رغم تولي «الدب الروسي» مهام تدريب قيادات المطارات المصرية على عمليات التأمين، حيث تعاقدت مصر مع شركات أنظمة مراقبة روسية، إلا أن ذلك لم يشفع للسلطات الروسية السماح لمواطنيها بعودة السفر إلى مصر، وقررت استكمال مدة تأجيل حظر السفر إلى مصر.
وفي بيان لها أمس، قالت سفيتلانا سيرغييفا مستشارة رئيس الوكالة الفدرالية الروسية للسياحة، إن الجانب المصري لم يحل جميع المسائل المتعلقة بأمن الطيران.
وأكدت سيرغييفا أن الهجمات الأخيرة على السائحات في شاطئ مدينة الغردقة تسبب للوكالة بمزيد من القلق.
وأشارت إلى أن تقييم مستوى سلامة السياح في مصر يتم انطلاقا من إرشادات وتوصيات الخارجية الروسية، وقالت إن الخارجية لم تدرج مصر رسميا في قائمة الدول الخطرة لزيارة السياح الروس.
تأخر نتائج التحقيق
وكانت وكالة سبوتنك الروسية قد أكدت، أن موسكو قلقة من عدم إحراز السلطات المصرية تقدما في التحقيق بالهجوم الذي استهدف طائرة روسية فوق سيناء في أكتوبر 2015 الذي راح ضحيته أكثر من مئتي شخص.
وذكرت الوكالة أن روسيا لن تقبل بالموقف المصري الذي يتلخص برغبة السلطات المصرية في التحقيق إلى ما لا نهاية من دون معاقبة أحد.
سلامة المطارات
وفي يناير الماضي، قال عضو مجلس إدارة الشركة المصرية القابضة للمطارات الهامي الزيات إن قرار عودة حركة الطيران بين مصر وروسيا، بات مرهونا بالتوقيع على عدة اتفاقيات منها سلامة المطارات.
وصرح الزيات لـ «سبوتنيك» بأن «عودة حركة الطيران بين البلدين مرهونة بالتوقيع على عدة اتفاقيات منها سلامة المطارات. والتوقيع على هذه الاتفاقيات يعتبر خطوة مهمة في طريق عودة السياحة الروسية وحركة الطيران».
وأضاف أن «الطيران سيبدأ أولا بين القاهرة وموسكو أما الرحلات إلى الغردقة وشرم الشيخ فستكون في وقت لاحق»، لافتا إلى أن شركة الطيران الروسية «أيرفلوت» ستعمل من خلال مبنى الركاب رقم 2 والذي يخضع لأعلى درجات التأمين17».
وكانت طائرة تابعة لشركة «كوغاليم آفيا» قد سقطت يوم 31 أكتوبر 2015 وسط سيناء، بعد دقائق من إقلاعها من منتجع شرم الشيخ.
وقتل جميع من كانوا على متن الطائرة وعددهم 224 شخصا، وقال تنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم الدولة الإسلامية إنه أسقطها بوضع قنبلة بدائية الصنع على متنها.
وتسبب الحادث في إعلان روسيا وقف رحلاتها الجوية لنقل السياح إلى مواقع سياحية في مصر، وهو الموقف الذي تبنته عدد من الشركات الأخرى.
وتوالت التحذيرات في الآونة الأخيرة من عدد من الدول الغربية لرعاياها بتجنب السفر إلى مصر بسبب تهديدات «إرهابية» محتملة.
وقد قتلت سائحتان ألمانيتان في منتجع الغردقة، يوم 14 يوليو الحالي، في هجوم بسلاح أبيض، مما ضاعف من متاعب السياحة في مصر التي شهدت تراجعا في عائدتها خلال السنوات الماضية.
وتعد السياحة الروسية مصدراً مهماً لدعم موارد مصر من العملات الصعبة، ومحركاً لتنشيط عدة قطاعات أخرى، خصوصا أنها تمثل 50% من إجمالي السياحة الوافدة إلى مصر.
وفي عام 2014، حافظت مصر على مكانتها كأهم وجهة سياحية للمواطنين الروس، وبلغ عدد السياح الروس، الذين زاروا مصر لأول مرة في العام الماضي، 47% من جملة الوافدين. في حين بلغ عدد، الذين زاروا مصر أكثر من 3 مرات، نحو 30%، ونسبة الذين زاروا مصر أكثر من مرتين نحو 22.6%، من جملة السياح الروس.
وبحسب بيانات وزارة السياحة، فقد حقق السياح الروس 2.5 مليار دولار إيرادات لمصر العام 2014، من أصل 7.3 مليار دولار حققها قطاع السياحة ككل خلال العام نفسه.
وتتركز السياحة الروسية الوافدة إلى مصر في زيارة المناطق الساحلية على شاطئ البحر الأحمر وجنوب سيناء؛ في حين تذهب نسبة ضئيلة للغاية في رحلات لزيارة المناطق الأثرية في المدن المصرية.
وتتصدر محافظة البحر الأحمر عدد الليالي السياحية بالنسبة للسياح الروس، إذ تستحوذ على 52%، وتليها منطقة جنوب سيناء 47%، فيما تعد أطول مدة إقامة في الإسكندرية بواقع 12 ليلة، وتليها مطروح بـ10 ليال؛ ويتراوح إنفاق السائح الروسي ما بين 55 و60 دولارا في الليل.