موقعًا صحيًا تعرض في السابق إلى اختراق؛ لكنّ السلطات تنظر إلى الاختراقات الجديدة على أنها جديّة بشكلٍ أكبر.
والاختراقات التي حصلت قبل 3 أسابيع طالت 6 مواقع في جنوب بريطانيا تختلف اهتماماتها من صحة الأطفال إلى التمويل، وأصيب اثنان منها بضرر كبير.
ونقلت الصحيفة عن الوزير في مكتب رئيس الوزراء بين غومر أن “كميات كبيرة من البيانات الحساسة” المخزنة في أجهزة الهيئة الوطنية البريطانية للخدمات الصحية كانت هدفًا لهجمات القراصنة.
وجاءت الهجمات في الوقت الذي حذّرت فيه الحكومة البريطانية من أن المواقع التابعة لخدمات الصحة العامة في بريطانيا قد تكون عرضة لهجمات يشنها قراصنة. وهذا الاختراق يوضح أنّ المواقع العامة البريطانية أصبحت مكشوفة أمام هجمات القراصنة.
وقال الخبير الأمني البريطاني روبرت إيمرسون إنه من الواضح أنّ هذه الهجمات لم تشنها مجموعة تعمل بمفردها؛ لأنها سلسلة من الهجمات المنسقة التي من الواضح أنها استهدفت توجيه رسائل بصرية لقطاع عريض من المواطنين.
ومجموعة “هكر الفلاقة التونسية” (Tunisian Fallaga Team)، بالإضافة إلى الخلافة الإسلامية العالمية (Global Islamic Caliphate)، وفريق النظام دي زد (Team System DZ)؛ هي مجموعات مرتبطة بتنظيم “داعش” وتقوم بعمليّات متناسقة.
وإضافةً إلى مجموعات إعلاميّة وشركات طيران، فإنّ المجموعات اخترقت حسابات القيادة المركزية الأمريكية على “تويتر” و”يوتيوب”، ونشرت بيانات عن عناصر متقاعدين بالجيش الأمريكي.
ومجموعة “هكر الفلاقة التونسية” كانت الأكثر نشاطًا عبر قرصنة لأكثر من بلد خلال الأشهر الـ18 الماضية، مركّزةً على المنظمات التي أدانت اعتداء “شارلي إيبدو”.
وخلال السنوات الماضية أعلنت المجموعة مسؤوليتها عن اختراق مواقع إلكترونية حساسة في إسرائيل وفرنسا وصربيا. وأعلنت المجموعة في ديسمبر الماضي عن اختراق عشرات المواقع الإلكترونية الروسية؛ ردًا على مجازر حلب.
ويعود أصل كلمة “الفلاقة” إلى لقب كان يُطلق على المقاومين التونسيين الذين رابطوا بالجبال التونسية لمقاومة الاستعمار الفرنسي في الخمسينيات من القرن الماضي.