تشتد الاشتباكات، بين ميلشيات جماعة أنصار الله المعروفة باسم «الحوثيين»، وبين حليفها في اليمن، الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وقواته، في العاصمة صنعاء، لتتباين الآراء حول المشهد اليمني الحالي وتداعيات الصراع الجديد.
معارك مستمرة
وأعلن حزب المؤتمر الشعبي العام، جناح الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، اليوم السبت، سيطرة القوات الموالية له على معسكر 48 (الحزيز)، جنوبي العاصمة صنعاء.
وذكرت وكالة «خبر» التابعة للحزب، أن «قوات الجيش (الموالية لصالح) قامت بتأمين معسكر 48».
وأضافت أن قوات الجيش طردت واعتقلت مليشيا الحوثي التي كانت في المعسكر، دون مزيد من التفاصيل.
كما سيطرت القوات الموالية لصالح على مبان الدفاع والمالية والجمارك والنقل، وسيطرت قبائل على مطار صنعاء.
ووقع أكثر من 80 قتيلًا و150 جريحًا، اليوم السبت، فى المعارك التى شهدتها العاصمة اليمنية صنعاء، بين قوات الرئيس السابق على عبد الله صالح، وميلشيات الحوثيين، فيما أعلنت وسائل إعلام يمنية، إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى صنعاء، مع اشتداد المواجهات بين ميلشيات الحوثى، وقوات صالح.
الحوثي في موقف ضعيف
سيطرة متتالية للقوات التابعة لصالح على المؤسسات الحكومية، دفع عبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين بتوجيه نداءات للرئيس المخلوع طالبه بالتعقل.
وقال الحوثي، إنه على صالح أن «يكون أعقل وأرشد من الميلشيات المتهورة، وأن يعلي مصلحة واستقرار هذا الوطن فوق النزوات وأن يفتح المجال لأحرار والعقلاء للتدخل».
وأضاف زعيم الحوثيين: «أحذر بجد وأدعو الدولة لتحمل مسؤوليتها وأدعو المواطنين أن يكونوا إلى جانب الأمن والاستقرار وأدعو كافة القبائل في جميع المناطق أن يكونوا إلى جانب الأمن والاستقرار ولا ينجروا إلى الفتن والتصدي للعدوان ولا يستجيبوا للدعوات التخربيبة المشبوهة».
وتابع : «أناشد رئيس المؤتمر الشعبي العام على عبدالله إلى أن يتعقل كما كان من بداية العدوان وحتى اليوم، وأن يكون وحريصا على مصلحة بلده وغير منجر لهذا الإسفاف الذي تمارسه هذه الميليشيات».
واعتبر السياسي اليمني – مستشار رئيس الوزراء – سام الغبار أن خطاب الحوثي بدا ضعيفا، وقال إن «عبدالملك الحوثي يظهر ضعيفًا امام بطولة الشعب اليمني وصموده الأغر في وجه الكهنوتيين البشعين ، وترتعش يداه وهو يناشد صالح بالتعقل من اجل ذلك ، واعترف بقتلاه من العلوج .. لا سلام مع الحوثيين حتى يضعوا السلاح وينصتوا لصوت العقل والحكمة».
ومن جهته قال السياسي اليمني، منير المواري، إن خطاب عبدالملك الحوثي أتى منكسرا، مضيفا «أول مرة ينطق عبدالملك الحوثي اسم علي عبدالله صالح باحترام وبدون استهزاء».
هل يدخل صالح في عملية سياسية؟
دعا صالح في خطابه المتلفز اليوم، إلى بدء صفحة جديدة مع دول الجوار، وطالب بوقف ما اسماه «العدوان» على اليمن، ورفع الحصار.
خطاب صالح جاء ليصور نفسه وقواته بأنه صاحب القرار في اليمن، والطرف الآخر من المفاوضات التي قد تدخل بها دول التحالف بقيادة السعودية، ما اثار تساؤلات حول قبول صالح كجزء من الانتقال السياسي إذا ما وصلت الازمة إلى المفاوضات.
ورخب المواري، بهذا الوضع وقال إنه في حال ذلك «لن نكون ضد أنصار الله كمكون سياسي ولكنا ضد مليشياته المسلحة»
ونفي السياسي اليمني محمد جميح أن تكون الاشتباكات بين أطراف الانقلاب «مسرحية»، واصفا الاشتعال الأخير بأن «اليمن يثور ضد الكهنوت»، مضيفا «وهناك من لازال يراها مسرحية بين صالح والحوثي…».
واعتبرت الصحفية المينية، توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلان، أن «المخلوع علي صالح اصل الشرور في اليمن وصانع كل كوارثها لا سلام ولا عدالة دون ان يلاقي عقابه العادل.. جزاءً وفاقا».
وأضافت في تغريدة لها أن «ثورة ١١ فبراير قامت ضد المخلوع وهي بالتأكيد ضد ادواته ومخلفاته ومنهم ميليشيا الحوثي الفاشية لكنها بالتأكيد لن تتعاطف مع المخلوع فضلاً عن الوقوف او التحالف معه لاينتمي الى فبراير وروحها العظيمة من يتعاطف مع المخلوع مجرد تعاطف».
حرب أهلية أخرى
واعتبر سياسيون الاشتباكات بين صالح والحوثي، صراعًا جديدًا يدفع ثمنه اليمنيون، وأنها مقدمة لحرب أهلية، أراد بها الطرفين حسم نفوذهم.
وقال السياسي اليمني ياسين التميمي، إن «حرس المخلوع صالح ينهض من جديد بالعاصمة صنعاء لخوض حرب أهلية أخرى لحسم صراع النفوذ».
وطالب التميمي، بألا يصفق أحد لصالح، «فهذه القوات التي تدعي أنها تحرر مواقع استراتيجية في العاصمة هي التي سلمت مفاتيح هذه المناطق للحوثيين في معركة ثأر طائشة ولاوطنية خاضها صالح في سبتمبر 2014».
وحذر التميمي من «أي خطوة من المخلوع صالح لاستثمار تقدمه العسكري باتجاه إنشاء سلطة أمر واقع أخرى في صنعاء بإسناد من تحالف الرياض-أبوظبي الذي ظل يدعي أنه يقاومه»، مؤكدا أنه « لن يخرج عن كونه انقلاباً، الجديد فيه أن المخلوع صالح يتحمل هذه المرة المسؤولية عنه بشكل سافر وليس بأسماء مستعارة».