نشرت صحيفة “نيويورك بوست” مقالا مشتركا لكل من جوناثان شانزر من معهد الدفاع عن الديمقراطية اليميني، والمحلل فارشا كودوفايور في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، يتحدثان فيه عن التهديدات التي قد تتعرض لها الكويت للمضي في الجبهة التي تقوم إدارة دونالد ترامب بتشكيلها ضد إيران، وإلا لواجهت غضبه.
ويقول الكاتبان في مقالهما، الذي ترجمته “عربي21″، إن ترامب يواجه عقبة جديدة لخطته في بناء جبهة موحدة بين دول الخليج وإسرائيل ضد إيران.
ويشير الكاتبان إلى انتقاد السفير الكويتي في الأمم المتحدة إسرائيل، التي نشرت ترسانة من الأسلحة ضد مدنيين عزل، وذلك في معرض حديثه عن الهجمات الإسرائيلية على المشاركين في مسيرات العودة، لافتين إلى أن داعية كويتيا أنكر بعد أسابيع المحرقة النازية لليهود، متسائلا: “كم فرنا تحتاج لتحرق 6 ملايين شخص”.
ويرى الكاتبان أن “هناك بطبيعة الحال استثناءات لهذه الأشكال بين دول الخليج، وهي زيادة محاولات التقارب مع إسرائيل، فقد اعترف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبطريقة ضمنية، بحق إسرائيل في الوجود، وذلك في مقابلة مع مجلة (ذا أتلانتك) في نيسان/ أبريل، وأرسلت الإمارات والبحرين فرقا وطنية للمشاركة في المرحلة الأولى من مسابقة الدراجات الهوائية التي نظمت هذا الربيع في إسرائيل، وزار وفد إسرائيلي في حزيران/ يونيو البحرين، وفي أيار/ مايو كتب وزير الخارجية البحريني تغريدة عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها أمام مسيرات الفلسطينيين”.
ويلفت الكاتبان إلى أن “الكويت لا تزال الدولة المقاومة لهذه التوجهات، وهي (الدولة العربية الخليجية الوحيدة) التي لا تزال تمارس هذا الشجب الممنهج لإسرائيل، وحتى نضع هذا في إطاره فإن قطر الداعمة لحركة حماس تحتفظ بعلاقات، وإن على مستوى منخفض، مع إسرائيل”.
ويجد الكاتبان أن “العلاقات السعودية والإماراتية والبحرينية مع إسرائيل تعود لمظاهر القلق المشتركة ضد المغامرات الإيرانية في المنطقة، والاتفاقية النووية عام 2015، ووصف ابن سلمان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي بأنه (يجعل من هتلر يبدو جيدا)، ولهذا بحثت هذه الدول عن علاقات مع إسرائيل، التي وقفت أمام الإيرانيين في سوريا، وقامت بسرقة أسرار طهران النووية”.
ويستدرك الكاتبان بأن “الكويت التزمت بموقف محايد من إيران، ولا تريد إسرائيل شريكا لمواجهة عدوانها الإقليمي، وتريد الحفاظ على الوضع كما هو”.
ويفيد الكاتبان بأنه “علاوة على هذا فإن النظام السياسي في الكويت المعادي لإسرائيل نظام جيد، ففي تشرين الأول/ أكتوبر هاجم رئيس الوزراء مرزوق الغانم عضوين في الكنيست الإسرائيلي، ووصفهما بالمحتلين وقتلة الأطفال، وصرخ عليهما قائلا: (احملا حقائبكما وغادرا هذه القاعة)، وسط تصفيق حاد من الحضور، واعتبره الفلسطينيون (شخصية عام 2018)”.
وينوه الكاتبان إلى أن النائب وليد الطبطبائي انتقد في أيار/ مايو الإسرائيليين، واصفا إياهم بكلاب الصهيونية، فيما زار الطبطبائي المقاتلين السوريين في إدلب، والتقطت له صور بزي المقاتلين وفي يده بندقية، مشيرين إلى أن نائبا آخر شكر في بداية حزيران/ يونيو الشعب الكويتي والأمير والحكومة؛ للرد المستمر الحازم على الاحتلال الصهيوني.
ويذهب الكاتبان إلى أنه “يمكن رد شجب إسرائيل في النظام السياسي الكويتي إلى وجود السلفيين، وشعبية هؤلاء نابعة من معارضتهم لإسرائيل، وعدائهم الواضح للسامية، وقررت العائلة الحاكمة في الكويت دمج الإسلاميين في الحكم ليكونوا حاجزا ضد المعارضة المتزايدة للحكومة في عام 2011، ويتلاعب الأمير بالسلفيين والإخوان ضد بعضهم، ويشجع في الوقت ذاته الطرفين ليكونا حاجزا ضد المعارضة المحلية”.
ويقول الكاتبان: “ربما يفسر التأثير السلفي السجل الصارخ للكويت في تمويل الإرهاب، وهناك أفراد منهم على قائمة العقوبات الأمريكية لدعم تنظيم القاعدة، وهم أعضاء هيئة التدريس في كليات في جامعة الكويت، ويحصلون على منافع من الحكومة، ولا تزال جمعية إحياء التراث الإسلامي، التي صنفتها وزارة الخزانة الأمريكية عام 2008 مجموعة إرهابية كونها مؤسسة داعمة لتنظيم القاعدة، تعمل حتى اليوم في الكويت”.
ويبين الكاتبان أن “معارضة الكويت لإسرائيل أصبحت أكثر شدة منذ أن أصبحت عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، وعرقلت الكويت الجهود الأمريكية الرامية إلى توجيه اللوم لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس؛ بسبب خطاب اعتبرته معاديا للسامية، بالإضافة إلى أنها أوقفت إدانة الولايات المتحدة لهجمات حركة حماس ضد إسرائيل من غزة، وتشير التقارير إلى أن جارد كوشنر، الذي يشعر بتقويض جهود الكويت، عقد اجتماعا (قصيرا وعاصفا) مع السفير الكويتي في واشنطن”.
ويعتقد الكاتبان أنه “من الواضح أن الكويت وعلى ما يبدو تريد معارضة السعودية والإمارات العربية المتحدة و البحرين في مسألة التطبيع مع إسرائيل، لكن إذا تم نشر خطة ترامب للسلام الإقليمي في الأسابيع أو الأشهر القادمة، فربما وجدت الكويت نفسها في مرمى النيران المتبادلة”.
ويختم الكاتبان مقالهما بالقول إن “مواجهة الولايات المتحدة تختلف تماما عن الحفاظ على الاستقلالية في المواقف في مشاحنات داخلية بين دول مجلس التعاون الخليجي، ولا يوجد هناك أي مفر إلا بالانحياز إلى مواقف ترامب واستراتيجيته لاحتواء إيران”.