أصبح موقع “صراحة” حديث مواقع التواصل الاجتماعي خلال الايام الماضية، ورغم التحذيرات الشديدة من قبل الأطباء النفسيين، وخبراء التقنية إلا أن حب الفضول كان أقوى من كل التحذيرات، والتي وصلت نتائجها إلى سرقة الحسابات، وانتحار مستخدميه.
هوس موقع صراحة
وتخطى عدد مستخدمي موقع “صراحة”، الـ 20 مليون مستخدم في الوطن العربي، في حين وصل عدد المشاهدات لـ 270 مليون مشاهدة.
وتأتي مصر في المرتبة الأولي في استخدام الموقع وتأتي المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية ثم دولة تونس وهناك دول عربية وأجنبية تستخدم الموقع.
والموقع تشبه فكرته نفس أفكار مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة، ولكن يسمح للأشخاص من خلاله بأرسال ارائهم الإيجابية أو السلبية في حق آخرين دون ظهور هويتهم.
وأسس الموقع، مبرمج سعودي اسمه زين العابدين توفيق، يعيش في مدينة الظهران، حيث تخرج من جامعة الملك فهد تخصص البترول والمعادن.
وبحسب ما أعلنه مؤسس الموقع فإن الهدف كان توجيه الموظفين النقد لمدرائهم دون أي تخوف من معرفة هويتهم، خصوصاً أن معظم المديرين لا يقبلون توجيه انتقاد لهم من موظفيهم، مما ساعد على زيادة الفجوة بين الموظفين والمدراء في الفترات الأخيرة.
تأثيره النفسي
وحذر عدد من الأطباء النفسيين، من تأثير رسائل موقع صراحة على نفسية مستخدميه، خاصة بعد انتشار عدد من الرسائل السلبية والتي خرجت عن الإطار الطبيعي للنقد وتحولت إلى أدعية، وشتائم في حق أصحابها.
وقال الدكتور خالد رفعت، رئيس مركز طيبة للدراسات، خلال مداخلة هاتفية في برنامج “العاشره مساء”: “من الضروري إغلاق ذلك الموقع على الفور لنشره الآثار السلبيه والآراء غير المحببه على الإطلاق”. مؤكدًا أنه سمح لذوى النفوس المريضه بالتدخل في حياة الغير،
وأشار “رفعت” إلى أن النسخة البريطانية من الموقع تسببت في انتحار فتاه تبلغ من العمر 14 عاما فى أنجلترا، بسبب ما جاء لها من آراء سلبية عن طريق ذلك الموقع.
ومن جهتها أكدت الدكتورة شيماء محمد عرفة، مدرس الطب النفسى بجامعة الأزهر، أن هناك حالة ذهبت لها فى العيادة بعدما تعرض لمشاكل نفسية بعد تلقيه رسالة على “صراحة”، أصابتها بحالة من القلق وعدم القدرة على التركيز، والغياب عن العمل 3 أيام خوفًا أن يكون المرسل أحد زملائه ولا يستطيع مواجهته.
نماذج سلبية من رسائل
وجاءت موجة التحذيرات النفسية بعد ما انتشر عدد كبير من الرسائل التي تحمل كلمات قاسية لأصحابهن منها تمني المرض وفقدان الوالدين، وبعض الرسائل المليئة بالحقد.
مخاطر تكنولوجية
وتسبب هوس رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في معرفة آراء الناس وفضولهم في معرفة هوية أصحابها بالرغم من أن فكرة الموقع تقوم على عدم المعرفة، إلى تعرض بعض مستخدميه لسرقة حساباتهم على “.فيس بوك”
وأعلن مؤسس الموقع، أن هناك تطبيقات ومواقع عديدة ظهرت بنفس اسم وشكل “صراحة” لكن كلها مزيفة وتستهدف سرقة بيانات المستخدم.
وأكد “توفيق”، أنه أبلغ عن عدد منها، مشيرًا إلى أنه يعمل فى الوقت الحالى على طرح تطبيقات للموقع على متاجر جوجل بلاى و App store، بالإضافة إلى نسخة باللغة الإنجليزية.
وانتشرت تحذيرات عديدة، من عدد من المواقع تستخدم نفس الاسم “صراحة” ولكن بامتددات مختلفة، وهي خدعة لسقوط البعض ضحية لهؤلاء القراصنة.
وتظهر المواقع البديلة بصورة طبق الأصل يقوم بسرقة هوية المستخدمين من خلال استدراجهم إلى دخوله عبر استخدام كلمة “هل تريد الكشف عن هوية مرسل الرسائل اليك؟”، مثل التطبيق الزائف الذي يحمل الرابط: http://saraha.eu/