في أوّل خطاب له منذ بدء الأزمة الخليجية، اعتبر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن «الخطوات التي اتخذتها دول الحصار الأربع خُطّطت مسبقًا ولتحقيق غايات مبيتة سلفا»، مشددًا على أن «أيّ حل لهذه الأزمة في المستقبل يجب أن يشمل عدم العودة إلى هذا الأسلوب الانتقامي» ويقوم على مبدأي «احترام السيادة وألا يكون إملاءات».
وأكّد أمير قطر اليوم الجمعة أن الحياة في البلاد تسير بشكل طبيعي منذ بداية الأزمة، وقال: «نتحدث بعقلانية لتقييم المرحلة التي نمر بها وتخطيط المستقبل الواعد»، وأضاف: «الشعب القطري وقف تلقائيًا وبشكل عفوي دفاعًا عن سيادة وطنه واستقلاله. لقد أصبح كل من يقيم على هذه الأرض ناطقًا باسم قطر».
مواجهة القطريين للحصار
وبشأن مواجهة الشعب القطري للحصار قال: «أشير باعتزاز للمستوى الأخلاقي الرفيع للشعب في مقابل حملة التحريض والحصار»، مضيفًا: «القطريون تميزوا بالجمع بين صلابة الموقف والشهامة، القطريون أذهلوا العالم بحفاظهم على المستوى الراقي على الرغم مما تعرضوا له».
وتابع: «كان هذا امتحانًا أخلاقيًا حقيقيًا، وقد حقق مجتمعنا نجاحًا باهرًا فيه، أثبتنا أننا نراعي الأصول والمبادئ والأعراف حتى في زمن الخلاف والصراع».
تلاعب دول الحصار
وزاد الشيخ تميم بالقول إن قطر أثبتت مراعاة الأصول والمبادئ والأعراف «حتى في زمن الخلاف والصراع»، لافتًا إلى أن كثيرًا من الدول لا تفضّل المصلحة الآنية على المبدأ والمصلحة بعيدة المدى.
وقال إنّ «بعض الأشقاء (لم يسمهم) اعتقدوا أنهم يعيشون وحدهم وأن المال يمكنه شراء كل شيء».
مكافحة قطر للإرهاب
وبشأن مكافحة الإرهاب، قال: «نكافح الإرهاب بلا هوادة، وهناك اعتراف دولي بذلك»، مضيفًا: «نحن نختلف مع البعض بشأن مصادر الإرهاب، ونحن نرى أن الدين وازع أخلاقي وليس مصدر إرهاب».
ولفت إلى أنه «توجد خلافات مع دول مجلس التعاون بشأن السياسة الخارجية»، مؤكدًا أن قطر «لا تحاول فرض رأيها على أحد في السياسة الخارجية».
انفتاح اقتصادي
ولفت إلى أن المرحلة الراهنة التي تمر بها قطر حاليًا «بالغة الأهمية» من حيث الفرص التي أتاحتها، معتبرًا أن أهداف بلاده واقعية وتقوم على استمرار الروح التي أظهرها القطريون في التعامل مع الأزمة وتوابعها، وقال: «نحن بحاجة للاجتهاد والإبداع والتفكير المستقل والمبادرات البناءة».
وشدد الشيخ تميم على أن الحكومة القطرية منذ بداية الأزمة سارت وفق توجيهات للقيام بالانفتاح الاقتصادي وإزالة العوائق أمام الاستثمار، مؤكدًا أنه «لا بد من الاستثمار في التنمية؛ لا سيما في البشرية منها».
تثمين الوساطة الكويتية
وثمّن الدور الأميركي المُساند للوساطة الكويتية الرامية إلى حل الأزمة الخليجية بين دول مجلس التعاون، وقال إن «قطر تثمّن عاليًا جهود أمير الكويت صباح الجابر الصباح وتدعمها منذ البداية»، كما أشاد بالدور المهم الذي لعبته تركيا في مساندة قطر على مدار أيام الأزمة.
استنكار إغلاق «الأقصى»
ولم يغفل الشيخ تميم في كلمته التعليق على الأحداث التي تشهدها مدينة القدس المحتلة والأقصى، وقال إن «قطر تستنكر إغلاق المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين».
وهذا الخطاب هو الأول من نوعه منذ بدء الأزمة الخليجية في الخامس من يونيو الماضي حين قطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر بدعوى «دعمها للإرهاب»؛ وهو ما نفته الدوحة، معتبرة أنها تواجه «حملة افتراءات وأكاذيب».
وفي الثاني والعشرين من الشهر ذاته، قدّمت الدول الأربع إلى قطر -عبر الكويت- قائمة تضم 13 مطلبًا لإعادة العلاقات معها؛ من بينها إغلاق قناة «الجزيرة»، في حين اعتبرتها الدوحة «ليست واقعية ولا متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ».